|
ومَليكةٍ بيضاءَ تَنْشر شعرها |
فوق الروابي الخضر تسطع من عَلُ |
نظرَتْ إلى معشوقها في لهفةٍ |
قالت له : أين المَشوق الواصلُ |
يا بدر يا قمر الدجى هل من سـبـيـــ |
ـلٍ للِّقـاء العذب يا مُتبـدِّل |
قال:اعذريني إن نورك فاضحي |
وجميل وجهك مخجلي والقاتل |
وتتالت الأيام والحب انتهى |
بتقادم الأزمان فاز |
قالوا لها : إن الحبيب يخونها |
في ليلِهِ ، وبغيرهــا يتغزل |
كثرت أحبته ، وبات مدلَّلا |
عند السراة ، بحسنه يُتَعَلَّل |
فتميزت غيظاً ،و شب سعيرها |
وتربعَتْ عرشَ الفضا تتفضل |
قالت له:يا بدر لا تك جاهلا |
إني أنا الكبرى وأنت الأضأل |
لولاي لم تك ياقُمَيرا تهتدي |
و لكنتَ في بحر الظلام تَنَقَّل |
لولا انطلاق أشعتي تغزو الفضا |
وبهديها تسعى العباد وتعمل |
قد كنتَ يا مغرور أشأم من طويـــــ |
ـس عند أهل الأرض لو تتأمل |
فتبسم القمر الحكيم الواثق |
وبدا بأثواب التدلل يرفل |
قال:اهدئي في صدرك استعر الهوى |
والغيرة الحمقاء فيك تَأَصَّلُ |
أنا سيّد في الليل أَهدي من سرى |
وأسامر العشاق إني الأجمل |
إن كنتُ آخذ منكِ نورا فاعْلمي |
أني أهذِّب طبـعه وأُذلِّل |
وأرده للناس لا أرجو الجزا |
منهم ولكن فضلَ ربي أسأل |
فهو الذي أهدى إليك حرائقا |
تشوي جبينك كل يوم يُبْدَل |
و هو الذي إن شاء غيَّرَ خَلْقَهُ |
وكسا ضلوعك ظلمة لا تُنْقَل |
وأثابني نـورا أصيلا ثابتا |
فأعُلُّ من نبع السرور وأنهل |
فبدَتْ أمام دفاعـه مذهولةً |
مكسـوفة مما تَجَنَّتْ تَخْجَل |
إذ أدركتْ أن الوشاة تربَّصوا |
بهما و أنَّ كلامهم لا يُعْقلُ |