|
( قف في الحياة ترَ الحياةَ تبسما |
والطلَّ منْ ثغرِ الخمائلِ .. قد همى ) |
( وسرى النسيمُ يَهزُّ عِطفَ عبيرهِ |
والماءُ في عطف الجداولِ تمتما ) |
والوردُ نفَّـــسَ بالجمال صباحَـهُ |
عِطراً وألبسَ مرجـهُ مُتكرّما |
من خُضرةٍ .. خلاّبةٍ في سحرها |
كَست الوجودَ بشاشةً فتهندما |
قد زينَ الجناتِ ماسُ أقاحِـهِ |
والنرجسُ الفتّانُ عسجدَ ما نما |
فتبلور الغرسُ المرصّعُ آيةً |
من حسنِهِ حتى غدا مُتنعّما |
وغدت بتاج الطلعِ مملكةُ الرُبى |
أخّاذةً .. وغدا التصورُ مُفعما |
فتزخرفتْ تلك الروابي روعةً |
وتفتقَ الزهرُ الربيعَ فكلما |
والبلبلُ الشادي على أفنانهِ |
غنى الطبيعةََ .. صادحاً مترنما |
من زُرقة النبعِ الملألئِ .. عِقدُهُ |
جيدَ السهولِ ..مُغنّجاً أرضا وما.. |
أوليسَ تغريكَ الحياضُ .. تَبرّجتْ |
بالضوءِ حتى جئتها مُتلعثما |
تَسبيكَ مِنها فضةٌ غطّت على |
وجهِ الصفاءِ فخِلتهُ مُتلثما |
وإذا أتاك من الغديرِ .. خريرهُ |
عذباً ترقرقَ .. مبهجاً ومسلما |
فأطلْ وجودكَ عندهُ كفراشةٍ |
حطّتْ على كأس الرحيقِ .. فإنما |
هذي الطبيعةُ من تفضّلِ خالقٍ |
بثَّ الجمالَ بها فأضحت مغنما |
وإذا الوجودُ أراكَ من آياتهِ |
عِظماً .. فرؤياهُ تُريكَ الأعظما |
قد أبدعَ الصنعَ الذي لو أمرهُ |
قد قال ( كنْ) لرأيتهُ مُتجسما |
سبحانه .. قلبٌ به متبتلٌ |
مُزِجَ اليقين بجرحهِ .. فتبلسما |
ما زال يلهجُ يا رحيمُ يُهيلها |
العبراتِ يرجو عفوهُ مُتوسّما |
مازال يبصرُ في الحياة ذنوبهُ |
ليلاً ويلمح في الإنابة أنجما |
فإذا ظلام القلب أشرق بالهدى |
وبكى السوادُ من الضياءِ تَلوّما |
فإلى الرحيم توهجتْ آمــالــهُ |
قبساً يشع بريقها نحو السما |
صَعدَ الرجاءُ إلى الكريمِ مؤملاً |
عطفاً وطاولَ في التوكّلِ سُلّما |
وأنارَ مطلع خطوهِ بِبَصيرةٍ |
أجلتْ من التقصيرِ ما قد عتّما |
ولسوف تَلهجُ يا عظيمُ قلوبنا |
بجزيل شُكركَ سرمداً ومُحتّما |