أحدث المشاركات

مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الطفل المشاكس بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» @ تَعَاويــذ فراشَــةٍ عَاشِقـَـة @» بقلم دوريس سمعان » آخر مشاركة: دوريس سمعان »»»»»

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 15

الموضوع: العندليب

  1. #1
    الصورة الرمزية عصام عبد الحميد قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Apr 2007
    الدولة : مصر
    المشاركات : 198
    المواضيع : 15
    الردود : 198
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي العندليب

    يحلو لى كثيرا مراقبة جدتى ذات السبعين عاما وهى تمشط شعرها الناعم الطويل جدا باعتناء فائق كفتاه مراهقة... وأقول لها : ياجدتى أتمنى أن يكون شعر زوجتى المنتظرة مثل شعرك فتقول : ياولدى ليس المهم الشعر وتشير إلى قلبها وتقول : المرأة المحبة ذات القلب الصافى أروع شيئ فى الدنيا... فأقول لها : ومالمانع أن يكون شعرها ناعم وقلبها طيب... وتكون جميلة مثلك... فتضحك متلألئة وتقول لأمى إبنك هذا يجيد الغزل , انتبهى له.
    تبرز استدارة وجهها الجميل الأبيض المشرب بالحمرة حين تضع خمارها استعدادا للصلاة أو لقراءة القرآن تمارس طقوسها الدينية بخشوع جليل , يصل أحيانا لحد البكاء , كثيرة الصوم , لاتدع صلاة الليل حتى لو صلت جالسة , كنت أسمعها أحيانا تقول بخشوع باكى حين تقف لصلاة الليل : نويت أصلى لك يارب من ديون الصلاة التى فاتتنى وأنا صغيرة فاقبلها يارب واغفر لى مافات , فجسدى لايقوى على النار.
    كنت مغرما بجدتى كثيرا , طيبة القلب , حنونة , خصتنى وانا صغير بكل حواديت الحب , الجميلة والوحش... الأميرة والأقزام السبعة , وغيرها , ولكنى لاأنسى تنهيدة صوتها أبدا وهى تحكى قصة سندريللا.
    فى يوم من أيام مراهقتى بدا لى أن أسألها عن الحب... كنت أريد أن أسألها تحديدا عن قلبها هى , هل ذاقت يوما الحب؟ هل عرفته؟ هل جربت عذابه؟ لم أستطع يوما أن أتخيل أن جدتى كانت ذات يوم فتاة صغيرة , فمنذ وعيت الحياة ارتسمت فى ذهنى صورة واحدة عن جدتى تلك التى أراها بها الآن.
    عندما جلست أمامها اكتشفت كم هى المسألة عسيرة أن أسأل جدتى هل أحببت يوما؟... فقررت التفكير فى كيفية الوصول لإجابة عن هذا السؤال حتى اهتديت لحيلة... وهى أن أسألها عن الحب فى زمانها هل هو مختلف عن الحب الآن , ففاجأتنى وهى تقول : لم يختلف ولن يختلف , قلت : كيف؟ أشاحت بيدها وقالت متنهدة : كله أوهام , قلت : ياجدتى كله أوهام؟ قالت : نعم كله أوهام , البنات هن البنات , والشباب هم الشباب , البنات يتميزن بالبلاهة والسذاجة ويتمنين دائما من يشعرهن بأنوثتهن فينجذبن بسرعة فائقة لأى كلام جميل يقال , والأولاد يعرفون ذلك عن البنات , فيحفظن عبارات وجملا جوفاء , يملأوا بها عقول البنات الغبيات , ويظل الشاب من هؤلاء يتنقل بين الفتيات , كلما شبع من ساذجة تركها محطمة الفؤاد , وانتقل لأخرى , هذا هو الحب الذى تسألنى عنه , اندهشت قائلا : هه... هذا هو الحب فى رأيك ياجدتى؟ قالت : هذا ليس رأيى هذه هى الحقيقة , قلت : ولكنك تتجنين كثيرا , هناك حب صادق , قالت : الحب الوحيد الصادق هو الذى يطرق على باب البيت لا أن يختلس النظرات والكلمات , سكت قليلا ثم قلت بتردد : وأنت ياجدتى؟... حين قلت هذه العبارة فهمت بسرعة قصدى , فأربد وجهها وتغير وقالت : أنا ماذا ياولد؟ قلت بجرأة مترددة غير مقدر العواقب : ألم تحبى فى يوم من الأيام؟ ألم تجربى طعم الحب؟ وحينذاك كنت قد تجاوزت خطا أحمرا لم أدرك خطره فصرخت فى وجهى قائلة اخرج من حجرتى ياعديم الأدب... فانتفضت واقفا من المفاجأة , ولكنها واصلت صراخها : اخرج ياقليل الأدب , حتى جاء على صوتها أمى وأبى وأخوتى فقالت : أدخلوا هذا الولد مدرسة لتدريس الأخلاق ثم وجهت الكلام لأبى تصور ابنك يسألنى هل أحببت يوما مثل الفتيات الغبيات؟ أنا أحب؟ لم يستطع أبى أن يغالب الابتسام وهو يهدئ خاطرها , وكانت ليلة , بذلت بعدها مجهودا خرافيا لمصالحتها.
