أحدث المشاركات

قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الطفل المشاكس بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» @ تَعَاويــذ فراشَــةٍ عَاشِقـَـة @» بقلم دوريس سمعان » آخر مشاركة: دوريس سمعان »»»»»

النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: بحيـــرة البجـــــع

  1. #1
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    العمر : 68
    المشاركات : 10
    المواضيع : 8
    الردود : 10
    المعدل اليومي : 0.00

    افتراضي بحيـــرة البجـــــع

    [center]بحيـــــــــــرة البجــــــــــــــــــع[/center]
    في لحظة تحرر قلما يجود الزمان بمثلها ، انطلق الخيال يتخطى عتبات المدى ، وأمعن في اندفاعه حتى ذاب في خيوط الفجر، ومازج زبد البحار وتشتت صدى متسللا ؛ هاربا عبر المنعرجات، معاندا متحديا الموانع و المصدات ، ورأيتني أمد يدي أمامي أريد اللحاق بسرب هذه الطيور الصادحات العابرات، طيور البجع المتتابعات المسافرات ، العائدات إلي الشمال .
    ليتني أتمكن ؛ ليتني أتخلص من رائحة هذا السمك النتن نتانة البشر، وكلما تردد صوت خفر السواحل ، ازداد ثقل السمك ، وازددت اختناقا ؛ و كان لابد من أن أبذل مزيدا من الجهد لكي أعيش ، لكي أعبر ، لابد أن الحق بالسرب لابد.
    واندفعت مصارعا التعب ،معاندا العياء وشح النفس، معاندا ؛ رغم انسداد الحلق وانسحاق القفص.
    قالت إحدى البجعات، وكانت منذ مدة تدير رأسها نحوي بشيء من القلق فيه سمات خوف، ثم تنحرف قليلا مبتعدة، فأنحرف بانحرافها كأنها جزء من روحي ، قالت: أراك غريبا عنا تشاركنا الرحلة وما ألفنا مثلك يطير؟
    قلت : ضاق بي أهل بلدي فضقت بهم، أعدموني فحرروني فصار بمقدوري الطيران ، وأملي كل أملي أن تقبلنني بينكن أيتها البجعات.
    نظرت نحوي، ثم مدت عنقها مستقيما وأمعنت في الطيران، وأرسلت صياحا فيه أمل تدق به باب الغيب كأنها تطمع أن تستطلع سر مستقبل ممتد أمامها روحا تربط القارات وتجمع الزغاريد والآهات.
    صرخت متوسلا أيتها البجعات حنانيكن ؛ أنا متعب منهك ، أنا متعب منهك.
    قالت التي في رأس السرب تقوده: قاوم ، قاوم ، تشجع ، اشرب ألمك ؛ ليس لك غيره ، لابد أن نعبر، لابد أن نعبر، تعلم من البجع الطيران لأبعد مدى ، وتعلم أن الصبر والصمت يساعدان على ذلك.
    ومع كل ذلك فلا تعتقدن أنك بدخولك بيننا قد أمنت النجاة، فشر البشر عام ومنتشر، ونحن متهمات بتهريب أفتك و أخطر الأوبئة والآفات، فاصمت إذ قد نتعرض لإطلاق النار في أي لحظة.
    وبمجرد أن ذكرت قائدة البجع لفظ البشر ازدادت رائحة السمك النتنة، ومددت بصري تحتي فرأيت البحر ينحسر إلى الجنوب فقلت لعل الرائحة تتصاعد من سواحله.
    وقبل آن يرتد بصري نحوي دوى صوت البنادق ، فصرخت البجعات صرخات ملؤها الرعب واليأس وصرخت مثلها مرعوبا،ورحنا نطلب النجاة بكل السبل،وامتد النواح يملأ الفضاء، ينعى قائدة السرب وهي تهوى نحو الجنوب ، وراحت تهوى وتهوي مندفعة، تمزق الجو ، ولم تعد بجعة ، صارت مذنبا ينفث لسان نار يمتد مسافات شاسعة وراءه ، راحت تهوي مندفعة إلى قلب المدينة ، بالضبط إلى قلب المدينة التي انبعث منها سديم نتيجة الارتطام ،، علا ثم هوى، فإذا المدينة خلاء قد تفجرت به عيون من ماء صاف مندفعة نحو السماء في هيئة شلالات معكوسة ، وتحولت المدينة إلى بحيرة تهاوى نحوها البجع من كل صوب. وراح يغني :-
    لا للشر لا للبشر بالباء وبدون باء.
    الضيف حمراوي
    .

