عاركم البنفسجي الذي تجسد بكل تفاصيله في حكومة نوري (المالكي) حول الاتفاقية الأمنية ... شهادة موثقة للتاريخ

في تصريح إذاعي أدلى به لما يسمى نفسه بوزير خارجية ( العراق ) الجديد الديمقراطي !!! حول الملابسات والجدل السياسي الرخيص فيما بينهم , والاتهامات بالتبعية الأجنبية لحكومة المحاصصة الطائفية . قال وزير خارجيتهم ما نصه (( هناك مزايدة سياسية رخيصة تقوم بها بعض الأطراف المشاركة في الحكومة حول الغرض الحقيقي من فائدتنا للتوقيع حول هذه الاتفاقية الأمنية )) وهي كانت أشارة واضحة منه إلى قائمة محفل ائتلاف الشر الموحد برئاسة الشيخ عبد العزيز ( الحكيم ) .
حتى أن الجزار هادي العامري في برنامج بانوراما ـ قناة العربية الإخبارية الفضائية ـ صرح حول هذه الاتفاقية الأمنية , عندما تم سؤاله من قبل مقدمة البرنامج السيدة منتهى الرماحي بخصوص تصريحات الناطق الرسمي علي الدباغ الأخيرة بشأن هذه الاتفاقية المزمع توقيعها قريبآ , فقد استهزأ هادي العامري بصورة واضحة لا لبس فيها بهذه التصريحات وهو بدوره لا يعترف بها مطلقآ .
في نهاية شهر آذار الماضي جرت معارك طاحنة في محافظة البصرة الجنوبية بين ميليشيات نوري المالكي وميليشيات جيش المهدي الذراع العسكري للتيار الصدري, وفي أوج احتدام هذه المعارك والقصف الكثيف المتبادل فيما بينهم وإستهداف منتجع المنطقة الخضراء التي تتواجد فيها الحكومة البنفسجية المنتخبة !!! هرب المسؤولين الحكوميين كلن إلى مخبأه الأمن ومن هؤلاء الهاربين كان نائب رئيس الوزراء لشؤون الاقتصادية الدكتور برهم صالح وفي جلسة سمر خاصة حضرها نخبة من قيادات جلال الطالباني في منتجعهم بمحافظة السليمانية , وجه سؤال إلى الدكتور صالح حول علاقته مع المالكي , أجابهم حرفيآ حسب ما نقل لي في حينها شخصيآ (( بأنه واحد أثول وغبي لا يفقه بالعمل السياسي شيئا ويفعل المستحيل في سبيل البقاء في منصبه لحين الانتخابات القادمة وهو سبب لنا مشاكل كثيرة مع الأمريكان والدول الغربية عندما يقوم بزيارتها لاعتماده على ناس ليس لديهم أدنى تحصيل دراسي وهم مجموعة من المعممين الأغبياء الذين أبتلينا بهم ومستعد أن يبيع نفسه للأمريكان مقابل عدم خلعه من منصبه بعد أن رأى ما جرى لسلفه إبراهيم الجعفري )) .
وبدوري أتحدى شخصيآ أمام القارئ الكريم الدكتور برهم صالح أن يفند أو ينكر هذا الكلام (( لنا وقفة مطولة في القريب العاجل مع كل من برهم صالح و الجنرال ديفيد بترايوس حيث خفايا وأسرار سوف تنشر للمرة الأولى من ضمنها تهيئته بصورة سرية لتولي منصب رئيس الجمهورية بعد إزاحة جلال الطالباني بحجة مرضه وتقاسم الأموال المليارية الخاصة بحزبهم )) . هذه التصريحات وغيرها أقدمها نموذج للقارئ الكريم حول مدى الاحترام المتبادل والأخلاق العالية التي يتمتع بها هؤلاء فيما بينهم !!! . يعتب علينا بعض الزملاء الأفاضل في رسائلهم الكريمة , بأننا نشير دائمآ إلى أن هذه الحكومة الإحتلالية , ما هي إلا في حقيقة الأمر مجرد عصابة من الأوغاد تحكم عراق الحضارة بفضل سياسة الإحتلال الأمريكي الطائفية الغبية ليس إلا. الزيارة التي قام بها ساعي البريد ( المالكي ) بين الشيطان الأكبر والشيطان الأصغر ـ أمريكا وإيران ـ والتي استمرت لمدة يومين إلى مملكة ولي الفقيه الإيرانية , وحقيقة هدفها الرئيسي هي لنقل وجهات النظر الأمريكية إلى الإيرانيين بعد أن تم رفضها بكافة فقراتها وبنودها وتفرعاتها , حيث اعتبرتها جارة الشر والسوء بأنها خطرة على مصالحها السياسية والاقتصادية والأمنية والتي قد تستغلها أمريكا مستقبلآ في سبيل مهاجمتها وخصوصآ نحن نشهد التوتر والصدام القائم إلى الآن حول ملفها النووي الغامض والمثير للريبة والشك بالنسبة للمجتمع الدولي ولدول منطقة الخليج العربي تحديدآ .