    بعد شهور على هذا الموقف , حدث شيئ غريب , إذ جاء أبى بعدد أسبوعى من أحدى الجرائد وكان معه ملحق خاص فى ذكرى الفنان عبد الحليم حافظ , هذا الملحق لم يفتحه أحد , فلم يكن أحد يستمع لعبد الحليم إلا نادرا , ولا أحد يهتم بهذه الأخبار المعادة كل عام , وظل الملحق ملقى فى سلة الجرائد وقتا طويلا حتى لمحته جدتى , ويبدو أنها تفاجأت بوجوده , فمدت يدها بتلقائية وتناولته , ونحن جميعا جلوس حولها وأخذت تتصفح الملحق باهتمام بالغ , لم يلحظه سواى , ولكنى لم أجرؤ أن أسألها , يكفينى الخصام الطويل الذى عانيت منه , وبذلت جهدا خارقا لأنال رضاها مرة أخرى.
    أثار فضولى الشديد قراءتها الملحق عدة مرات ومتابعتها للصور بهذا الإمعان والاهتمام كأن عبد الحليم حافظ هذا كان زوجها أو حبيبها , وبعد فترة اختفى الملحق , وكلما خرجت جدتى من الحجرة دخلت من ورائها لأبحث عنه , حتى وجدته فى دولابها وبين طيات ملابسها موضوع بعناية فائقة.
    وفى أحدى الأيام طلبت أمى مجموعة من الجرائد لنفرشها على المائدة , فتذكرت الملحق فتسللت لغرفة جدتى وأخذته بهدوء وجئت بمجموعة من الجرائد وفرشتها على المائدة وفرشت فوقها ملحق عبد الحليم حافظ لأرى رد فعلها , وتحلقنا حول المائدة ونادت أختى على جدتى , وحين أتت فوجئت بالملحق مفروش على المائدة ووضع فوقه الطعام صرخت فينا : قفوا قفوا , اندهش الجميع , ووقفت أمى منزعجة وهى لاتعرف مابها , قالت جدتى : ارفعوا الطعام بسرعة , فقال أخى الأصغر ساخرا : الطعام فيه سم قاتل , فلم تلتفت إليه جدتى ونهرته أمى بعينيها ورفعت الطعام بسرعة وأخذت جدتى بيد مرتعشة تلملم الملحق وسط اندهاش الجميع وتقول : العندليب.... العندليب... هكذا نفعل بالعندليب... تجاوبت أمى بسرعة معها وهزت رأسها وقالت : عذرا يا أمى لايصح أن نفعل ذلك بالعندليب... دمعت عينى جدتى وقالت : العندليب... العندليب هو ذاكرة الحب وتاريخها , ثم انتبهت جدتى فجأة للموقف , وشعرت بحرج بالغ فتحرك خدها مختلجا بابتسامة دامعة , فقبلت أمى رأسها بحنان وقالت : لايصح أن نفعل هكذا بالعندليب سامحينا , سأعاقب المشاغب الذى فعل ذلك , وقبل أن يعلق أحد كانت أمى ترسل بعينيها إشارة تحذيرية للجميع بالسكوت , وساعدتها فى لملمة ملحق العندليب بعناية فتناولته جدتى وذهبت لحجرتها ولم تتذوق الطعام حتى أعادت ترتيب صفحاته ومراجعة الصور صورة صورة... ثم جلست وحدها صامتة شاردة تتناول طعامها.
    اكتسب شعرها الكستنائى بمرور العمر لونا يميل لصفرة شمس الغروب المتوهجة , أعطاه بعدا شجيا جعلنى فى كل مرة أراها تمشط شعرها أمر عليه بيدى وأتمايل كما يفعل عبد الحليم حافظ وأغنى لها : ( بتلومونى ليه , تا , بتلومونى ليه ) فتترك شعرها ليدى منسجمة مع لحن الغنوة , وعندما أقول : ( والشعر الحرير ع الخدود يهفهف , ويرجع يطير )... فتبتسم فى سعادة بالغة وتقول : آه منك أنت , ثم تضع خمارها للصلاة فيبدو وجهها الأبيض كقطعة من القمر فأقبلها فى خدها مكملا الغنوة : ( لو شفتم عينيه , حلوين قد إيه )... فتدفعنى برفق فى صدرى وقد أخذها الطرب كل مأخذ قائلة : ياولد هذا وقت الصلاة , دعك من هذا الكلام الفارغ , الذى تضحكون به على البنات.
    الأحباب ليسوا سوى قنابل موقوتة للحزن والفرح فهل من الحكمة أن نزرعهم فى الحنايا

