أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: دولــــة جنــوب المــــتوسط المــــتحدة sms.... فأين شرق المتوسط ems ؟!

  1. #1
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    العمر : 48
    المشاركات : 4
    المواضيع : 2
    الردود : 4
    المعدل اليومي : 0.00

    افتراضي دولــــة جنــوب المــــتوسط المــــتحدة sms.... فأين شرق المتوسط ems ؟!


    السلام عليكم

    بالأمس اجتمع العرب و الأفارقة و الإسرائيليون في عرس مهيب يجمع بين شمالي المتوسط و جنوبه. و قد نقلت وسائل الإعلام للعالم ذلك الإقبال المذهل على مشروع الشراكة المتوسطي، و بفرحة واضحة من العرب و الأفارقة ، في عاصمة النور باريس التي صارت تجمع و لا تفرق خاصة في هذه الأيام.

    الدعوة الفرنسية للشراكة المتوسطية قد تختلف عن مشروع الشرق الأوسط الكبير و الذي كان قد دشنه و أكد على المضي فيه قدماً الرئيس الأمريكي/ جورج دبليو بوش و كذلك هلل له العديد من النخبويين العرب و بالأخص أولئك المتعاطفين مع الغزو الأمريكي البريطاني للعراق و مع التدخل الدولي في السودان .

    العرس الباريسي يأتي متزامناً مع إخفاق المشروع الأنجلو-أمريكي (الشرق الأوسط الكبير) و ذلك بعد ما تعرض له البريطانيون و الأمريكيون من هزائم في الإقليم متمثلة في الانتكاسات المتوالية و الصارخة في أفغانستان و كذلك عدم الإستقرار الواضح في العراق الجديد، و يصاحب ذلك كل رفض آخذ في التزايد من أبناء المنطقة شرقها وغربها لوجود القواعد العسكرية الأجنبية في كل بلد إسلامي .

    انتهزت فرنسا بعقلها الإستعماري ( الأكثر ذكاء و هدوءاً) فرصة هذا الترنح الأنجلو-أمريكي في المشرق العربي/الإسلامي لغرض احتواء أبناء المستعمرات القديمة و استضافتهم في قفص أقل دموية و أكثر لياقة بهم و بها.

    و مشروع الشرق الأوسط الكبير بالإضافة للغاية الصريحة و المعلنة ( و الأخيرة هي حفظ الأمن 'الدولي'، و تقليل احتمالات الإرهاب 'العالمي') كان له هدفان ضمنيان و هما:

    الأول ( هـ 1):

    إلغاء الأيديولوجيات السياسية و الإقتصادية المتعددة في الإقليم و التي تعارض المصالح التجارية و الصناعية الغربية في هذا الجزء من العالم...( كأيديولجيا القومية العربية ، أو الأيديولوجيات الإسلامية، و النزعات اليسارية التي بدأت تتحرك في العالم الثالث خاصة بعد أن اتحدت دول أمريكا اللاتينية ذات النهج اليساري الحديث الذي يجمع دولاً قوية و غنية و معادية للغرب الإستعماري....و هنا فإن التحكم في الأيديولوجيات السياسية و الإقتصادية لبلدان الأطراف سيؤدي لإجهاض أي محاولة للإتحاد على أساس اقتصادي عالم-ثالثي ( كذلك الإفتراضي الذي ينادي به الناهضون فعلاً كالصين و الهند و اتحاد دول أمريكا اللاتينية)... أو شراكة اقتصادي عربية أفريقية بعد أن بدأ المال ( النقد السائل، بالذات) يتحول للدول النفطية و يبحث عن سوق للاستثمارات لا يتسم بالخطورة السياسية كالتي في الغرب المتحكم و المهيمن عالمياً و الذي أصبح يسعى لما يشبه مصادرة الفائض النقدي من تلك البلدان خاصة في ظل تردي عملاته و بورصات أسواقه.

    الثاني ( هـ 2):
    وضع البيضة الإسرائيلية في داخل حاضنة أكثر دفئاً .....و ذلك لكي تنمو و تترعرع في جو سلمي، بخلاف الجو السابق ، الذي اتسم بالصراع المستمر لمدة الـ 60 عاماً الماضية .... و لقد أثبتت تجارب هؤلاء الساسة العالميين بأن وجود أنموذج سياسي وحيد متفرد كإسرائيل و ، في نفس الوقت، غير متجانس مع جيرانه يجعله من الصعب عليه التعايش و الإستمرار بدون هيمنة و حماية أجنبية و جعله فيما يشبه حاضنة صناعية لا توفر له سوى الخوف و القلق النفسي مما سبب هجرات معاكسة للصهاينة من الشرق الأوسط لدول أرووبا شرقها و غربها بعد أن فشل التطبيع الموعود منذ توقيع اتفاقية كامبديفيد الساداتية.

