|
هَـرِمتْ سـنوني و الذُّنُوبُ تَعُـدُّني |
|
|
فأفُـوقُ كُلَّ الـعَـدِّ و الإحْـصَـاءِ |
كـمْ ذا أَرُومُ لها امِّـحاءً مُجْهـِزاً |
|
|
فَـتَـغِـيرُ فَـوقي غَـارَةَ الأعْـدَاءِ |
وَتَـصُـولُ فِي تِلْكَ الربُوعِ بِنَشْوَةٍ |
|
|
وخُـيولُها رَكَـضَـتْ على بَـيْـدَائي |
مَـزْهُـوَةً بالـنَّـصْـر في مَيْدانها |
|
|
مَـنْ ذَا يُـطِيقُ تَبَـخْـتُرَ الخُيَـلاءِ |
أوْ مَنْ يُـحَـوِّلُ نَصْرها عَنْ مَجْـدِهِ |
|
|
فـتذوقُ مُـرَّ كُـؤوسِـها الـنَّكْرَاءِ |
قَـدْ غَـرَّهـا نَصْـرٌ بِِغَافِلَةِ الرَّؤَى |
|
|
وَلَـسَـوفَ تُرْدَى مِنْ شَدِيدِ إِبـائي |
ولَـقَـدْ كَرِهْتُ تَـشَوُّهُ الصُّبْحِ النَّدِي |
|
|
لَـنْ أَرْتَـضِي ذُلاً عَـلَى إِمْـسـائِي |
ومَضَى الشَّـبـابُ مُكَـرَّماً بِـرُوَائهِ |
|
|
أَيَـسُوغُ و الشَّـيْبُ الجَمِيلُ بَهَـائي |
لا لَنْ أُدَنِّسَ شَيْـبَـتي في لَـهْـوِها |
|
|
إكْـرامُـها حَـقٌ على الـنُّـبَـلاءِ |
أَمِـنَ الـشَّـجَاعة أن أعِيشَ مُكَـبَّلاً |
|
|
والغُـلُّ يُمْعِنُ في انْـتِقَاصِ بِـنَائي |
أَمِـنَ الـكَـرَامَةِ أن أبِـيـعَ بَرَاءَتِي |
|
|
مَنْ ذَا يَـبِـيعُ الـنُّـورَ بِالظَّـلْماءِ |
مَنْ ذَا يُـقَايِضُ ذَا الجَـمِيلَ بِشُـؤْمها |
|
|
بِئْسَ الـبَـدِيلُ وَما احْـتَوى مِنْ دَاءِ |
أَخَـذَتْ حُصُونِي وَاسْتَباحَتْ مَحْرَمِي |
|
|
وبَـقِـيتُ أشْـكُو الأسْـرَ بِالأَهْـوَاءِ |
نارٌ تلـظت في حـنايا مُـهْـجَـتي |
|
|
وتَـفَـرَّقَـتْ هَـمـاً على أَعْـضَائي |
وبَنَـتْ لَـها بَيـنَ الحَنايا مَسْكِـنا |
|
|
كالـبُـومِ حِـينَ يُـطِـلُّ بالأجْـواءُِ |
رَبَـواتِـيَ الغَـرَّاءُ صَارَتْ مُلْـكَها |
|
|
أُفٍ لَـهَـا مِـنْ جَـارةٍ رَعْـنَـاءِ |
زَرَعَتْ سُمُومَ الغَدْرِ فِي جَـنَـبَاتِـها |
|
|
وَتَـرَاقَـصَـتْ كالحيَّـةِ الرَّقْـطَـاءِ |
فَـنَمَتْ زُرُوعٌ لا يَـسُـرُ نَـمَاؤُها |
|
|
لا مَـرْحَـباً بِـزُرُوعِـها الصَّـفْراءِ |
وَ اعْشَوْشَـبَتْ فَرَبِيعُهَا مُسْـتَـبْشِرٌ |
|
|
بِخَـريفِيَ المَسْـحُوقِ في إِغْـضَائي |
نَـارٌ وقَـدْ كَـلَحَ الزَمانُ بِوجْهِـهَا |
|
|
إذ يَـرْتَـدِي مِنْها قَـمِـيء رِدَاءِ |
ولَـقَـدْ أقَـامَتْ في الدِّيَارِ كَـمَالِكٍ |
|
|
مُـسْـتَخْرِبٍ وَيْحي من الـدُّخـلاءِ |
ولهـا الخِـيَانةُ مِنْ رِغَابِي مَرْكَـبٌ |
|
|
خَـبُـرَتْ بِهَا كُـنْـهَ البَعِـيِدِ النَّائي |
حتى اسْـتَـباحَتْ كُلَ حِصْنٍ آَمِـنٍ |
|
|
فَـمَحَـت جَـمِـيلَ مُـشَيِّـدٍ بَنَّـاءِ |
تَـعِـبَتْ خُـيولي مِنْ مُلاحَقَةِ العِدَا |
|
|
كَـراً و فَـراً خَـشْـيَـةَ الأنْـواءِ |
وتَـكَسَّرَتْ كُلُّ النِّصَالِ بأضْـلُـعي |
|
|
فَـلَبِسْـتُ دِرْعاً مِنْ صَمِـيمِ الـدَّاء |
وَوَقَـفْـتُ في المَيْدانِ أرجو ناصرا |
|
|
فَـتَـخَاذَلَتْ عَـنْ نُصْـرَتي أَنْـحَائي |
إذْ أنَّـهَا بِيـعَـتْ بِأبْخَـسِ سِعْرها |
|
|
و تَـسَاقَـطَـتْ لِـتَـزِيدَ مِنْ لأوائي |
يَاوَيْحَ نَـفْسي والـمَعَاقِـلُ قَد بَكَتْ |
|
|
عَـقْلاً حَـصِـيـفاً مَـالَ بِالإغْـواءِ |
لَـكِـنَّـنِي رَغْـمَ الجِرَاحِ فَعَزْمَتي |
|
|
وَقَّـادَةٌ تَــدْعُـو بِـألْـفِ نِـدَاءِ |
ولَسَوْفَ يَعْلُو النَّصْرُ في داجي الدُّنا |
|
|
وسَـنَحْـتَفي بِزُرُوعِـنا الخَـضْـراءِ |