من المستغرب أن يتم رفض هذه الاتفاقية الأمنية من قبل إيران أولآ , وليس من قبل الحكومة البنفسجية التي تدعي انتخابها من قبل الشعب ( العراقي ) !!! فلم نسمع في بداية الحديث حول هذه الاتفاقية الأمنية في وسائل الإعلام بأن هناك رفض من قبل الزمرة الإيرانية في برلمان المنطقة الخضراء , إلا بعد أن تم إطلاع السياسيين الإيرانيين على مسودة هذه الاتفاقية الأمنية . فرأينا كيف بدأ الرفض من قبل زمرتهم في العراق بعد الإيعاز لهم برفضها جملة وتفصيلآ وذلك لورود فقرات مهمة رأت فيها إيران أنها تمس مصالحها الإستراتيجية الحيوية في العراق , ومن أهمها الحصانة المطلقة لجنود الاحتلال ومسألة الاعتقال الكيفي والاعتباطي والتي تعود إلى مزاجية الجندي المحتل الأمريكي البغيض ... أي عار وخزي بنفسجي هذا الذي رأيتموه في مقابلة الشيخ خامنئي لرئيس وزرائكم المنتخب نوري ( المملوكي ) وهو يخلع ربطة العنق عند مقابلته له . حيث تعتبرها إيران أنها رمز للإمبريالية الغربية . هل رئيس وزرائكم لديه شخصية معنوية محترمة ؟؟؟ أليس هو رئيس وزراء منتخب كما تدعون ؟؟؟ وهذا ما يدعيه محبيه في كل مكان ؟؟؟ أين ذهبت رجولته السياسية ( أن وجدت ) وهو يأتمر بأوامر حاجب الشيخ الخامنئي بوجوب التخلي عن ربطة عنقه في سبيل الموافقة على مقابلته , أي خزي وعار أنتم به اليوم , أليس هو رئيس وزراء دولة مستقلة ؟؟؟ وهذا ما يدعيه هو ومناصريه بسعار ليل نهار, ولكن لا عتب عليكم فأنتم كما تم وصفكم مجموعة من قطعان الماشية تم سوقكم بعصا المرجعية الإيرانية المحتلة لحوزة النجف الدينية . ألم يهتف هؤلاء بعلو صوتهم بعد أن تم كشف خداعهم بالأهزوجة الشهيرة والتي مفادها ـ قشمرتنا المرجعية وانتخبنه السرسرية ـ .
هؤلاء في إئتلاف محفل الشر الموحد لم يرفضوا الاتفاقية الأمنية لمصلحة عراقية خالصة كما حاول البعض منهم بصورة بائسة التشدق بها وتبريراتهم الساذجة الغبية لوسائل الإعلام , وإنما تم رفضها من قبلهم لأن إيران لم توافق عليها , لذا أوعزت إلى أقزامهم في حكومة منتجع المنطقة الخضراء بوجوب رفضها إلا إذا تم تعديل بنودها وفق المصالح والرؤية الإيرانية المستقبلية في العراق على عكس بقية العراقيين الشرفاء الذين رفضوا هذه الاتفاقية الإستعمارية الغامضة من وجهة نظر ومصلحة عراقية خالصة ومبدأ المواطنة العراقية الحقيقية والحرص على سلامة العراق أولآ وأخيرآ ورفضهم كان غير مسيس لجهة طائفية أو مذهبية أو حزبية .