  2. #2
    أديب
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 9,079
    المواضيع : 101
    الردود : 9079
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    العزيز عبدالحميد..
    لغة حكائية تعجلنا نعيش حكايات الجدات ، ما لها من اثر على تكويننا الفكري ، والوجداني ، السردية ذات بناء محكم ، والرؤية فيها واضحة الدلالة ، ولاتحتاج من المتلقي سوى التوقف عند مضامينها الوجدانية ، التي تستفز الذهن ، من اجل رؤية افضل للحب ذاته ، وبين الذكرى والاعادة والاستعادة تتحول المضمامين الى رؤى حقيقية ، أعجبني إغراقك في التفاصيل ، فقيمة أي حبك تكمن في دقة خيوطه وتدقيق نسيجها في جزئياتها العميقة حيث ان الإغراق في الجزئيات ، جزئيات النفس البشرية ، هو السبيل إلى اكتشاف العنصر المشترك بين كل البشر ، رائع نصك.

    محبتي
    جوتيار

  3. #3
    الصورة الرمزية عدنان القماش أديب
    تاريخ التسجيل : May 2006
    المشاركات : 316
    المواضيع : 61
    الردود : 316
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي

    بسم الله
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أخي الكريم عصام،،،
    قرأت نصك ولم أعلق في حينها، أردت أن أفكر في الرسالة التي أردت نقلها إلينا.

    واحترت بين فكرتين:
    الفكرة الأولى،،،
    هل تريد أن تتحدث عن الحب ودور العندليب في نشر هذا ومكانته في قلوب محبيه؟
    وإن كنت أرى حب الأغاني ليس بالحب الحقيقي، ولا يفيد أحدا غير المطرب الذي يشتهر ويعيش في رغد.

    الفكرة الثانية،،،
    والتي ملت إليها أكثر، تتلخص في الحكمة التي تقول "من شب على شيء شاب عليه"،
    ورغم وصول الجدة إلى نهاية العمر ما زالت تقدس ما حفر في وجدانها أيام الصبا،
    فهي تصلي وتقرأ القرآن الكريم وترجو الله أن يغفر لها ما سبق من غفلة، وما زالت الغفلة تسكن قلبها.
    لا أعلم إن كنت تقصد هذا أم لا، وأعذرني إن كنت أخطأت في رؤيتي لرسالتك.

    قصتك جميلة تستحق الشكر والثناء،،،

    وصل اللهم على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم

  4. #4
    الصورة الرمزية راضي الضميري أديب
    تاريخ التسجيل : Feb 2007
    المشاركات : 2,891
    المواضيع : 147
    الردود : 2891
    المعدل اليومي : 0.46

    افتراضي

    أعجبتني هذه القصة ، وطريقة سردك للأحداث وما فيها من تشويق بالغ يجعل المتلقي مشدودًا ومتابعًا وبكل جوارحه وكأنه يعيش في قلب الحدث .
    هنا الجدة وموقفها من الحب يمكن أن نفهمه وبدون أن نوجه له أية إدانة ، فلكل منا تجربته الخاصة وحكمه الخاص على واقعه ، ومن الواضح أن الجدة هنا مثقفة نوعًا ما ، وصاحبة خبرة في أمور الحياة ، وفي الحب أيضًا .
    /

    كنت رائعًا في قصتك ، وسأتابع جديدك إن شاء الله تعالى .
    تقديري واحترامي

  5. #5
    الصورة الرمزية صبيحة شبر قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    المشاركات : 590
    المواضيع : 69
    الردود : 590
    المعدل اليومي : 0.09