    فلقد ثبت لهؤلاء الساسة العالميين بأن التطبيع بين إسرائيل و جيرانها من عرب و مسلمين لن ينجح بدون تجانس أكثر صرامة في البنية الأيديولوجية السياسية للدول في الإقليم . و هذا التجانس الأيديولوجي قد يأخذ :

    i) شكل التحول الديمقراطي : فجعل دول المنطقة ديمقراطية أمرٌ يعتقد السياسيون أنه سوف يسهل التفاهم بين ( الدول) الديمقراطيات...خاصة و أن إسرائيل هي الدولة 'الديمقراطية' الفعلية بين جاراتها ( كما يصر على ذلك توماس فريدمان و غيره)...

    ii) شكل التحول للنموذج 'الديني- العرقي' الإسرائيلي : فالقول بــ 'ديمقراطيةٍ يهودية' قول محرج نوعاً ما و ربما يجعل الدولة الإسرائيلية مثار سخري ةأحياناً ( نظرا لما تحمله ' يهودية' الدولة من مضامين بإقصاء سكانها غير اليهود و الذين يبلغون اليوم نسبة 21% من إجمالي السكان للدولة).

    و لذلك فإن أول ما تم اتخاذه فعلاً حيال ديمقراطية العراق بعد إعادة هيكلة دولته و إعادة خلقه من جديد على يد الغازي العصري...هو تكرار ذلك النموذج الإسرائيلي ( لتحقيق ذلك التجانس المشار إليه في المنطقة) فأصبح لدينا اليوم مفهوم حزبي سياسي ديمقراطي جديد مثل : سنة/شيعة....عرب/كرد...

    و كذلك فإن السودان يحتمل أن يتعرض لنفس التكرار الأيديولوجي، إن أراد فعلاً البقاء متحداً ، مثل : مسلمين ( شمال) مقابل نصارى (جنوب) ...بل و سيتم تقسيم المسلمين في الشمال لعرب و أفارقة ...و هكذا...

    أما بعد أن تعرض مشروع الشرق الأوسط الكبير للضربات الموجعة طيلة الـ 5 سنوات الماضية ....فقد جاءت فكرة هذه الشراكة المتوسطية لتنقذ الهدفين أعلاه ( بالإضافة للغاية المعلنة المتعلقة بالسلام العالمي) ....

    سيتم تحقيق الهدفين الهامين ( هـ 1، هـ 2) ، بتكلفة أقل-- بدماء أقل ، و أموال أقل -- و ذلك بعد أن تدخل العقل الفرنسي الإستعماري الأقل بناء للفرقاطات و القواعد العسكرية و الأكثر تركيزاً على فوارق الثقافات و مراكز البحوث و المثقفين و عزل النخب عن شعوبها و تجهيزها لتعتنق المركز ( باريس ) و تهمل الأطراف.

    فرنسا ، البارعة في خلق المفاهيم الإثنية و الناجحة في فصل الطوائف عن بعضها لتقبل في النهاية بالإتحاد تحت مظلة عاصمة النور ، كانت قد جربت أسلوب النموذج الديني/العرقي في الديمقراطية عندما طبقته في مستعمرتها االسورية آنذاك ( و بين أهل جبل لبنان بالذات) حيث يتم فصل المسلم عن المسيحي...ثم فصل الشيعي عن السني....و مع هذا الإجتهاد الصارم في تأسيس الأحزاب بخلاف الطرق المعتادة في ديمقراطيات العالم كله فلم يفلح قانون المحاصصة اللبناني في توليد ديمقراطية فاعلة و صحية قابلة للحياة.

    الفرق بين الماضي و الحاضر في هذه المركزية الأوروبية و التي تعتمد تنظيم دول الأطراف لتتحد حول المركز لصالح تلك الدول ( على الأقل في رأي الرئيس ساركوزي) هو أن المركز اليوم أصبح يخص أوروبا كلها - و ليس فرنسا أو بريطانيا وحدها- و ذلك بعد أن تم تحويل الشراكة المتوسطية إلى شراكة بين الأوروبيين كلهم متحدين و دويلات جنوب المتوسط دون سواها ( فانفصل الأفريقي المتوسطي عن باقي الأفارقة و العربي الأفريقي عن باقي العرب).

