خاطرة
أتسمع قصتي ..
قصة النور والظلام .. قصة الصمت والصمت ..
كان ذلك الضوء الجميل الذي يبعثه القنديل .. ونحن نجتمع حوله كل يوم .. كان يمنحنا إحساساً بالهدوء والأمان والأمل ، ولربما كنا نجتمع حوله فحسب ، دون أن ننبس بأية كلمة ، لان الصمت وقد ارتاح اللسان إليه يكون أحياناً أقوى من الكلام ..
الصمت ! أتعلم .. الإنسان يشعر بالقوة عندما يكون صامتاً .. وأحياناً أخرى يشعر بالخوف والجبن عندما يكون صامتاً أيضاً ؟
ولكن شتان بين الصمتين ..
وفي ليلة حالكة الظلام وفي غياب النجوم والقمر وحضور السواد ، استغلت ريح قادمة من المجهول هدوءنا وأماننا ، وبدأت تهجم علينا مكشرة عن أنيابها ، تريد الفتك بنا وتحويلنا إلى أشلاء ممزقة ..
مع الأسف .. هذا ما حصل ..
تمزق الشمل وتفرقت الجماعة وانطفأ القنديل وذهب ضوءه ..
ومنذ تلك الليلة لم نجتمع أبداً ، وبالتالي لم نستطع أن نضيء ذلك القنديل الذي كان يسمر جلساتنا ، ولم نسمع بعدها ألحان الصمت والهدوء العذبة ، وأصبح كل شيء ها هنا ضجيجاً وصياحاً وعويلاً ..
وظل ذلك القنديل كما هو ، لا ضوء له ، ولم يمد أحد يده ليضيئه ..
فبرأيكم ماذا نفعل ؟
هل ننتظر أحداً لكي يضيء لنا القنديل ثانية أم يجب أن نضيئه نحن ؟