زفرة الربيع

أقرأ لك للمرة الأولى فأجدني أقع بين دهشتين ، دهشة الإبداع في التصوير واتركيب في بعض الأبيات ، ودهشة الركاكة والخطأ في بعضها الآخر إذ كيف يجتمعا؟!

لعلها إرهاصات شاعرية واعدة تحتاج للصقل والتوجيه.

هنا بلغت حد الإدهاش في التركيب وفي الصورة:

جاء الرّبيع بوجهـه المسـرورِ *** يكسـو عيـون بناتـه بالنّـورِ
فكأنّما قطر النّدى فوق الرّبى *** درر البحور على نُحُـور الحُـورِ
وكأنّ نور البدر في غسق الدُّجى *** نغم الرحيل على شفا الشّحرورِ
لكنّني حيران في تلك السّما *** متفـرّق كالضّـوء فـي المنشـورِ
هجمت على قلبي جحافل محنتي *** تسبي عذارى بهجتي وحبوري
وتلاعبت هذي الهموم بمهجتي *** كتلاعـب الأطفـال بالعصفـورِ
يشدون لهوًا وهْو يشدو لوعةً *** لا فرق بيـن البـاكِ والمسـرورِ

هذه كما ترى هي جل القصيدة وأكثر ما أثار إعجابي حقيقة توظيف الحقيقة العلمية في صورة أدبية رائعة "تفرق الضوء في المنشور"


وهذه أبيات لم تكن في المستوى:

وكأنّ كلّ فراشة فـي غصنهـا *** تـاج يكلّـل هامـة المخمـورِ
ما علاقة المخمور هنا بالصورة؟؟ وكيف يمكن أن تكلل هامة مخمور بتاج وهو يأتي بما حرم الله تعالى.
أعلم أنك ستقول بأنك قصدت المخمور بالجمال لا بالخمر ولكن هذا تصوير غير متجانس إذ التشبيه يسير في علاقة داخلية ليدخل عليه فجأة طارئ خارجي يشوش الصورة ويخمر معناها. ولك أن تتأمل صورك في الأبيات اأخرى لتدرك ما أقصد.

متوسّدٌ لكآبتي متدثّرٌ بصبابتي *** متجلّل بشقاوتي ومعانـقٌ لثبـوري
هنا خروج عن الوزن والبحر بزيادة تفعيلة كاملة في كل شطر وهذا غير صائب في بحر الكامل الذي لا يمكن أن يجمع أكثر من ثلاث تفعيلات كاملة في وزنه الكامل.

وأريد أن أنسى فأنسى أنّني *** أنسى فأذكـر مـا يزيـد شـروري
حاولت هنا أن تضفي جمالا فكأني به بدا على غير ما أردت ناهيك التكلف والمباشرة على عكس ما سبقه من أبيات.


أهلا بك مبدعا في أفياء واحة الخير.




تحياتي

أقرأ لك للمرة الأولى فأجدني أقع بين دهشتين ، دهشة الإبداع في التصوير واتركيب في بعض الأبيات ، ودهشة الركاكة والخطأ في بعضها الآخر إذ كيف يجتمعا؟!

لعلها إرهاصات شاعرية واعدة تحتاج للصقل والتوجيه.

هنا بلغت حد الإدهاش في التركيب وفي الصورة:

جاء الرّبيع بوجهـه المسـرورِ *** يكسـو عيـون بناتـه بالنّـورِ
فكأنّما قطر النّدى فوق الرّبى *** درر البحور على نُحُـور الحُـورِ
وكأنّ نور البدر في غسق الدُّجى *** نغم الرحيل على شفا الشّحرورِ
لكنّني حيران في تلك السّما *** متفـرّق كالضّـوء فـي المنشـورِ
هجمت على قلبي جحافل محنتي *** تسبي عذارى بهجتي وحبوري
وتلاعبت هذي الهموم بمهجتي *** كتلاعـب الأطفـال بالعصفـورِ
يشدون لهوًا وهْو يشدو لوعةً *** لا فرق بيـن البـاكِ والمسـرورِ

هذه كما ترى هي جل القصيدة وأكثر ما أثار إعجابي حقيقة توظيف الحقيقة العلمية في صورة أدبية رائعة "تفرق الضوء في المنشور"


وهذه أبيات لم تكن في المستوى:

وكأنّ كلّ فراشة فـي غصنهـا *** تـاج يكلّـل هامـة المخمـورِ
ما علاقة المخمور هنا بالصورة؟؟ وكيف يمكن أن تكلل هامة مخمور بتاج وهو يأتي بما حرم الله تعالى.
أعلم أنك ستقول بأنك قصدت المخمور بالجمال لا بالخمر ولكن هذا تصوير غير متجانس إذ التشبيه يسير في علاقة داخلية ليدخل عليه فجأة طارئ خارجي يشوش الصورة ويخمر معناها. ولك أن تتأمل صورك في الأبيات اأخرى لتدرك ما أقصد.

متوسّدٌ لكآبتي متدثّرٌ بصبابتي *** متجلّل بشقاوتي ومعانـقٌ لثبـوري
هنا خروج عن الوزن والبحر بزيادة تفعيلة كاملة في كل شطر وهذا غير صائب في بحر الكامل الذي لا يمكن أن يجمع أكثر من ثلاث تفعيلات كاملة في وزنه الكامل.

وأريد أن أنسى فأنسى أنّني *** أنسى فأذكـر مـا يزيـد شـروري
حاولت هنا أن تضفي جمالا فكأني به بدا على غير ما أردت ناهيك التكلف والمباشرة على عكس ما سبقه من أبيات.
أهلا بك مبدعا في أفياء واحة الخير.
تحياتي

أستاذي الفاضل
كم هي سعادتي بمروركم الكريم
وسعدت أكثر بنقدكم الموضوعي البنّاء
وعذرًا تأخرت في الردّ فقد كنت منشغلا باختبارات تمهيدي الماجستير بقسم علم اللغة كلية دار العلوم
والحمد لله انتهيت منها وكنت من الناجحين بفضل الله وحده
وأنا الآن في حيرة اختيار موضوع رسالة الماجستير
هذا بجانب تعرضي لمحن وهموم لا يعلم قدرها إلا الله سبحانه
ولعلي أعود للمشاركة قريبا
ولعل هذا المحن تكون سبب إلهام لي
بارك الله لك وجزاك الله خيرا
أخوكم الصغير
عيد فهمي
الحسيني الهاشمي
عفا الله عنه