مع سَيِّدي "عثمان" قد أبرمت عهدي
يوسف أحمد
وحدي أطلّ على الأسى
من قُبّة المعراج وحدي
وحدي أكفّنُ بسمتي
بالدمع من مهدي للحدي
وحدي يُغلِّق إخوتي
بابَ الرجاء بوجهِ وعدي
أنا كلّما ضَمّدتُ جر
حي ينكأ الإخوان سَعدي
فإذا ابتسمتُ تقدموا
كي يطفئوا أنفاسَ وَردي
وإذا بكيتُ تأخروا
كي تجرحَ الدمعاتُ خدّي
لملمتُ أعضائي التي
نُفِيَتْ إلى سهل ونجد
وزرعتُها في القدس زيتا
وانتضيتُ ثباتَ جَدّي
وعزمتُ أن أسعى لِفَجْـ
ري فانكفأتُ لليل سُهدي
ومشيتُ تُثقلني قيودي
في دجى الرعبِ الأشدّ
جفّت ضروعُ الأمنيا
تِ وثَلَّمَ التمييزُ حَدّي
ففتيلُ أحلامِ الهوى
قد أطفأتْهُ رياحُ جندي
وأخي الذي أمّلْتُه
وذخرْتُه سيفا بغمدي
وَحَمَلْتُهُ في أضلعي
وعددتُه حسّا بجلدي
وحسبتُه عند الرزايا الـ
عاصفاتِ السودِ مَدّي
أهدى إليّ دمَ ابنتي
برصاصةِ الحقدِ الألدّ
وأتى على بيتي الذي
شيّدتُه بنزيف جهدي
قصفَتْهُ كفاه اللتا
ن حَماهما بالأمس زَنْدي
وغدا يُفخِّخُ ما تبقّى
من وفاءِ الحبّ عندي
وَيُتِلُّ طفليَ للجبيـ
نِ بخنجر الموتِ المُعَدّ
أنا يا حبيبةُ مثقلٌ
بالهمّ مذْ أخلصتُ وُدّي
وحفظتُ نصَّ " إذا التقى"
ورأيتُ فيه فُراتَ وِردي
قولي لهم : قفصٌ هنا
فلم الصراعُ ... لم التحدّي ؟
كلَُ الذي تبغونَ مِنْ
أرضِ الرباط بحجْمِ قيد
وسلي القيادات التي
فُتِنَتْ بتلفازٍ وحشد
من أصدر الفتوى بقتـ
ل المؤمنين بشر حقد
من جرّع الأطفال أسـ
لحة الدمار لسحق مجدي
وأشاحَ عن دربِ الهدى
من أجل كرسيٍّ ونقد
أنا - يا حبيبة، إن سُئلـ
تِ -على صراط الحقّ وحدي
لن يسلبوا مني الإرا
دة لن أبايعَ غيرَ رشدي
سأصونُ دمعةَ إخوتي
من أن تفرّ لغير خدّي
قولي لهم :كَفّي الـ
نظيــفةُ لن ألوثها بردّ
حتى وإن بسطوا إليـ
ـي يدَ التناحر والتردي
مع سيدي "عثمان" بالـ
أيـمان قد أبرمت عهدي
----------------------
" إذا التقى": إشارة إلى حديث المصطفى عليه السلام كما أخرجه الإمام البخاري والإمام مسلم وغيرهما ": إِذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِى النَّارِ"
- سيدي عثمان: هو ذو النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه، فقد كان استشهاده درسا للأمة على تاريخها، فقد رفض أن يراق بسببه دم مسلم، فمنع الصحابة من الدفاع عنه ضد القتلة من الثوار الذين حاصروه.