عندما كنت طالبًا في الجامعة طلب مني أن أكتب بحثًا عن اغتصاب فلسطين ، فكتبت بحثًا طويلاً بدأته بذكر الظروف التي نشأت فيها الحركة الصهيونية بزعامة الهالك هرتزل ، وكيف استطاعوا وبمساعدة البريطانيين ومن بعدهم الأمريكيين أن يحكموا قبضتهم على هذا الوطن الغالي ، وكيف سلبوه ونهبوه وشردوا أهله واستباحوا حرمته ، ومن هنا تعرفت على كتابات المفكر الكبير والرائع الدكتور عبد الوهاب المسيري ، مفكر ومناضل ترك بصمات واضحة في تاريخنا المعاصر ، سخر علمه وفكره لمحاربة هذا العدو البغيض ، فكان نبراسًا يستضاء به في عتمة هذه الفوضى التي خلفها هذا الصمت المريب و هذا السكوت المتآمر على هذه القضية وأبنائها بل على هذا الأمة برمتها .
لا أدري كيف يمكن أن نكافئ رجلاً بهذا الحجم ، وكيف يمكن أن نعوض غيابه ...
كان شوكة في حلق أبناء القردة والخنازير ، وكان واثقًا من النصر ، كان واثقًا أن الحق لا بد أن يعود لأصحابه ، كان مجاهدًا مؤمنًا بعدالة ومشروعية قضية هذه الأمة ، كان - وما زال – نبراسًا وعلمًا من أعلام هذه الأمة ، أضاء بعلمه وفكره عقولنا وقلوبنا ، كان رجلاً ولا كل الرجال .
رحل عنا وكانت آخر كلماته التي سمعتها في آخر لقاء أجري معه - مع قناة الجزيرة الفضائية قبل وفاته بنحو شهرين - عندما سئل عن حلمه الكبير فقال : أن أرى القدس وقد تحررت .
ستتحرر أيها الفقيد الغالي ، ستتحرر بإذن الله تعالى .
رحمك الله وأدخلك فسيح جنانه ، وغفر لك ولكل المؤمنين .
إنا لله وإنا إليه راجعون
/
أديبنا الكبير الأخ الغالي د . مصطفى عراقي
جزاك الله عنا خير الجزاء .
تقديري واحترامي