|
بانت سعاد ، فحرفي اليوم مخذول |
وبنت أنت ، كأنّ الوحي مغلول |
فيا زوَيرقُ صغت الحرف ملحمة |
والحرف في شفتيك الآن مشمول |
ظمـآن ، والكـأس فـي كـفَّـيّ متـرعـةٌ |
لا نـهــرُ درعــــةَ يـرويـنــي ولا الـنـيــلُ |
إذ كّلـمـا راقَ لــي مــن صـفـوه قـــدحٌ |
يـحـول دونــي ودون الـــورد تبـسـيـل |
فـأيـنـه مـــن رضــــاب جــيــدَ نـاهـلــهُ |
لا الــراحُ راحٌ ولا المعـسـولُ معـسـول |
مــا أن تـمـكّـن فـــي حـلـقـي تـــورّدهُ |
حـتـى تمـلّـك جسـمـي مـنـه تنـمـيـل |
إنسـلّ ، فانتابـنـي مــا لـيـس يجـحـده |
لــو ذاق مـنـه عمـيـدُ القـلـب مـعـلـول |
عَـقــداً مـــن الـدهــر ريّـــاهُ يـعـاودنـي |
كـمــا يــعــاود صــــدرَ الأرض يَـعـلــول |
أمسـت بسبـتـة َقلـبـاً قُــدّ مــن حـجَـر |
فـالـصـدّ شيمـتُـهـا والـوعــدُ مـمـطـول |
لا الـلـيـل يفـزعـنـي إن جـادنــي ألـــمٌ |
ولا الـنـهـار يــوافــي مــنــه تـسـهـيـل |
فــلا الـوصــول إلـــى أربـاضـهـا يـسَــرٌ |
ولا جـــوازي لـــدى المـحـتـلّ مـقـبـول |
مـــن ذا يُبلّـغـنـي والــخَــرقُ مـتّـســعٌ |
وبــيـــن أطــرافـــه بــيـــدٌ مـجـاهـيــل |
فـكـيـف تُـــدرك يـومــا مـــا يُسـهّـدنـي |
وطـائـر القـلـب عــن دنـيـاي مشـغـول |
ألبستـنـي مــن ثـيـاب الـحـزن مبـذلـةً |
نسـيـجـهـا بـفـتـيـل الــنـــار مــغـــزول |
مـا نامـت العـيـن جـرّاهـا ولا انفـرجـت |
عـنـي الـهـمـوم، ولا انـجـابـت بـلابـيـل |
وكـلـمـا طــالــت الأيــــام زدتُ هــــوىً |
يُـزجـي فــؤادي فتقـصـيـه العـراقـيـل |
أحـيـا أسـيـرك ،لا الأقــدار تـشـفـق أو |
يـصـدنـي عــنــك إعــــراض وتـمـيـيـل |
إنـي أرى لذتـي القصـوى إذا انكـفـأت |
عـنــي ،وطـــرّحَ بـــي بـعــدٌ وتـمـيـيـل |
فلست أنسى ، وقد أمسـى يذكرنـي |
بــمــا تُـســريــن أو تـبــديــن تـخـيـيــل |
أنساك ، لا ـكيف تنسى ساعة جمعت |
إلـفــيــن حـالـهـمــا وجـــــدٌ وتـبـتــيــل |
حاولـت نسيـان مـا ألفـيـت مــن كـمـد |
والشمس فوق مجالـي المـوج إكليـل |
أبــدتْ وأبـديـت مــا ظـلــت عـواصـفـه |
تـــزوي بـنــا ،وإزار الـطـهـر مــســدول |
إن كـنـت أعـلـم مــا تخـفـي جوانحـهـا |
فلسـت أعـلـم مــا تخـفـي السرابـيـل |
يكـفـي فـــؤاديَ أن الـعـيـن شـاهــدة |
وأن طــائــريَ الـعـطـشـانَ مــذهـــول |
دعـي الكـلام فـريـب الـدهـر أقعـدنـي |
وسيـفـه مصـمَـت الـحـدّيـن مـسـلـول |
فــلا الـكـلام يفـيـد المشتـفـى بـــك أو |
يفيـد فـي شــرح مــا يعتـادنـي طــول |
فـقــصّــري لا أراك الــيـــوم مـــدركـــة |
مهـمـا فعـلـت لأنــي عـنـك مـشـغـول |
إن الـــذي عـنــك شـدّتـنـي شمـائـلـه |
مــكّـــرمٌ بـــــذرى الـعـلـيــاء مــنـــزول |
فكفكـفـت دمعـهـا ، والـدمـعُ رائــد مــا |
تخـفـي الخـوافـق بـالأسـرار محـمـول |
وأرســلــت آهــــة حــــرّى مـكــسّــرة |
كأنـهـا فــي شـغــاف الـقـلـب إزمـيــل |
شوقـي إلـيـك رســولَ الله لـيـس لــه |
حــــدّ ولا لـرجــائــي فــيـــك تـمـثـيــل |
لكننـي ، ويـدي مــن عـسـرة ضـمـرت |
أنــــا بـمـراكــش الـحـمــراء مـغــلــول |
جسمي هنـا بيـن أغـراس النخيـل بـلا |
عقـل ، فعقلـي إلـى الـزهـراء منـقـول |
انـــا هـنــا ورحـــاب الـقـلـب طـائـرهــا |
لــه عـلــى الـقـبـة الـخـضـراء تـهـديـل |
وكلما ذرّ مـن شمـس الشـروق علـى |
ربعي سناً شـبّ فـي جنبـيَّ شعلـول |
مــن لــي بواسـطـة تقـضـي لبانـتـهـا |
روحي ويشفي الحشا مسـح وتقبيـل |
فـي مـدح أخـلاقـك الـغـراء قــد نـزلـت |
آيـــات ربـــي بـهــا شــــرح وتـفـصـيـل |
فكـيـف يـمـدح غــثّ الشـعـر مكـتـمـلا |
يـمـشـي تـــظلله الـبـيـض اليـعـالـيـل |
عـلـيـك مـنــي ســــلام مــالــه عــــدد |
يـنـسـاب مـــا بـلّــت الأرضَ الأهـالـيـل |