أحدث المشاركات
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 13

الموضوع: ،,،, تمتمة الربيع,،,،

  1. #1
    الصورة الرمزية جارة الوادي قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Jun 2008
    الدولة : حَيفَا وَالبَحِر
    العمر : 37
    المشاركات : 102
    المواضيع : 9
    الردود : 102
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي ،,،, تمتمة الربيع,،,،


    .:.

    ،,،, تمتمة الربيع,،,، ..

    كأنَّ الأرض من كفن الشتاء بُعثت من جديد, بـ رداء ربيع جمع الألوان في كفتيّه ونفخ في الأرض السلام. قوقعة الرماد تحطّمت وفقاعات الضباب تفجرت. حين كنت أصعد الجبل مسافرة إلى قممه الشاهقة, كنت أرسم كل لوحة تمرّ امامي عيناي لـ أرسلها لك, وأقطف من العبير نسيجا لـ أغزل لك أكاليل شوق تعبق في روحك نسيمات تشبه هذه التي تعانق خلايا الذات فـ تجدد فيها متعة النفس والحياة. تماما كما كان يشغلني الشتاء في حيفا, حين كنت أقص عليك روعة المطر هناك, ورقصات الغيوم قرب صفحة البحر وغلاف السماء, لكن عدسة التصوير ما زالت حائرة, فكيف لها أن تحمل هذا الكم من معالم الإبداع في وطني, وحيرتي جزء منها, فكيف لي أن أحدّثك عن سفري وفرحتي دون أن تشاركني شيئا من هذا الخيال.

    كنت واثقة أنّك قريب مني رغما عن الحدود الحمقاء التي تفصل بيننا. فـ أنت كما تشبه أحلامي, فـ إنّك تشبه كل لوحة جمال هنا, كل زهرة تحمل على بتلاتها شيئا من ملامحك, لهذا أجتهدت في قطف بعض أوراق أبقيها بين دفقات دفاتري لأشعر بوجودك أكثر, وليطولك بقاؤك معي الى الأبد.

    كنت منشغلة في حديثي الروح عنك, ولم أنتبه أنني أيقظت طيرا من جوقة أحلامه الخاصة, فـ أفزعني وأفزعته وطار الى صخرة قريبة, أذهلني وكدت أطلق صرخة توقظ الجبل من سباته, لكنني نسيت خوفي حين رأيت على جناح الطائر نقش يشبه حروفك..! أعلم أنّك تبتسم من جنوني وتحسب حديثي هذا مجرد هذيان جميل. لهذا عكفت على خطف صورة لهذا الطير لتتاكد أن هذياني هذا ما هو إلا حقيقة ساطعة كـ شمس غمرت الوديان فرحا ونور.

    سبحانك ربي.. الوان الجمال كلها نُحتت على سفوح هذا المكان, في أعشاش طيور لا تقبل إلا بالفضاء مسكنا لها, وبزهور شقّت لسيقانها متنفسا رغم قسوة الصخور, وأراني أتعلم منها أن الإرادة في الروح سلاح قوّة لا يكتب في المعارك إلا النصر الأكيد.

    أترى هذه الغربان هنا, يقولون أنها لا تنعق سوى على الخراب, لكنهم مخطئون. الغربان في وطني أجنحة من الرخام الأسود العتيق, لا تنعق على الحطام, فكيف تنعق على أرض تحمل في أحشائها تاريخ لو أبصره العقلاء جيدا لـ علموا أن المجد سلسبيل تفجرت عيناه جداول سقي ترتوي منها الجبال والبلدان والسفوح والمروج والحقول...!

    أتعلم أن القمر أيضا كان رفيق سفري هنا, فـ أنظر اليه كيف اتخذ له مكانا بين الغيوم يسترق النظر إلي كلما حدّثت الروابي عنك! أتعلم, سمعته يخبّرني ويخبّرك, بأن الأحلام حين تشبهنا لا تموت ..والحلم حين يقف أمام عاصفة الوهم ينتصر, فما كان بالأمس مستحيلا, فاليوم وغدا ماثل أمامنا وبين أيدينا أسير, لأن الأرض لا تعاند إلا من يحاول صعود السماء سلالم من غبار, وأنا وأنت شيّدنا في ساعات سهر طويلة سلالم لا تنكسر, وجهزنا لأحلامنا وسائد غيوم لا تذبل!

