أتحدث هنا عن النص الحداثي لا التقليدي الخليلي المحنط الذي يسجنك داخل قافية وبحور وعروض ..أتحدث عن النص الحداثي الحر الذي يعطيك الحرية لتحلق برحابة في الأفق ..حرية تتخطى كل محظور ..حرية لا يقف في وجهها دين أو خلق ..هنا ومن تجربة شخصية أقدم الطريقة المثلى لكتابة نص حداثي ..عليك أيها البرعم الصغير في عالم الحداثة النقي الطاهر أن تتبع ما يلي ..
أولاً ..يجب أن تتحين فرص المرض الذي يصاحبه ارتفاع في درجة الحرارة لكتابة النص ..وأفضل الأمراض هو الزكام حيث يكون الهذيان الكتابي يتماشى وهذيان الحمى المصاحبة بالإضافة الى أن النص سيحمل صفات افرازات الزكام ..
ثانياً..يجب أن تكون لديك حصيلة غنية من المفردات التي لا تمت لتراثنا بصلة ..مفردات آشورية وسومرية وفينيقية واغريقية وفرعونية وغيرها من الحضارات التي سادت يوماً ثم بادت ..
ثالثاً ..يجب أن تتوفر لديك مفردات مسيحية مثل ..اجراس ..تعميد ..زنار ..الرب ..وغيرها ليعرف المتلقى أنك تملك ثقافة غنية ..
رابعاً ..لكي يصل نصك للكمال يجب أن يحتوي على كفر وتطاول على الله والرسل والرسالات وكلما تماديت في الكفر كلما زادت حظوتك عند كبراء وسادة الحداثة ..
.............
.............
وهذا نص كتبته ذات زكام ونقحته ذات عطاس وراجعته ذات سعال ..أقدمه لكم راجياً أن ينال رضاكم ...
عفواً ..أرجو أن لا يسألني أحد عن معنى كلمة أو غيرها لأن نظرية المتلقي وانتقال ملكية النص للمتلقى لا تعطيني الحق في الإجابة بالإضافة الى أن هذا يخل بشرف مذهبنا العظيم ..
..........
..........
مرّة قشرت بيضة ...
مرّة قشرتني بيضة ..
آهٍ منها بيضة ..
تتجرد من قشورها ..
لتزرر أردية القمر ..
تلم العرق المتساقط ..
من جبين الشمس..
تبحث عن منديل ..
يكفكف دمع المطر ..
آهٍ منها بيضة ...
تتبرأ من صفارها ..
لتحصد الفراغ النابت ..
بين الرمال ..
تجمع فتات الصهيل ..
وبقايا الغناء ..
تملأ من الخواء ..
جيوب النهر ..
آهٍ منها بيضة ..
تهرب من بياضها ..
تتسلق الأبخرة ..
تمسك فرشاة ..
تلون رائحة الكلام ..
الهارب من أفواه البشر ..