أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: رحيل البراءة

  1. #1
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    المشاركات : 5
    المواضيع : 4
    الردود : 5
    المعدل اليومي : 0.00

    افتراضي رحيل البراءة

    انة الغروب
    لعمرى لم ارى ما هو اجمل من الغروب والشروق
    وكانى ارى الحياة تموت وتبعث كل يوم
    كنت مع اصقائى اطفالا نلعب بلا انقطاع ولا نضع للدنيا فى اذهاننا اى حسابات ولم يكن وجود المقابر جوار منازلنا يزعجنا او يخيفنا بقدر ما كانت تبهجنا وتسعدنا وقد يستغرب البعض كيف تكون المقابر مبهجة؟
    والحقيقة اننا كنا نرى فيها سبب لتميزنا وسط باقى الاطفال فى البلدة وكانها ملكنا بل هى كذلك بالفعل
    فنحن نلعب فيها وناكل بها ونقضى الاعياد ونحتفل بشم النسيم فيها ايضا
    ولابد ان هذا غريب اذ كيف يقضى اطفال اعيادهم فى المقابر ولكن كما قلت كنا نرى فيها كنزنا الكبير
    لقد حفظناها شبرا شبرا وقرانا كل كتابة ساذجة كتبت عليها وحفظنا كل شواهد القبور ووجدنا الكثير من الاشياء المفقودة
    وتلصصنا على بعض القبور المفتوحة فكان لنا معها حكايات وقصص طويلة
    وعندما كنا نقول لاحد اننا نسكن جوار المقابر كنا نلحظ نظرات الدهشة وعدم التصديق فى عيونهم وعندما كانوا ياتون لرؤيتها كانواينبهرون ويحسدونا على هذا الكنز الثمين وكنا نسمتع بارعابهم وسرد قصص وهمية مخيفة تجعلنا نشعر بنشوة سادية عندما نرى نظرات الرعب فى اعينهم
    كم مرة اوقعنا بهم فى افخاخ
    كم كنا نضحك عليهم ونسخر منهم
    اما نحن فلم نكن نخشى شيئا
    ظلت هكذا حتى جاء يوم ودخلت جنازة صغيرة من بضعة اشخاص يحملون لفافتين صغيرتين وقاموا بدفنهم فى الارض وليس فى قبرا
    فاصبحوا كقطعتين مرتفعين من الارض وقالوا لنا وقتها انهما طفلين اخوة ولدا وبنت توفيا فى حادثة حيث احترقا حتى الموت عندما اشتعلت النار فى بيتهم
    لا اعلم لما اصابنا الخوف هكذا لماذا كنا نبتعد عن هذين القبرين الترابيين ولا نطيق ان نراهم
    نحن الذين جبنا المقابر وفحصنا كل قبر وكل مدفن وعشنا وسط القبور
    لماذا نخشى من هذين القبرين؟
    كيف عرف الخوف طريقة الينا؟
    لماذا اصبحنا نتحدث كثيرا عن الموت؟ لقد قضينا ما مضى من عمرنا بين القبور دون ان يتبادر الى ذهننا اى فكرة عن الموت فقط كانت المقابر ملهانا وملعبنا
    على اية حال لم يمنعنا ذلك من دخوا المقابر واللعب فيها والحفاظ على كنزنا الثمين
    فقط كنا نتجنب المرور امام هذين القبرين او رؤيتهم
    ربمالانهما كانا طفلين مثلنا ودفنا امامنا فشعرنا لاول مرة بجهامة الموت ورعبة
    انة الغروب
    يكتمل الان وتختفى الشمس وراء الافق البعيد مستبقية بعض الاضواء الحالمة الرقيقة تنير العالم من حولنا حتى يصل كل ضال الى ماواة وكل طفلا الى والداة
    وكالعادة نتسابق للعودة وليس السباق الا تعبيرا عن روح المنافسة التى فطرنا عليها
    لذلك لم اكن لارضى ان يسبقنى احد فرغم تقدمهم الا انى قررت ان اخذ الطريق المختصر من فوق المقابر ان المقابر هنا كبيرة وملتصقة
    الحقيقة اننا كنا ناخذ هذا هذا الطريق دائما الى ان جاء الطفلان الميتان ففضلنا الطريق الاخر حتى لا نضطر الى القفز بجوارهم عندما نصل لنهاية ذلك الصف من القبور
    ولكنى لا املك خيار الان وعلى كل حال يمكننى ان اقفز قفزة كبيرة اتخاطاهم بها
    وها انا لتنقل بين اسطح القبور واقترب اكثر واكثر حتى سبقتهم ولم يعد سوى القفزة الاخيرة
    وها انا اقفز لاتخطى ذلك القبر الترابى و
    اوة ما هذا
    لم تكن قفزة كافية لقد غاصت قدمى فى القبر الترابى
    الذى لم اكد المسة حتى سمعت تلك الصرخة
    صرخة طفلا مدفون وقعت علية الان
    وشعرت بقدمى تطا جسدا صغيرا يتلوى من تحتها
    فلم اشعر بنفسى الا وانا ازحف على الارض وقد امتلى قلبى رعبا لاول مرة فى حياتى
    عشت بعدها اسود ايام اتنقل من كابوس الى اخر
    اصبحت اخاف من كل شيئا واتخيل كل ما فى عقلى من مخاوف ومسوخ وهى تتمثل امامى وتستفرد بى عندما اكون وحدى
    الان انا اعلم ان هذا كلة كان وهما
    وبسبب خوفى المسبق من هذا القبر تكفل عقلى بصنع خيالات تتناسب مع سقوطى علية الا ان كل هذا لم يجدى
    لقد تغير كل شى ولن اعود كما كنت مرة اخرى