    ما زلت أحمل احاديثا طويلة, عن زهور اللوز حين تكلل أغصانها تيجان من لؤلؤ نفيس, وعن صوت الرياح حين تهمس للأشجار حكايا لا يتقن الإستماع إليها احد سوانا.. أما لوحة الغروب فهي أسطورة منفرد جمالها, تشبه قرص فضي لمع بريقه في الأفق البعيد..

    لكنني سأغادر الآن, لأن الليل حين يأتي, تنام الزهور وتغادر الاطيار المكان, وما زلت كطفلة صغيرة, أخشى السير وحيدة في الظلام!


    14 آذار 2008
    من قلب الوادي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    .:.

  2. #2
    أديب
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 9,079
    المواضيع : 101
    الردود : 9079
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    جارة الوادي...
    تمتمة الربيع ، نص مليء بالصور ، محلق في فضاء اللغة الوجدانية ، والرامزة التي تكمل الرؤية الفنية الفاتنة،الحركة الداخلية المتنامية للشخصية والتي تتوازى مع حركة خارجية تتغير فيها الأمكنة والوجوه جسدت نموا دراميا متراكبا مميزا للنص، وقد جسد الحوار المنولوجي في النص رؤية عميقة للذات ، في كينونتها الداخلية ، والخارجية على حد سواء ، فالذات ، الارض ، الوطن ، الاخر ، الصور الاخرى كلها تنصب في مصب واحد ، وهدف واحد ، وهو ايصال الفكرة الى الخارج بوصور تتناسب والطرح في الداخلي والتأثير الداخلي ،حيث نجد الشخصية هنا تبدأ في إماطة الخيوط المتشابكة التي تقيد أعماقها لنجدها في النهاية تبحث عن الخلاص عبر أجنحة مثقلة بالظلام نحو حرية تنشدها ،رغم هاجس الخوف.

    دمت بخير
    محبتي
    جوتيار

  3. #3
    الصورة الرمزية وفاء شوكت خضر أديبة وقاصة
    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : موطن الحزن والفقد
    المشاركات : 9,734
    المواضيع : 296
    الردود : 9734
    المعدل اليومي : 1.48

    افتراضي

    جارة الوادي ..
    لوحة فنية امتزجت فيها ألوان متفاوتة الدرجات للحب ..
    حب الطبيعة والوطن وحب الآخر الذي نراه في كل صور الجمال التي تقع عليها العين ..
    بجمال لغوي نسجت بساط الربيع بسندسه الموشى بالزهور ، وسمائه التي تلتمع بالصفاء ، ونسماته التي تعطرت بأنفاس الطبيعة ..

    حلقت بعيدا لأرى صورة ذلك الشاطئ في حيفا ..
    وشممت عطر زهور البرتقال حين اختلطت بنسائم البحر ..

    رائعة أنت بهذا الفيض الرائع من جمال الطبيعة والمشاعر ..


    دمت بألق أيتها الرائعة ..
    صادق ودي ..
    //عندما تشتد المواقف الأشداء هم المستمرون//

  4. #4
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Jun 2008
    العمر : 59
    المشاركات : 123
    المواضيع : 17
    الردود : 123
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    أيتها الرائعه دوما

    يا من نقشت لوحتك هذه بزهور لوز وسلالة نور متجذر من أرض وسماء ونجوم
    كم هي رائعه أحرفك وكم هي متقنه بحق


    لكل طبيعه أعجاب وبعض ضباب

    لك مني
    تحياتي
    سلامي
    عمر
    ابورمان

  5. #5

  6. #6
    أديبة
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    المشاركات : 261
    المواضيع : 16
    الردود : 261
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي

    دائما تحضرنا أشياء كثيرة ونربط بين أشياء وأشياء بلغة ذاتنا ووجداننا
    نرصد كل شيء ونراه بعيون مغايرة طبقاً لمشاعرنا
    قرأتك هنا واعجبت بعدستك التي نقلت لنا كل الجمال بعيون طبعها
    وجل ما أعجبني هذا التعبير " أترى هذه الغربان هنا, يقولون أنها لا تنعق سوى على الخراب, لكنهم مخطئون. الغربان في وطني أجنحة من الرخام الأسود العتيق"
    دمتِ متألقة

