|
بَيْني وبَيْني ألْـفُ واشٍ يَـنْـعِـبُ |
تَـعِـبٌ يُرَاوِدُني و إنِّي المُـتْعَـبُ |
سَـارٍ تَـبَخْـتَرَ في حَنَايا خـاطِري |
عَبِـثٌ كَـما يَهْوَى و لا مَنْ يَرْقُـبُ |
خَـتِـلٌ أضَاعَ العُـمْرَ في نَزَغَـاتِهِ |
مَـنَّى الفُّـؤادَ فَجَاءَ يَسْعى يَـرْغَبُ |
نابُ السَّـمُومِ إذا بَـدا من حَـانِـقٍ |
فالـطِّـبُّ أوْدَى و المُطَبَـبُ أَذْهََبُ |
نَهَـشَ الفُـؤادََ بِمِخْلَـبٍ مِنْ كَـيْدِهِ |
فـتَسَـاقَطَتْ قِـمَـمٌ رُوَاءً تَـنْدِبُ |
وَغَـدَا الصًّـريعَ تَخَضَّبتْ أرْجـاؤهُ |
والـداءُ يـسْري فالجوارحُ أَعْطَبُ |
فـأنا القـتيلُ وليسَ لي مِنْ مَجْـرَم ٍ |
وأنـا الذبيحُ وذي عروقي تَشْخُـبُ |
قَلبي تَـقَـلَّبَ في هَواهُ مُضَـمَّـخا |
مِـنْ نِـيرِهِ إنَّ القلوبَ لَـقُـلَّـبُ |
وَاشٍ وقـدْ تَـخِذَ الـغـوايةَ غَـايةً |
يَـمْحُـو بها فَيْضاً كريماً أرْقُـبُ |
رَغَبـاتُهُ كُلُّ الدَّنـى لا تَـنْـتَـهي |
وَيْحي لواشي النَّفْـسِ إِذْ مَا يَرْغَبُ |
يُحْيِّ شُجُونُ الـكَـوْنِ إِنْ فَـاتَ الذي |
يَـهْـوَى فيحيا في المآتِمِ يُـكْرَبُ |
لا ليسَ يَعْـنِـيهِ الـهُدَى مِنْ حَـالِها |
فَـيُحِـيلُ قَلْبي جَـمْـرةً تَتَـوَثَّبُ |
وَيَـرَى الـحـيـاةَ بِـلَـذَّةٍ مَحْمُومَةٍ |
بالـغُـصَّةِ الحَمْـقاءِ أُكْوى أُلْهَبُ |
هَـلْ مِنْ مُـجِـيرٍ أو عَذِيـرٍ للـذي |
جَـلسَ الوُشَـاةُ بِقَلْبه وَتَـنَكـبوا |
يا واشيَ الأدْرانِ أحْـرََقْـتَ الـدُّنى |
فإذا الجَـمِيلُ الخِصْبُ فيها يَجْدِبُ |
وإذا الرياضُ الخُضْرُ فِيكَ اسَّـاقَطَتْ |
وإذا طُـيـورُ الـشَّدْوِ بُومٌ تَنْعِبُ |
وإذا الحَفِـيفُ فَحِيحَ أفْـعَى قَدْ غَـدا |
مِـنْ قَـيْظِهِ لُفِحَتْ ظُهُورٌ أَجْـنُبُ |
إني رَجَمْتُكَ فابْـتَعِدْ عَـنْ خـافِـقي |
قَـدْ كانَ نُـوراً في الظلامِ يُغَـلَّبُ |
قد كان خيرا مُـطْـلَـقا لا يَِـمَّـحِي |
قَـدْ كَانَ بِـشْراً للكواكب يَـذْهَبَ |
وَسِـعَ الـمَدَى قَـلْبي فـلـمَّا ينتهي |
أمَّا المَكَارِمُ عَـنْ مَدَاها أرْحَـبُ |
ماذا أقـولُ لخَالِـقي عَنْ خَـافِـقي |
وإذا يُسَـائلُني الجوابَ أَأَهْرُبُ ؟! |
أوْ لَيْتَـني أسْـطِـيعُ قَـوْلاً حِينها |
و جَـوارحي مَأْسُـورةٌ لا تَكْذِبُ |
جَـفَّ الحَياءُ اسَّـاقَـطَتْ أوْراقُـهُ |
فـكأنَّهُ رَوْضٌ كَسِيفٌ أَسْـغَبُ |
أَشْبَـعْـتُ نَفْسيَ مِنْ رَغائِبِكَ التي |
هِيَ كالْحَرِيقِ لَدَى الْجُذُوعِ تُخَرِّبُ |
فَمَضَتْ بِعَامرة القُلُوبِ مِنَ الـتُّـقَى |
وَالعُمْرُ وَلَّى فِي المَهَامِهِ أَصْخَبُ |
والخوف من وقع الحساب مـلازمي |
لكـنَّـني أَرْجُـو النَّجَاةَ وأَطْلُبُ |
فـالله رَبِّي قَـدْ هَـداني نُـورَهـا |
فَإِلَـيْهِ أجْـأرُ بالدُّعاءِ وأَرْغَبُ |
وَهُـوَ الرحيمُ بـعَـفْوِهِ مُسْتصْرِخٌ |
عَـبْدٌ وَ رَبٌ فالرَّجا لِي أقْـربُ |