المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هشام عزاس
حتى ولو مزق شرياني عنفوان تدفقكَ و إقبالكَ مني... فإني لن أبعثرَ ما تبقى مني لإرضاء شهوة جبروتكَ في نفسي و نداءاتكَ التي لا تملُ الصراخ ... ابتعد عني ... فأنت من حطم الوجدان و جعل الحس يقطعُ أشواطا بعيدةً ما كان ينبغي له أن يتجاوزها قبل الأوان...
أيها المتدفق كشلال ماء ... المشتعل كنار شوق ... المغامر صوب الآتي
المتمزق بيني و ذاتي ... المنشطر بين الرماد و الورد ... كفاكَ و مطرقتكَ ... كفاكَ عني ... فقد نزعتُ الأبواب و أحرقت النوافذ
و بنيتُ فراغاتها جدراناً من دم و حصى ... لا تقترب أيها الخريفي من أوراق شجري ... دعها صفراء .. ذابلة ... لا أطمح في استبدالها بأخرى خضراء فهي تعجبني هكذا بشكلها الحزين ... و لونها البائس
لا تحاول أن تخدعني بحسنكَ و طيب نواياك أيها الراقي الكريم السخي في عطاءه المهذب في بداياته القاتل المحترف الجبان في نهاياته.
أيها الحب الذي يغزو القلوب في زمن السلم... في زمن الثورة و الحصار و الموت. لا تمنعكَ عوائق أو حواجز... لا يمنعك إدراك لبيب أو وعي عاقل ... تختال في كبرياء ... تضرب هذا و ذاك كيفما و متى تشاء .
تبني الحلم المستحيل ثم تجهضه سريعا ألما مريرا... تتحول ... تتخطى كل ما هو قابل للفهم و التقعيد و الثبات.
لا تستند إلى فلسفة تكشفُ أمعاءك أو فكرة عبقرية قد تطعنك في مقتل
حتى الذين ورثوا عبقرية اللغة عجزوا أن يصفوا جنونك و عربدتك ,عجزوا أن يطوقوك أو يستنطقوك... دوما كنتَ الآمر الناهي الدافع المتدافع ... الملتصق بالرؤية و المغذي لتجربة الروح.
و لكن كفى ... لا بد أن يتوقف هذا الجنون... سأقفُ ضِدّكَ الليلة أيها النبيل الشرير... ليست فروسية مني أو لأني فهمتُ شيئا من ضوضائك بداخلي ... و لكن لأن هذا القلب ضحية قديمة من ضحاياك ...
أتذكر... ؟؟؟
ذات يوم وضعتهُ قربانا بين يديك فَقبِلتهُ مني على الفور و عند أول منعطفٍ ذَبحته و سَلخْتَ حسه و رميتهُ لذئاب الذكرى تنهش فيه.
سأواجهكَ ... و أهزمكَ لأنك لن تجد عندي مستودعاً تمارس فيه غروركَ و شروركَ و لُعبتكَ المفضلة... لن تجد غير الخواء... فراغ يستقر في أصقاع روحي البعيدة... لن تتقمصني هذه المرة أو تراسل روحي فعنوانها أصبح مفقودا و استبطاني لم يعد له وجود.
أعرف أنَّ لكَ قوىً خفية قد لا أعيها بكياني... ومخالبَ رقيقة حريرية الملمس قد تنفذ في كبد روحي و مسالك صوفية قد تمر من خلالها لتملأ الفراغ بجوانحي و همسا عذبا قد تستدرج به خطوات الروح لتقع في شباك مصيدتك الدقيقة .
أعرف أن لك من المكر و الحيلة ما تعجز عنه النساء و من الوصل و القطيعة ما يحير عقول الحكماء و من الجاذبية ما يُلهب قريحة الأدباء.
أعلم أن الولوج فيك مُقامرة و الخروج من دربك مغامرة و المكوث عندك جنون... و أنا جربتُ معك كل الفنون فما زادتني إلا يقينا بأنك ماء يشتعل نارا ... عمرانا بعده دمار...
أيها المتمكن البارع سأواجه يقظتك الدائمة بإحساسي و لهبكَ المشتعل بأنفاسي و سأعصر من ليمونة الذكرى أكسيد الألم و الموت... فلا تقترب من قلب متعطش لاغتيال همسك البربري.
إن اقتربتَ مني هذه المرة فسأعانقك بحب المشتاق و أطعنكَ بقسوة المنتقم... فقد تعلمتُ منك كيف تكون الحياة .
هشــــام / وليدة اللحظة .
المشاعر المتشبهة بالحب كثيرة ولكنها ليست هو ولهذا بالإمكان
مواجهتها ومحاصرتها وترحيلها ومحاكمتها وحفظ ملفها في أدراج الوهم
أما الحب الحقيقي فله وجه واحد لايمكن مواجهته إلا به ونتمناه أن يظل مشرقاً مدى الحياة.
هذا والله أعلم
أخي الكريم الراقي:- هشام عزاس
جميلة تلك النصوص ولعلها المواجهات التي نعود لقراءة أعماقنا إثر قراءتها.
حفظك الله ودمت راقياً .