قد نجمل على سبيل المثال وليس الحصر أهم البنود التي يمكن أن تتضمنها هذه الإتفاقية لغرض الموافقة عليها أيرانيآ بعد تعديل بنودها لتتفق مع مصالحهم الإستراتيجية ومن أهم هذه النقاط :
1ـ إيران تريد أن تؤمن مصالحها الحيوية الإستراتيجية في العراق على المدى البعيد .
2ـ زيادة حصة إيران من النفط العراقي المجاني من 5% إلى 10% .
3 ـ إنها ملف الحقول النفطية المشتركة التي ظهرت للوجود بعد عملية غزو واحتلال العراق ـ حيث لم نكن نسمع بها إعلاميآ على الأقل عندما كانت حكومة الرئيس الراحل صدام حسين ـ والاعتراف الحكومي الرسمي بتبعية هذه الحقول المشتركة بالكامل إلى إيران وأنها هذا الملف إلى الأبد وعدم التطرق أليه من أي جهة سياسية معارضة .
4 ـ عدم التعرض بأي صورة كانت إلى سفارتها في بغداد أو القنصليات المنتشرة في معظم المحافظات العراقية وعدم القيام بأي اعتقالات من قبل قوات الاحتلال للموظفين والعاملين والحراس وتأمين الحماية لهم من قبل قوات الجيش والشرطة (العراقية) .
5 ـ عدم مهاجمة أي من مقرات الحرس الثوري الإيراني واعتقال منتسبيها تحت أي ظرف كان والذي يتخذ بدوره من منظمات المجتمع المدني ومقرات الأحزاب المرتبطة به بصورة مباشرة واجهة فعالة للسيطرة على كل محافظة جنوبية عراقية .
6 ـ عدم التدخل في المشاريع أو إعاقة عملها والتي ينوي القيام بها الحرس الثوري الإيراني من قبيل شراء الأراضي العراقية بقوة السلاح من خلال سياسة الترهيب والترغيب لغرض بناء مجمعات سكنية خاصة بمنتسبيهم في داخل العراق وبواجهة دينية عراقية مع الأسف .
7 ـ إطلاق يد إيران وحرسها الثوري في إعادة تشكيل وصياغة المجتمع العراقي الجنوبي وفق النظرة الدينية الفارسية الإيرانية وتهجير بقية المذاهب والقوميات إلى مناطق تواجد أتباعهم في محافظات الوسط والشمال .

لم تكن هذه الاتفاقية الأمنية الاستعمارية حديث اليوم أو البارحة فأنها تعود لتشرين الثاني عام 2007 عندما أتفق رسميآ كل من الرئيس الأمريكي جورج بوش ونوري ( المالكي ) على مسودة هذه الاتفاقية والفقرات المهمة التي جاءت فيها , ولم نسمع في حينها أي أعترض من قبل أقزام إيران في حكومة وبرلمان منتجع المنطقة الخضراء , إلا بعد أن قامت إيران بالإطلاع على المسودة واعتبرتها صراحة في حينها وعلى لسان المتحدث الرسمي الحكومي , بأن هذه الاتفاقية تضر بالمصالح القومية الإيرانية إذا تم القبول ببنودها والفقرات التي وردت فيها كما هي ... فأي عار بنفسجي أنتم به اليوم ... دولة أجنبية لا ترتبط معنا إلا بسياسة الإجرام والقتل والتصفية الجسدية لرجالات العراق الوطنيين من مختلف طوائفهم ومذاهبهم وقومياتهم ... هي التي تقرر مصيركم بهذه الصورة الوقحة الفجة ... هذا هو عاركم الحقيقي الأبدي الذي لا يمحى أبدآ في نظر العراقيين .
ولحديثنا تكملة ...


باحث في شؤون الإرهاب الدولي للحرس الثوري الإيراني
sabahalbaghdadi@maktoob.com