صمتي بوح جميل
بل .. همس رائع.. هو لك وحدك...
صمتي إعلان عن انعتا قي منك ...
عن راحة من قيد يلف خلايا بداخلي
استوطنت التخمة فيها من فرط حبك..
..
بداخلي صوت يندفع كل يوم ..لمقابلتك..لعتابك..
بل للصراخ .. فقط من أجل الصراخ
إلا أن حبال المستحيل ُتغير علي بجيشها ..
تشعل بداخلي حربا ضروسا..
وطيسها يزداد كلما استشهدت اللحظات ..
تلك التي أكون فيها بعيدة عنك..
مجنونة أضحيت تائهة ..حائرة.. منبوذة مني أحيانا ..
و قد اقتلعت جزء مني و خبأته بداخلي ..
أخفيته حتى عني..
أخيط به لك كل يوم وعودا ووعودا..
لك وحدك الثوب....
ثوب قلبي بلؤلؤاته المطرزة ..
نعم لك وحدك الدلال..
لك وحدك عنفوان الشوق و الحنين
لك وحدك الدعاء..
..
في صلاتي أدعو ألا أتوب عن حبك و أن أبوح و أبوح...
تعلمت من أجلك كل لغات الحب الفصيحة
و انهزمت أمامي كل بلاغات اللغة و استعاراتها
فقد أذنبت في حقها ..فإحساسي لم يلتفت لها و لا لبيانها..
فاق قوانينها و قواعدها..بل مقاساتها..
ثائر هو إحساسي لا يلتفت إلى فصاحتها
ففصاحته أنت..
ففصاحته وجودك بحياتي.....
أنت الذي موسم الخصوبة لا ينتهي عندك..
لهفة ظمآى للانعتاق من قيد الانغلاق فيك..
وفي نفس الآن لهفة ظمآى للانزواء بمحرابك..
فهو عندي الملاذ هو عندي الأمان..
أتعبد من أجلك..
و أتمنى في كل اللحظات فجرا أتبتل فيه بمواويل حبك
أعبث بأماكن مهجورة بل متوحشة ..كلا مظلمة
..أنت من ينير ظلمتها بقناديلك..
هي الوحيدة المتبقية من أيام ايزيس و عشتار..
ألم تقل أنك احتفظت بها لأجلي وحدي ..
نتكئ عليها في أمسياتنا التي لم تأت بعد..
و التي حتما ستأتي....
إذن لم تحرمني لعنة العتاب بل لذة العتاب؟
لم تحرمني منك؟
فقد تعلمت جميع الأبجديات..
حتى لا يفوتني موعد بوحك بلغات لم أتعلمها من قبل..
اسحب رسائل عتابي..
و احظر لومي من لوائحك
..ما دامت تؤرقك.. ما دامت تدمرني بداخلك.
أريدك شامخا شامخا .
إنما عدني ألا تكرهني أبدا يوم تجد وعودي لك و قد استباح دمها الزمن....
حينما تبعدني عن حضنك.. عن فرحك ..حزنك.. تعبك..راحتك ..هدوئك.. غضبك
يتلمسني الخوف منك..
و تعدو جبارا قاسيا..
تبعث لي برسائل تهديد ليست لي إنما هي لأخرى بأعماقك..
تالله أخبرني من تكون ؟ من أكون ؟
أنت تريد أن تكون أنت
و أنا حتما أريد أن أكون القادرة على إذابة الصقيع الموجود بأعماقك...
...لقد علمتني كيف أغدو مغرورة ..
و بك مغرورة لذلك أقولها لك لا صقيع معي أبدا..
أنا الدفء كله.. فقط اقبله بمملكتك..
أيا كل الرجال في عيني فك أسري منك
و أعتق حبا تجرع كأسا تهذي ..
فقد أتعبته الثمالة..فقد أرهقه الزهد و التعبد...
أشعر بأنفاسك الصامتة و التي لم تقذفها يوما باتجاهي
..
ما استعذبت يوما أمرا إلا كان أن أغلبك بحبي
و بإشهاره في وجهك..
هل كان تقصيرا مني في حقوقك... أم كان دلالا أفسدك ؟
أما أنا فقد كنت أستكثر على نفسي ولهك بي
و كنت أخفيه عن عرافات الحي..نسيت أن بالكتمان عرافات من عدم...
قدري كتب على جبيني حصنا
و ساروا بك في موكب عقيقتي
كنت أسمع اسمك و أنا بالمهد
آه من الانتظار لم أعد أقو على ضمه
فقد أحرقني لهيبه..
ارويه حتى تبرد ناري
و أستجمع قواي لانتظارك من جديد...
من أجل بهائه.. من أجل انفراده
عدني ألا تلقاني إن أحسست أنك لن تفي بوعودك
ها نحن ننتظر... على عتبات الانتظار..
ننتظر عمرا لم يأت بعد
ننتظر عمرا لم يأت بعد...
إذن لا تنتظرني..ان كنت تكره الانتظار..
لا أريد أن تكره شيئا و أنا معك...ألق الستار عني و عنك..
ندى يزوغ
المغرب
في لحظة هذيان