    افتراضي

    الأخ العزيز عصام عبد الحميد
    نص متقن يتحدث عن اعجاب الاباء والأجداد بالطرب الأصيل
    وبأغاني ام كلثوم والعندليب التي استطاعت ان تكون وجهة نظر عامة
    لدى الجماهير العربية انذاك التي كانت تسير وفق قيم ومباديء عامة

  6. #6
    الصورة الرمزية دكتور محمد فؤاد أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2007
    المشاركات : 128
    المواضيع : 16
    الردود : 128
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    أخي عصام
    قدرتك على القص وامتلاك وعي القارئ لاشك فيها وهذا النص الذي انساب كنهر جار مشحون بالشجن الجميل ، لاشك أن الجدة قد عايشت حباً ملك عليها جوانحها وإن لم يظهر ذلك في النص إلا من خلال جملة بدت عارضة إلى حد ما
    تقول بخشوع باكى حين تقف لصلاة الليل : نويت أصلى لك يارب من ديون الصلاة التى فاتتنى وأنا صغيرة فاقبلها يارب واغفر لى مافات , فجسدى لايقوى على النار.
    ..لكنك بحنكة كاتب خبير تركت لخيال القارئ يربط فسيفساء النص البديع ليصل إلى نهايته دون أن يرتاح فيظل النص يشغله حيثما ذهب ..تحياتي لك على هذا النص البديع.
    د. محمد فؤاد منصور
    الأسكندرية

  7. #7
    الصورة الرمزية عصام عبد الحميد قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Apr 2007
    الدولة : مصر
    المشاركات : 198
    المواضيع : 15
    الردود : 198
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جوتيار تمر مشاهدة المشاركة
    العزيز عبدالحميد..
    لغة حكائية تعجلنا نعيش حكايات الجدات ، ما لها من اثر على تكويننا الفكري ، والوجداني ، السردية ذات بناء محكم ، والرؤية فيها واضحة الدلالة ، ولاتحتاج من المتلقي سوى التوقف عند مضامينها الوجدانية ، التي تستفز الذهن ، من اجل رؤية افضل للحب ذاته ، وبين الذكرى والاعادة والاستعادة تتحول المضمامين الى رؤى حقيقية ، أعجبني إغراقك في التفاصيل ، فقيمة أي حبك تكمن في دقة خيوطه وتدقيق نسيجها في جزئياتها العميقة حيث ان الإغراق في الجزئيات ، جزئيات النفس البشرية ، هو السبيل إلى اكتشاف العنصر المشترك بين كل البشر ، رائع نصك.
    محبتي
    جوتيار
    العزيز الغالى جو
    يكفى مرورك ليعطى للنص أبعاد اجمل
    نعم جوتيار
    قيمة الحبك تكمن فى دقة خيوطه وتدقيق نسيج جزئياتها العميقة
    هذه الكلمات تعوض ليالى السهر التى أجلس فيها على كل كلمة فى النص لأضعها فى موضعها المناسب لحد الارهاق... فإذا ما اكتمل لا أراه ذو قيمة إلا بعيونكم أنتم
    شكرا لمرورك الداعم
    كل محبتى وودى الصافى

  8. #8
    الصورة الرمزية عصام عبد الحميد قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Apr 2007
    الدولة : مصر
    المشاركات : 198
    المواضيع : 15
    الردود : 198
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان القماش مشاهدة المشاركة
    بسم الله
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أخي الكريم عصام،،،
    قرأت نصك ولم أعلق في حينها، أردت أن أفكر في الرسالة التي أردت نقلها إلينا.
    واحترت بين فكرتين:
    الفكرة الأولى،،،
    هل تريد أن تتحدث عن الحب ودور العندليب في نشر هذا ومكانته في قلوب محبيه؟
    وإن كنت أرى حب الأغاني ليس بالحب الحقيقي، ولا يفيد أحدا غير المطرب الذي يشتهر ويعيش في رغد.
    الفكرة الثانية،،،
    والتي ملت إليها أكثر، تتلخص في الحكمة التي تقول "من شب على شيء شاب عليه"،
    ورغم وصول الجدة إلى نهاية العمر ما زالت تقدس ما حفر في وجدانها أيام الصبا،
    فهي تصلي وتقرأ القرآن الكريم وترجو الله أن يغفر لها ما سبق من غفلة، وما زالت الغفلة تسكن قلبها.
    لا أعلم إن كنت تقصد هذا أم لا، وأعذرني إن كنت أخطأت في رؤيتي لرسالتك.
    قصتك جميلة تستحق الشكر والثناء،،،
    وصل اللهم على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم
    الأخ القاص عدنان
    الرسالة التى أردتها فى النص هى بالتأكيد لها قراءة مختلفة عندى قلم أقصد حب الأغانى ولا غفلة الجدة ربما ككاتب لا أحب كثيرا أن أوضح الرسالة التى أردت حتى لا أيمتنع القارئ من السياحة فى نصى كل يقرؤه بخلفيته الثقافية والحضارية
    ولكنى أستطيع أن أقول لك ببساطة أننى حين أكتب تكون الرسالة لدى أوسع بكثير جدا من الشكل المباشر للنص وأسعد جدا بالقراءت المختلفة للنص فهو يثرى بلاشك اى عمل
    أحترم قراءتك وأفكارك المختلفة ناحية النص وإن كنت حين أكتب لا أحصر نفسى فى دائرة الجنة والنار والثواب والعقاب... فالفن إذا قيس بهذه الطريقة ضاقت مساحاته جدا... ولحكمنا على الجدة التى تقيم الليل وتستغفر الله مما فاتها بالغفلة... والسيدة الطاهرة عائشة عاتبت النبى صلى الله عليه وسلم مرة فقالت له وتزعم أنك نبى؟ فلم يزد على أن ابتسم لها... لأن المقام لم يكن مقام حلال وحرام... ولا ثواب ولا عقاب... ولكنه كان مقام رحمة.
    شكرا أخى عدنان على مرورك
    وأسعد كثيرا بصحبتك وبنصوصك

