كلي يشتاق إليك
كلي يشتاق إليك فكيف لبعضي أن يصبر بعضي ؟!
أيا خُطَى الرحيل عودي بي القهقرى ، أعيديني إلى بوابات الإياب أطرقها ، ألج أروقة الحنين ، أنادي ؛ أيها الزمن المارق فوق جرحي خفف الوطء ، ففي حناياي قلب استبيحت خفقاته ، وبات سبيَّ نظرة أسرته ، فسامته الحب ألوانا ..
أعيدني لتلكم العينين ألقي على مرافئها أشرعتي ، أمد سارية الهوى جسرا ما بين شطآن الشوق والتمني ، وأحرق كل مراكب الرحيل ..
أعيديني لجنة هبطت منها دون معصية ، أتفيأ أيكها ، أقطف دانيات ثمارالحب ناضجة لذيذة حلو مذاقها ، أرتوي من ينابيع شهدها كؤوس الطلا ..
أعيديني لمن ذابت الشفاه على حروف اسمه لهفا ، فسالت حلاوة بنداء تَمَوْسَق غنجا طروبا في أذني ، فارتجف الهدب بنشوة خدر يسري في دمي ، تصطبغ به الوجنتان بلون الورد ألقا ..
اعيديني للحظة اللقيا ، لامتداد ذراعين تنطوي تضمني ، أوقفي الزمن ، فقد وعدني القمر أن يرسل لي من النجوم أساور وخلخالا ، و أن يبقى حارس ليلتي ، يصنع لي عقدا من الفل يزين الجيد وهامتي ، ويجمع الأقمار تزفني لرفيق لحظتي ..
أعيديني فما للصبر عليّ أمر ، ولا للشوق نهي ، ولا للقهر سلطان ..