    هذه الشراكة المتوسطية، إذن ، لها مميزات منها:

    1- أنها شراكة بين كل أوروبا من جهة ( بما في ذلك دول شمال المتوسط و باقي دول الإتحاد الأوربيEU) و بين دول جنوب المتوسط من جهة ...و بالتالي فستغيب الندّية في العلاقة/ الشراكة ( لكون الشمال فيه دولة واحدة و هي EU...و أما الجنوب ففيه عدة دويلات ) إلا إذا اتحدت تلك الدول بما فيها المغاربية و مصر و إسرائيل ولبنان و سوريا ....و هي بذلك سوف تلغي الحاجة لتعدد الدول في جنوب المتوسط ....و سيصبح تعامل دولة شمال المتوسط ( ممثلة في الـ EU) مع جنوبه كدولة متحدة...South Midetteranian State.... أو (SMS) و هي دولة واعدة ستتشكل مع مرور الزمن و خاصة بعد إلغاء التمايز الضريبي بين تلك البلدان و توحيد القوانين السياسية و الإقتصادية مما يكفل استيعاب هذه الشراكة التي تجمع ضفتي المتوسط الجميل و من معيقاتها التمايز بين تلك البلدان... هذا إذا أرادت دولة جنوب المتوسط أن تكون نداً تجارياً معقولاً للإتحاد الأوروبي العملاق.

    2- هذه الدولة الموحدة في جنوب المتوسط سوف تحقق الهدفين ( هـ 1، و هـ 2) اللذين كانا دافعين أساسيين لمشروع الشرق الأوسط الكبير الذي مات في مهده لولا أن تداركه ساركوزي الرئيس الطموح و المتعاطف من السلم و الأمن الدوليين خاصة الدولة العبرية حيث ينتمي إليها شخصياً؛ عرقاً و عقيدة.
    من ناحية ستحتوي هذه الدولة الجديدة ( بل تلغي) كل أيديولوجيا محلية يمكن أن تهدف لاستقلال دول المستعمرات السابقة ( دول الأطراف) عن دولة المركز الأوروبية...و من ناحية أخرى سوف تقود لتطبيع عربي غير مدفوع الثمن مع إسرائيل ...و نعني بالثمن هنا ذلك الثمن السابق من إعادة للأراضي...و خلافه...يتبقى من التطبيع دول الخليج و هذه الدول هين أمرها. فزيارة لساركوزي لدى عشائر العرب في الخليج ستنهي الإشكال التطبيعي، خاصة و أن الخليجيين من الآن يكادون أن يصطفوا في سباق محموم لهذا التطبيع 'الذي يأتي ولا يأتي' .

    3- و هنا نأتي لبقايا دول الشرق الأوسط ، بما فيها تركيا المرفوضة فرنسياً و الممنوعة بذلك من الإنضمام للإتحاد الأوروبي ...و إيران التي كانت أمريكية بامتياز لولا الملالي الذين جاءوا بالخطأ فأزاحوا الشاه بالخطأ....و كذلك العراق الأمريكي الحالي و دول الخليج العربية 'الصديقة' لأمريكا ....كل هذه الدول ستصبح مضطرة لأحد أمرين:

    أ ) - الإتحاد و إن يكن على أساس اقتصادي ( نفطي، أو تجاري) ...أو كردة فعل على وجود دولة جنوب المتوسط المتحدة ...

    و هنا فإن ما يصح على إسرائيل و احتضانها قد يصح على دولة الأكراد الحلم....فسوف يحتويها الكيان الجديد كاتحاد من أقاليم تركية و عراقية و إيرانية توفر للأكراد ما يشبه بمشروع 'لم الشمل' دون الحاجة لدولة باسم الأكراد.

    ب) - أو أن تبقى دول شرق المتوسط بدون اتحاد ( و البقاء مفككة) و بذلك فسوف تضطر الدول الغربية لبناء المزيد من الفرقاطات ( كما تفعل بريطانيا الآن) و ذلك لحماية الطرف الضعيف في تلك الدول من الطرف الأقوى ..كحماية الأكراد ، مثلاً، من بطش تركيا أو حفظ أمن الدول الخليجية من إيران 'الإمبريالية' ( على حد وصف البعض ) ...و هنا فستعود دول ما يمكن تسميته بشرق المتوسط فتصبح مستعمرات أو محميات للأمريكيين و البريطانيين.