  7. #7
    الصورة الرمزية جارة الوادي قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Jun 2008
    الدولة : حَيفَا وَالبَحِر
    العمر : 37
    المشاركات : 102
    المواضيع : 9
    الردود : 102
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جوتيار تمر مشاهدة المشاركة
    جارة الوادي...
    تمتمة الربيع ، نص مليء بالصور ، محلق في فضاء اللغة الوجدانية ، والرامزة التي تكمل الرؤية الفنية الفاتنة،الحركة الداخلية المتنامية للشخصية والتي تتوازى مع حركة خارجية تتغير فيها الأمكنة والوجوه جسدت نموا دراميا متراكبا مميزا للنص، وقد جسد الحوار المنولوجي في النص رؤية عميقة للذات ، في كينونتها الداخلية ، والخارجية على حد سواء ، فالذات ، الارض ، الوطن ، الاخر ، الصور الاخرى كلها تنصب في مصب واحد ، وهدف واحد ، وهو ايصال الفكرة الى الخارج بوصور تتناسب والطرح في الداخلي والتأثير الداخلي ،حيث نجد الشخصية هنا تبدأ في إماطة الخيوط المتشابكة التي تقيد أعماقها لنجدها في النهاية تبحث عن الخلاص عبر أجنحة مثقلة بالظلام نحو حرية تنشدها ،رغم هاجس الخوف.
    دمت بخير
    محبتي
    جوتيار

    .:.
    الأستَاذ الفَاضِل
    جُوتيَار تمر..

    شَرَّعتَ لِـ النُّور نَوافِذَ عَدِيدَة.. فَـ ازدَان بِكَ الرَّبِيع وَتَألَّق

    سَعِيدَةٌ لِهذا الحُضُور / تَحِيَّةٌ بَيضَاء

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    .:.

  8. #8
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.83

    افتراضي

    ما بين العجز والهمة ... فقط ... لحظة اعتراف


    وما بين الحلم والوصول ... فقط ... لحظة وثوق


    وما بين الكلمة ونبض المحابر .... فقط .... لحظة عشق

    \

    حين يعشق الكاتب نصه ... يولد الإبداع ...


    أنتظر المزيد ... جارة القمر
    الإنسان : موقف

  9. #9
    الصورة الرمزية ابراهيم السكوري أديب
    تاريخ التسجيل : May 2008
    الدولة : المغرب
    العمر : 43
    المشاركات : 350
    المواضيع : 25
    الردود : 350
    المعدل اليومي : 0.06

    افتراضي جار الوادي لا يكون إلا رومانسيا

    سلام الله عليك يا جارة الوادي....
    حس ابداعي مرهف ولغة شاعرية جميلة ...و صور رائعة
    النص ذو طابع وجداني .... أراه أقرب إلى الخاطرة من القصة....
    شكرا لك يا جارة الودي
    مع تحياتي
    المتفائل: ابراهيم ـــــــــــــــــ المغرب

  10. #10
    الصورة الرمزية جارة الوادي قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Jun 2008
    الدولة : حَيفَا وَالبَحِر
    العمر : 37
    المشاركات : 102
    المواضيع : 9
    الردود : 102
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي


    .:.

    |..وَفَاء شَوكَت..|

    مَحبَّةٌ مِن القَلبِ تَزدَان بِعبقٍ تَرتكتِيهِ هُنَا..
    تُسَافِر من الـ حَيفَا صَوبَ قَلبُكِ..
    شُكرَا لَكِ عَزِيزَتِي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    .:.

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. غنَّى الربيع
    بواسطة د. سمير العمري في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 57
    آخر مشاركة: 28-03-2016, 01:09 PM
  2. عندليب الربيع .. قصة قصيرة
    بواسطة فاطمة المزروعي في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 27-03-2006, 09:53 PM
  3. اوجاع يسكبها الربيع
    بواسطة رائد ابو مغصيب في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 21-01-2004, 02:15 PM
  4. الزلزال-قصيدة بمناسبة عملية تل الربيع البطولية
    بواسطة فارس عودة في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 06-05-2003, 01:45 AM
  5. عزة الركوع-قصيدة بمناسبة عملية تل الربيع
    بواسطة فارس عودة في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 25-01-2003, 03:13 PM