|
أُمَوْضِعُ اللَّيْلَ فِي قَلبي وَأَأْتَلِفُ |
|
|
والحُزنُ يَثقُبُ أنفاسي، وَأَلْتَحِفُ |
تناثَرتْ مِنْ شظايا الدّمعِ أَسْئِلتي |
|
|
ومِن مَحاجِرِ حُزنِي سَالَتِ النُّطَفُ |
رُوحِي تَداعَتْ، فَلَمَّا اسَّاقَطَتْ وَقَفَتْ |
|
|
فَأَسْقَطَتْهُمْ بِوَهجِي كُلّما وَقَفُوا |
كَأنّها العَطَشُ المَنفِيُّ مِن زَمَنٍ |
|
|
لاقى فَأَخْصَبَ، وابْيَضَّتْ بِهِ السُّجَفُ |
إِذا اشْرَأَبّتْ فَطالَت، أَبْرَقَتْ فَوَفَتْ |
|
|
فَأشْبَعَتْ، أَشْغَفَتْ ما كانَهُ الشَّغَفُ |
ماتَتْ خَلايايَ، مَاتَ المُنتَهى ... وَأَنَا |
|
|
شُروقُ شَمْسِي، وَشَمْسُ الذّاتِ تَنْكَسِفُ |
لقدْ رَجَعْتُ وكانَ العِجلُ رَبَّهُمُ |
|
|
فَكُنتَني مِثلَ مُوسَى اغْتالَنِي الأَسَفُ |
جَرَرْتُ لِحْيَةَ (هارونٍ) أُسائِلُهُ |
|
|
لِمَنْ ضَعُفْتَ إِذا هُمْ كُلُّهُمْ ضَعُفُوا |
إنْ يَقْتُلوكَ، لقدْ بلّغْتَهُمْ، وَلَهُمْ |
|
|
مَا أَعْرَضُوا أَوْ تَعامَوْا أَوْ هُمُ صَدَفُوا |
مَنْ يَحْمِلِ الفِكْرَةَ الغَرَّاءَ فِي دَمِهِ |
|
|
يَمُتْ بِهَا وَاقِفًا كَيْ يَسْلَمَ الهَدَفُ |
أَنا عَوَالِمُ أَحْزَانٍ مُخثّرةٍ |
|
|
دَمِي الصَّهِيل، وَأَوْجَاعِي هِيَ الشُّرَفُ |
فَمَنْ تُرَاها مِنَ الأَوْجَاعِ تُنْقِذُنِي؟! |
|
|
وَلِلأَسَاةِ عَزِيْفُ الجِنّ إِنْ عَزَفُوا |
بَحْرٌ عُيونُكِ لا شُطآنَ حَوْلَهُما |
|
|
وَكُلّما غُصْتُ في عَيْنَيْكِ أَغْتَرِفُ |
أَتِيْهُ.. أَغْرَقُ... أَنْهَى.. أَنْتَهِي... وَمَتَى |
|
|
تَعِبْتُ يَحْمِلُنِي فِي بَطْنِهِ الصَّدَفُ |
لَمْ يَكْشِفِ السِّرَّ إِلاّ أَنْتِ يَا قَلَقِي |
|
|
وَلَمْ أَكُنْ قَبْلَ هَذا اليَوْمِ أَنْكَشِفُ |
إِنّي أُجِيْبُ طُيورَ العَيْنِ إِنْ سَأَلَتْ |
|
|
فِيْمَنْ أَدُوْخُ؟ بِأنّي فِيْكِ. أَعْتَرِفُ |
وَخْزُ الحَنينِ، وَأَشْواقِي، وَثَرْثَرَتِي |
|
|
وَخُضْرَةُ القَلْبِ، والحَيْرَاتُ، وَالرَّعَفُ |
رَعْرَعْتِني بَعْدَمَا لَمْلَمْتِ بَعْثَرَتِي |
|
|
وَكُنْتُ قَبْلَكِ كَالأَطْفَالِ أَنْحَرِفُ |
يَا وَرْدَةَ القَلْبِ يَا ذَاتًا مُحَرَّمَةً |
|
|
قُرْبَانُ نَزْفٍ، حَنانٌ، لَوْعَةٌ، كَنَفُ |
قِدّيْسَتِي لَمْ يَعُدْ شِعْرٌ فَأَكْتُبَهُ |
|
|
لَكِنّنِي لَمْ أَزَلْ فِي اللَّيْلِ أَرْتَجِفُ |
أَصَابِعِي، رَعَشَاتِي، أَدْمُعِي، نَفَسِي |
|
|
وَآهَتِي، شَهَقَاتِي ... الجُوْعُ، وَالتَّلَفُ |
رَحَلْتُ بَعْدَكِ وَالآياتُ تُخْبِرُنِي |
|
|
أَنِّي لِذَنْبِكِ طُوْلَ العُمْرِ أَقْتَرِفُ |
وَكُنْتُ بَحْرًا مِنَ الحِرْمَانِ فِي وَطَنٍ |
|
|
أَبْناؤُهُ مِنْ شَغَافِ البُؤْسِ قَدْ نَزَفُوا |
راياتُهُ فِرَقٌ ... ذَرَّاتُهُ مِزَقٌ |
|
|
آلافُهُ خُلُفٌ ... أَخْلافُهُ أُلُفُ |
تَنَفَّسَ الحُزْنُ مِنْ رُوحِي وَمِنْ رِئَتِي |
|
|
وَلَمْ تَزَلْ أَحْرُفِي بِالدَّمْعِ تَعْتَصِفُ |
فَلا تَخافِي إِذَا مَا البَحْرُ هَاجَمَنِي |
|
|
وَبِي (كَيُونُسَ) بَطْنَ الحُوتِ قَدْ قَذَفُوا |
فِي بَطْنِهِ، فِي الزَّوَايا السُّودِ قَدْ لَمَعَتْ |
|
|
عَيْناكِ نُورًا، فَمَاتَتْ دُونَهَا السُّدَفُ |
يا حَيْرةً مِنْكِ مَا انْفَكَّتْ تُسائِلُنِي |
|
|
مَتَى أَعُودُ ؟!!! وَفِي أَعْمَاقِهَا اللَّهَفُ |
لا تَسْأَلِيْنِي تَرَكْتُ الحُزْنَ يَنْهَشُنِي |
|
|
وَالدَّمْعَ يَذْبَحُنِي، وَالهَمَّ يَخْتَطِفُ |
لَقَدْ وُلِدتُ (كَعِيسى) – نَفْحَةً – وَأَنَا |
|
|
أَعُودُ حِيْنَ يَشاءُ اللهُ وَالسَّعَف |