    أخيراً : دولة جنوب المتوسط المتحدة و شقيقتها دولة شرق المتوسط المتحدة ربما يكون من الصعب عليهما الإتحاد في دولة واحدة، على الأقل، بسبب اختلاف الإتحاد الأوروبي مع الولايات المتحدة و كل سينأى عندئذٍ بحليفه.... و يمكن لنا تفهم عدم استعداد أمريكا للتفريط في هذا الإرث الإستعماري و تسليمه مجاناً لأوروبا المتحدة بعد أن أفنت واشنطن شباب أبنائها في الحروب دفاعاً عنه و استهلكت مقدراتها الإقتصادية في اكتسابه و احتلاله و رعايته.

    و بالرغم من عدم اتحاد هاتين الدولتين القادمتين فإن هذا لن يمنع من وجود مثل المزايا التالية:
    1- القضاء على الأيديولوجيات المحلية المتصارعة فيما بينها و التي لم تزد أهلها إلا خساراً...'كالعروبية القومية & الخلافجية الإسلاموية'....و كذلك 'وحدة الزاحفين سباحة نحو أوروبا ' و المسماة ظلماً بالوحدة الأفريقية...أو مجلس 'حلف شيوخ العشائر العربية' المسمى مجازاً بمجلس التعاون الخليجي.

    2- كذلك ستقل أهمية الدويلات المصطنعة الحالية ( التي أسست في حقبة الحداثة و قد ) فشلت في تحقيق أقل قدر ممكن من حقوق الإنسان بل و تحولت لميراث عائلي للزعيم و زوجته و أبنائه و سفهاء عشيرته و محسوبيه من سارقي المال العام...

    فلقد فرقت هذه الدويلات شمل الناس و أضرت بالسياسة و الأخلاق على حد سواء... حتى صارت أوثاناً تعبد و عندما ضحّى الناس ُ بشتى انتماءاتهم ، من دينية و عرقية و اثنية ، من أجل قيام دولة عصرية ازدادت الدولة رجعية فلم تضمن لهم أقل قدر من الحياة الإنسانية الكريمة فخسروا بسببها الحداثة و أضاعوا تراثهم الإنساني الجميل.

    أما الآن و في دولة شرق المتوسط ( الواعدة) ...سوف يحصل الأكراد على ما يشبه الوحدة الإثنية ( و ليست دولة بالضرورة) و التي ستجمع بين البشر في أقاليمهم في تركيا و إيران و العراق دون الحاجة لدولة...و ما قيمة الدولة إذا تم تحقيق نفس الهدف الذي تتشكل من أجله الدول؟

    و كذلك في دولة جنوب المتوسط المتحدة الآخذة اليوم في النشوء ...سيصبح الفلسطينيون ( من مسيحيين و مسلمين و يهود) كلهم في دولة واحدة ...بدلا من حل الدولتين المشئوم الذي جر الكوارث جراً على رؤوس الإسرائيليين و الفلسطينين...لإشباع نهم القوميين من الطرفين...

    أيها السادة و السيدات من الزملاء و الزميلات....،

    كان هذا مجرد سيناريو اجتهادي ناجم من قراءة شخصية مستقبلية لما قد يكون ...و على ضوء الإيقاع الحالي للسياستين الأوروبية و الأمريكية تجاه بلداننا المنقسمة بين جائعة و متخمة ، معتدلة و ممانعة، طوقية و طرفية، جمهورية و ملكية، و قد يقول البعض: كلنا في الهم شرق في نهاية المطاف.
    و عذراً على الإطالة .

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.83

    افتراضي

    على المفكر والمثقف ... أن يسبق جمهوره ... لا أن يهرول خلفهم.

    نريد من مفكرينا تحليلاً كهذا ... لمثل هذا الحدث .

    \

    أشكرك أخي

    ولي عودة للحوار ...
    الإنسان : موقف

المواضيع المتشابهه

  1. أحد عشر sms والهمس والمطر
    بواسطة مروان الطيب بشيري في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 26-06-2016, 01:38 AM
  2. Sms رسالة لزوجتي عبر الهاتف
    بواسطة الطنطاوي الحسيني في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 04-06-2010, 04:50 PM
  3. Sms
    بواسطة عصام بدير حسن في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 28-12-2009, 01:06 AM
  4. رسالة Sms إلى شهرزاد
    بواسطة محمد نديم في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 24-02-2007, 06:33 AM
  5. واقع الامة شرق المتوسط ... رسالة المستضعفين للامة .
    بواسطة ابو نعيم في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 27-11-2004, 12:10 PM