  9. #9
    الصورة الرمزية عصام عبد الحميد قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Apr 2007
    الدولة : مصر
    المشاركات : 198
    المواضيع : 15
    الردود : 198
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة راضي الضميري مشاهدة المشاركة
    أعجبتني هذه القصة ، وطريقة سردك للأحداث وما فيها من تشويق بالغ يجعل المتلقي مشدودًا ومتابعًا وبكل جوارحه وكأنه يعيش في قلب الحدث .
    هنا الجدة وموقفها من الحب يمكن أن نفهمه وبدون أن نوجه له أية إدانة ، فلكل منا تجربته الخاصة وحكمه الخاص على واقعه ، ومن الواضح أن الجدة هنا مثقفة نوعًا ما ، وصاحبة خبرة في أمور الحياة ، وفي الحب أيضًا .
    /
    كنت رائعًا في قصتك ، وسأتابع جديدك إن شاء الله تعالى .
    تقديري واحترامي
    الأستاذ الفاضل راضى الضميرى
    رأيت الجدة كما رأيتها أنا حين بدأت فى صياغة القصة
    ليس من حقنا أبدا أن نوجه لأمهاتنا وجداتنا أى نوع من أنواع الأدانة
    فلكل منا له تجربته الخاصة فى الحياة والتى تترك بصمتها مدى العمر
    شكرا جزيلا أخى على مرورك الكريم

  10. #10
    الصورة الرمزية عصام عبد الحميد قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Apr 2007
    الدولة : مصر
    المشاركات : 198
    المواضيع : 15
    الردود : 198
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صبيحة شبر مشاهدة المشاركة
    الأخ العزيز عصام عبد الحميد
    نص متقن يتحدث عن اعجاب الاباء والأجداد بالطرب الأصيل
    وبأغاني ام كلثوم والعندليب التي استطاعت ان تكون وجهة نظر عامة
    لدى الجماهير العربية انذاك التي كانت تسير وفق قيم ومباديء عامة
    المبدعة صبيحة بشر
    نعم أغانى هذه الحقبة شكلت وجدان الوطن العربى كله
    ومع الجدل حول هذه الأغانى إلا أن الملاحظ أن الفن بصفة عامة فى هذا الوقت كانت له رؤية.. على غير الفن الآن.
    شكرا لمرورك الجميل وأعتذر للغياب القسرى.

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. شداَ الحادي و غنّى العندليبُ
    بواسطة إدريس الشعشوعي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 28
    آخر مشاركة: 22-03-2015, 10:35 PM
  2. العندليب
    بواسطة رائد الملك في المنتدى أَدَبُ العَامِيَّة العَرَبِيَّةِ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 28-05-2012, 09:54 AM
  3. فى ذكرى العندليب
    بواسطة ابراهيم خليل في المنتدى أَدَبُ العَامِيَّة العَرَبِيَّةِ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 12-04-2009, 02:24 AM
  4. كيف مات العندليب(أقصوصة رجل فارسي)
    بواسطة ريم بدر الدين في المنتدى الشِّعْرُ الأَجنَبِيُّ وَالمُتَرْجَمُ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-08-2007, 12:50 AM