  2. #2
    الصورة الرمزية د. مصطفى عراقي شاعر
    في ذمة الله

    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : محارة شوق
    العمر : 64
    المشاركات : 3,523
    المواضيع : 160
    الردود : 3523
    المعدل اليومي : 0.54

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الضيف حمراوي مشاهدة المشاركة
    [center]بحيـــــــــــرة البجــــــــــــــــــع[/center]
    في لحظة تحرر قلما يجود الزمان بمثلها ، انطلق الخيال يتخطى عتبات المدى ، وأمعن في اندفاعه حتى ذاب في خيوط الفجر، ومازج زبد البحار وتشتت صدى متسللا ؛ هاربا عبر المنعرجات، معاندا متحديا الموانع و المصدات ، ورأيتني أمد يدي أمامي أريد اللحاق بسرب هذه الطيور الصادحات العابرات، طيور البجع المتتابعات المسافرات ، العائدات إلي الشمال .
    ليتني أتمكن ؛ ليتني أتخلص من رائحة هذا السمك النتن نتانة البشر، وكلما تردد صوت خفر السواحل ، ازداد ثقل السمك ، وازددت اختناقا ؛ و كان لابد من أن أبذل مزيدا من الجهد لكي أعيش ، لكي أعبر ، لابد أن الحق بالسرب لابد.
    واندفعت مصارعا التعب ،معاندا العياء وشح النفس، معاندا ؛ رغم انسداد الحلق وانسحاق القفص.
    قالت إحدى البجعات، وكانت منذ مدة تدير رأسها نحوي بشيء من القلق فيه سمات خوف، ثم تنحرف قليلا مبتعدة، فأنحرف بانحرافها كأنها جزء من روحي ، قالت: أراك غريبا عنا تشاركنا الرحلة وما ألفنا مثلك يطير؟
    قلت : ضاق بي أهل بلدي فضقت بهم، أعدموني فحرروني فصار بمقدوري الطيران ، وأملي كل أملي أن تقبلنني بينكن أيتها البجعات.
    نظرت نحوي، ثم مدت عنقها مستقيما وأمعنت في الطيران، وأرسلت صياحا فيه أمل تدق به باب الغيب كأنها تطمع أن تستطلع سر مستقبل ممتد أمامها روحا تربط القارات وتجمع الزغاريد والآهات.
    صرخت متوسلا أيتها البجعات حنانيكن ؛ أنا متعب منهك ، أنا متعب منهك.
    قالت التي في رأس السرب تقوده: قاوم ، قاوم ، تشجع ، اشرب ألمك ؛ ليس لك غيره ، لابد أن نعبر، لابد أن نعبر، تعلم من البجع الطيران لأبعد مدى ، وتعلم أن الصبر والصمت يساعدان على ذلك.
    ومع كل ذلك فلا تعتقدن أنك بدخولك بيننا قد أمنت النجاة، فشر البشر عام ومنتشر، ونحن متهمات بتهريب أفتك و أخطر الأوبئة والآفات، فاصمت إذ قد نتعرض لإطلاق النار في أي لحظة.
    وبمجرد أن ذكرت قائدة البجع لفظ البشر ازدادت رائحة السمك النتنة، ومددت بصري تحتي فرأيت البحر ينحسر إلى الجنوب فقلت لعل الرائحة تتصاعد من سواحله.
    وقبل آن يرتد بصري نحوي دوى صوت البنادق ، فصرخت البجعات صرخات ملؤها الرعب واليأس وصرخت مثلها مرعوبا،ورحنا نطلب النجاة بكل السبل،وامتد النواح يملأ الفضاء، ينعى قائدة السرب وهي تهوى نحو الجنوب ، وراحت تهوى وتهوي مندفعة، تمزق الجو ، ولم تعد بجعة ، صارت مذنبا ينفث لسان نار يمتد مسافات شاسعة وراءه ، راحت تهوي مندفعة إلى قلب المدينة ، بالضبط إلى قلب المدينة التي انبعث منها سديم نتيجة الارتطام ،، علا ثم هوى، فإذا المدينة خلاء قد تفجرت به عيون من ماء صاف مندفعة نحو السماء في هيئة شلالات معكوسة ، وتحولت المدينة إلى بحيرة تهاوى نحوها البجع من كل صوب. وراح يغني :-
    لا للشر لا للبشر بالباء وبدون باء.
    الضيف حمراوي
    .


    أديبنا المبدع الأستاذ الضيف حمراوي

    تحية زاهرة عاطرة لهذه القصة الرمزية الساحرة وهذا الأسلوب السردي المشوق الجميل

    واسمح لي أن أختلف معك أن النهاية بما فيها من تلاعب لفظي ذكي لم تجئ متسقة مع غناء البجع في هذا السياق .


    ودمت بكل الخير والسعادة والإبداع

    مصطفى
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي ولريشة الغالية أهداب الشكر الجميل

  3. #3
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,062
    المواضيع : 312
    الردود : 21062
    المعدل اليومي : 4.96

    افتراضي

    رغم غرائبيتها، ورمزيتها ـ أعجبتني هذه القصة المميزة
    والمشوقة لآخر حرف فيها.
    شكرا لك ودمت بكل خير.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : May 2012
    المشاركات : 4,790
    المواضيع : 82
    الردود : 4790
    المعدل اليومي : 1.11

    افتراضي

    أسلوب شاعري في السرد ، وماتع ، وجميل منك أن تستخدم الرمز في القصة
    وأسوء مافي بعض البشر هو تشويه الجمال والطبيعة ، فالتخريب والفساد عبثا في أرض الأبرياء أسهل بكثير من الإصلاح والبناء وشد العزم

    تقديري

  5. #5