مدونتي / عطر الحروف
العين في ركضها تلاحق المرئيات بشقيها الحسي والمعنوي , تتوقف عند أثر وتنفجر الأحاسيس جداول تنساب إيقاعاً مترعاً بالفرح ..الحزن ..الحلم
ثمة فترة زمنية بين الرؤية والحرف حافلة بأفكار تحفر في الذاكرة صوراً أُلتقطت لحظة الابحار في نسيج الرؤية وانطبعت على السطر حروفا
حرفي ..عشقي المنفرد للكلمة ورحلة الالتحام مع المقابل ..هو سنابل الذاكرة المثقلة بالتجارب والمشاهد ..رحيق من شوك الأيام وشوق العيون أسكنته مدونتي عطر حروف
حرفي سليل أفكار اخضرّ في ربيع الأخيلة عودها وأينع في صيف المعاني طلعها ..حرفي بذرة في شق الأنامل غرستها واستوى على السطور سوقها
وكما الدمعة تذيب الخطايا وتحفّز التوبة كان حرفي صوت التوبة عن خطيئة صمت غرقت في ذنب السكوت إثماً طويلا ......
تلك النأمة المكبوتة في صدر ضاق بالأسر والأسرار استحالت صرخة تهز شجرة الأفكار وتُسقط على أديم المنتديات أوراق حروف تباين وقعها وسرعتها
نصوصي المتناثرة بين المنتديات توقفت عقارب الساعة على حالها ..تلك النصوص ما كان لزمنها أن يقف عند لحظة ولادتها , نقلتها من مكانها المنفي في ذاكرة الورق إلى مدونة ينضح وجهها حروفاً ومعاني تفيض بالبِشر وتأنس بالبَشر وتغتسل بـ شمس الزائرين الدافئة ليل نهار
خمسون ألف زائر في عام واحد تشرّفت بأنفاسهم أروقة مدونتي ..قد يكون العدد قليلاً مقارنة بمدونات أخرى ولكنها مدونتي مكان أدب وحروف لا تتجاوز أسوار الخجل والالتزام , مدونة أدبية في زمن عزّ طلاب الأدب فيه ..هم خمسون ألف ميدالية بيضاء تزين صدر المدونة ..هم الربيع ينثر في حقولٍ احتضنت حروفي ورده وعطره وأنا ذاك البدوي القادم من مجاهيل وقفار تشتاق غيوم تمتد أياديها بالمطر والفرح
لهؤلاء الذين جاءوا من أجل يوسف الانسان / حرفه وفكره
ولأولئك الذين كانت أياديهم حلولاً حين المعضلات ورأياً حين المشورة , الذين ساهموا في بناء هذه المدونة ..
لـــ
سعاد العلس ( ريم البان ) : كاتبة ومترجمة / ألمانيا
فاطمة الحمزاوي : كاتبة وشاعرة / تونس
بدور سالم : كاتبة وفنانة تشكيلية / السعودية
لهؤلاء وأولئك جميعاً الشكر والتقدير ..شكر الأغصان لأنسام الربيع ..شكر الأرض لأنفاس الغيوم
,,,,
,,
مدونتي / عطر الحروف
العمر بالأيام : عاماً واحدا
العمر بالأنفاس : خمسون ألف رئة
يوسف الحربي