  2. #2
    أديب
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 9,079
    المواضيع : 101
    الردود : 9079
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    العزيز خالد...
    للنص دلالات يمكن استقراء عدة امور منها ، سواء على الجانب الاجتماعي ، الذي يتمثل بطبيعة الحياة ونمطها المنتشر سواء في القرى تلك ام في المناطق التي يزداد فيها احتكاك الاطفال بالمظاهر العامة للحياة بوقت مبكر من اعمارهم ، أم على الجانب النفسي ، والمؤثرات النفسية التي تتعاظم شيئا فشيئا مع حلول التوهمات ، والاقاويل ، وبعض الشكليات الموروثة عن احاديث يتلقاها الاطفال من خلال محاكاتهم للجدات وقصصهن المليئة بما يجعلهم يعيشون خوفا في دواخلهم ، وهنا على الجانب الاخر تأثير نفسي يتجلى من خلال الانطلاقة التي لايقيدها متابعة جيدة للاطفال في خضوهم لامور تعد نسبيا اكبر من اعمارهم من خلال تواجدهم في مناطق لاشيء يعزلهم عن موجبات الحياة في القرى وما شابهها، من خلال نصك وجدت المؤثرات النفسية المسبقة تتلاحم من اجل تكوين نظرة مسبقة عن الشيء ، وهذا مادى بالتالي الى تأثير سلبي اجمالي على الشخصية حتى بعد امد ، وهذا بلاشك يشكل لدى الاطفال وحتى الكبار عقدة قلما يتخصلون منها ، وقد اجدت في رسم هذه الملامح الخائفة ، وهذا لايمنعني ان اهمس لك ايضا بأن بعض الهنات الكيبوردية وكذلك تحتاج الى اهتمام اكثر باللغة والتكثيف بدل الاسهاب ،وان هذه الامور قد اضرت بالنص اتمنى ان تراجعها.
    محبتي لك
    جوتيار

  3. #3
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,110
    المواضيع : 317
    الردود : 21110
    المعدل اليومي : 4.95

    افتراضي

    قصة حملت إلى جانب الوصف المتقن، والحبكة الجميلة، والسرد الموشى
    بلغة متميزة .. البساطة والوضوح: ـ وتأثير الحكايات المنقولة والمتوارثة
    على التفكير بتأثيرسلبي وصنع عقدة قد تلازم الإنسان طوال العمر.
    احتاج النص للمراجعة قبل النشر لكثرة الأخطاء التي تعيق
    الإستمتاع بما كتب ونشر.
    دمت بكل خير.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

المواضيع المتشابهه

  1. وجهَ البراءةِ
    بواسطة زاهية في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 41
    آخر مشاركة: 22-01-2014, 11:48 AM
  2. عندما عاتبتني البراءةُ
    بواسطة أيمن كمال في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 32
    آخر مشاركة: 03-10-2010, 10:44 PM
  3. وطن البراءة
    بواسطة أحمد عبد الرحمن جنيدو في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 23-09-2009, 02:15 PM
  4. عندما تورق البراءة
    بواسطة حنان الاغا في المنتدى مُنتَدَى الرَّاحِلَةِ حَنَانِ الأَغَا
    مشاركات: 23
    آخر مشاركة: 03-12-2008, 05:49 PM
  5. "أناشيد البراءة" للشاعرة نجوى السيد
    بواسطة فضل شبلول في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06-08-2006, 07:43 PM