|
1- أنصِتْ إلى التسبيح يا إنسانُ |
بِاسْمِ الإله تُسَـبِّح الأكوانُ |
2- كلُّ الوجود : بحيِّهِ وجمادهُِ |
شَهِدَ الحقيــقةَ أنه الرحمنُ |
3- هلا انتبهْتَ إلى الطيور تَحوم في |
جو السـماء كأنها فرسان |
4-تطوي الجناحين اللذين بلهفةٍ |
يتعانقان كلاهما هيــمان |
5- حِبَّانِ قد جَمَعَ القضا شمليـهما |
بعد الفراق ، كلاهما فرحان |
6- تغدو إلى الأجواء وهْي على طوى |
وتروح للأعشاش وهْي بطان |
7- تنقَضُّ كالسهم الرشيق فتنتقي |
حَبًّا ، وماءً يشرب الظـمآن |
8- لا تَحْمِلُ الهَمَّ الثقيـل لرزقها |
الله يرزقها ، فلا حســبان |
9- انظر إلى ألوانها ونقوشــها |
هل صاغها من ذا الورى فنان ؟ |
10- سبحانك اللهم أنت خلقتها |
وخلقتـنا ما ثَم بعدُ حنـانُ |
11- والأرضَ قد كَوَّرْتَها ودَحَيْتَها |
ووضعتَها للنـاس فهي تزان |
12- أرسَيْتَ من أَجْبالِها أوتادَها |
كيلا تَميـدَ بنا ، كذا الإتقانُ |
13- قدَّرْتَ فيها للورى أقواتها |
يحيا بها الإنسـان والحيـوان |
14- يا أيها القمر البديــعُ جمالُهُ |
وسـْـطَ اللآلي الشُمِّ يا فَتَّان ُ |
15- يا مؤنسَ الساري ويا سرَّ الهوى |
سرْ في العلاء كأنك السـلطان |
16- لا تخش مِن تيهٍ ولا من وحشة الــــــ |
ـــــدرب العظيـــــــــــــــم فَحَوْلَكَ النُدمان |
17- كلٌّ تعَرَّفَ سـيرَهُ وسـبيلَهُ |
أوحى إليـه نظامَـهُ الرحمنُ |
18- واللهُ قدَّرَكَ المنازلَ كلَّها |
رفقاً بأهل الأرض ، لا نكران |
19- والشمسُ عنك بعيدةٌ لكنما |
يحكي هواك بصمتها الوجدانُ |
20-في كل آنٍ تصطفيك بهالــةٍ |
بيضــاءَ مهما مَرَّتْ الأزمانُ |
21- فتذوب عشقاً في النهار ، وتنجلي |
في الليل ، والليلُ العتيمُ أمـان |
22- حدِّثْ عن الخلاق جل جلاله |
فعسى بوعظك يستفيـق جَنانُ |
23- لِتُحَدِّثيـــنا أيها الأمواجُ |
عن عالَمٍ سُحِرَتْ به الشـطآنُ |
24- عن عالَمٍ ما زال لغزاً دونهُ |
يمسي الحكيـمُ ولُبُّهُ حَيْـرانُ |
25- مِنْ قاعه الغواصُ عاد وقلبـه |
يهفو إليــه ودأبه الخفقـان |
26- كم فيه مِنْ خَلْقٍ غريبٍ طَبْعُهُ |
في سِرْبِهِ شِـيْدَتْ له الأركانُ |
27- من كل قوقعة ومن مرجانة |
أو بين عشب يسـتوي البنيان |
28- أو بين صخرات تَناهَتْ صَنْعَةً |
هي قلعــة إنْ نابَها العدوان |
29- يحمي حماها سـيِّدٌ متألقٌ |
حُسناً بديـعاً تَشتهيه حِسان |
30- وتَميس مرآةُ السماءِ بسطحه |
يلهو بها الشــبّانُ والغلمان |
31- عجَباً لمرآةٍ تَكَسَّـرُ تارةً |
فيَعُجُّ في أَرْجـائها اللَّمَعانُ ! |
32- وتَعودُ حيناً صفحةً مصقولةً |
لم يَصطنعْها الكـيرُ والنيـران ! |
33- وعلى مَداها يَسْألُ الرزاقَ مِن |
خيراتها الصيـادُ والقُبْـطان |
34- سبحانَ مَنْ أَجْرى على رَقْراقها |
سُـفنَ الحديدِ كأنَّهنَّ قِنـانُ |
35- هلْ زرْتَ بستاناً تُزَفُّ زهورُهُ |
والطيرُ حَوْلَ بَهائهنَّ قِيـانُ ؟ |
36- فيَضوعُ منها العطرُ في أنحائهِ |
يُصْبي الحليـمَ إذا به سكرانُ |
37- سكرانُ مِنْ طِيْبٍ ومِنْ إشراقةٍ |
ما أسكرَتْهُ مِنَ الخمورِ دِنانُ |
38- هل يدَّعي بشَرٌ بأنَّ عبيرَها |
باريـسُ مَصدرُه أو اليـونان ؟! |
39- شـتانَ بين أَريجها وروائحٍ |
صُنعتْ هناك ، يَضمُّها قَرّانُ ! |
40- سبحانَكَ اللهمَّ أنتَ حَبَوتَها |
نشْـراً بـه يتحدث الخِلاّنُ |
41- وجعلتَها للنحل نبْــعَ مَلَذَّةٍ |
يَمْتَدُّ منها للرحيـقِ لِسـانُ |
42- كي تَصْنعَ العسلَ اللذيذَ بمعملٍ |
متطايـرٍ ، ما مُدَّ فيـه بَنانُ |
43- وجعلْتَ في الزهر العجيب هديةً |
يا ربَّنـا ، يا بـَرُّ ، يا مَنّانُ |
44- منـها جنًى مُتنـوعٌ في طَعمهِ |
ذا غيرُ صِنوانٍ ، وذا صِنوانُ |
45- آياتُك العظمى – إلهي – في الورى |
ينمو بها في نفسـيَ الإيمانُ |
46- قدْ آمنتْ في الجسم كلُّ خَليةٍ |
فاشهدْ بأن كتـابيَ القرآنُ . |