أحدث المشاركات
صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 23

الموضوع: تمتمات ..

  1. #1
    الصورة الرمزية مجذوب العيد المشراوي شاعر
    تاريخ التسجيل : Oct 2004
    المشاركات : 4,730
    المواضيع : 234
    الردود : 4730
    المعدل اليومي : 0.67

    افتراضي تمتمات ..

    لون ٌ .. وأنت َ هناك َ تَبْدَأ ُ ماطِرَا
    زهْر ٌ .. رحيقُكَ قامَ يَنْسُجُ ساحِرَا
    فلْتَحْتَرفْ لغَةَ الوَلِيد ِِ .. بَهِيَّة ٌ
    فَشَذَا التَّمَائِمِ لا يُحِبُّك َ فاتِرَا
    أدْرَكْت ُ كيْفَ الماء يَسْمَعُ بعضهُ
    عندَ المسِيرِ وكيفَ يَنْزل ُ ذاكِرَا
    ما تَرْسُم ُ الألوان َ غيرُ طلاقَة ٍ
    تَنْتَابُنِي مثل َ اليَمَام ِ مُسافِرَا
    أمْتَصّ ُ أبْخِرَة َ الحُروفِ مُحَاوِلا ً
    أن ْ أسْتَعِيد َ إلى المَشَاعِر ِ شاعِرَا
    لنْ أَسْتَريحَ بليْل ِ أي ِّ قصيدَة ٍ
    ملْعُونَة ٍ تَرْضَى جَبِينِي فاجِرَا
    أَتَرَصَّدُ الوَجَعَ الرَّزين َ ، أ ُعِينُهُ
    حتّى أ ُضِيف َ إلى الجَمَال ِ جَواهِرَا
    جُمَلِي مَشَت ْ تَبِعَت ْ خُطَاي َ أَظنُّنِي
    أَمْشِي إليَّ ، أ ُقِيم ُ حوْلِي ساتِرَا
    جهْدِي أ ُحَاوِل ُ أن ْ أخِيط َ بلاغَة ً
    بِحَريرِ خَفْقٍ يَبْتَغِينِي فَاخرَا
    صَيَّرْت ُ كل َّ بلاهَة ٍ عَبَثَتْ بهِ
    بَوْحِي خَريفًا ظل َّ إِثْرِي نَاثِرَا
    عِنْدِي نِهَايَات الحَنِين ، تَقُودُنِي
    نَحْوَ السَّرَابِ فَهَلْ أ ُجَنِّدُ حاضِرَا
    كَيَّفْت ُ عُمْقَ نَقَاوَتِي فَلِمَ الهَوَى
    يَجْتَازُ بَحْرِي مَسْتَبِدًّا زاجِرَا
    مَرَّنْت ُ أسْئِلة َ الهُيَام ِ جَميعَهَا
    فَبَدَا عبيرُ العِشْقِ فَوْقِي زاخِرَ ا
    سَتَعُود ُ قَوْسِي مِنْ جَدِيد ٍ حُرَّة ً
    فَسِهَام ُ هذا الشِّعْر ِ تُرْبِك ُ سَاخِرَا

  2. #2
    الصورة الرمزية عبد الصمد الحكمي شاعر
    تاريخ التسجيل : Nov 2005
    المشاركات : 527
    المواضيع : 19
    الردود : 527
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي


    غرِّدْ غرّدْ
    هيه هيه
    زدني زدني
    هذا هو الشعر
    ألمْ أسمّكَ ذات شُحِّ معرفة مجذوب الجذاب
    \
    أطربتني ولن أقول شكرا واحدة
    بل شكرا ملايين

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3

  4. #4

  5. #5
    الصورة الرمزية مجذوب العيد المشراوي شاعر
    تاريخ التسجيل : Oct 2004
    المشاركات : 4,730
    المواضيع : 234
    الردود : 4730
    المعدل اليومي : 0.67

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الصمد الحكمي مشاهدة المشاركة

    غرِّدْ غرّدْ
    هيه هيه
    زدني زدني
    هذا هو الشعر
    ألمْ أسمّكَ ذات شُحِّ معرفة مجذوب الجذاب
    \
    أطربتني ولن أقول شكرا واحدة
    بل شكرا ملايين
    شكرا أيها الأنيق عبد الصمد ...

    أراني لا أحسن الفهم هذه الأيام صدقني هههههههههه

  6. #6
    الصورة الرمزية حازم محمد البحيصي شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    الدولة : فلسطين / قطاع غزة
    المشاركات : 4,680
    المواضيع : 119
    الردود : 4680
    المعدل اليومي : 0.75

    افتراضي

    الحبيب مجذوب المشرواي
    لتمتماتك همس خاص ولكلماتك طابع مميز
    جميلة هى تمتمة القصيدة
    تحيتى لك
    ولطيب حرفك

  7. #7
    الصورة الرمزية محمد الأمين سعيدي شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    المشاركات : 1,981
    المواضيع : 138
    الردود : 1981
    المعدل اليومي : 0.30

    افتراضي تجليات البوح الشعري/قراءة أسلوبية في قصيدة "تمتمات"

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مجذوب العيد المشراوي مشاهدة المشاركة
    لون ٌ .. وأنت َ هناك َ تَبْدَأ ُ ماطِرَا
    زهْر ٌ .. رحيقُكَ قامَ يَنْسُجُ ساحِرَا
    فلْتَحْتَرفْ لغَةَ الوَلِيد ِِ .. بَهِيَّة ٌ
    فَشَذَى التَّمَائِمِ لا يُحِبُّك َ فاتِرَا
    أدْرَكْت ُ كيْفَ الماء يَسْمَعُ بعضهُ
    عندَ المسِيرِ وكيفَ يَنْزل ُ ذاكِرَا
    ما تَرْسُم ُ الألوان َ غيرُ طلاقَة ٍ
    تَنْتَابُنِي مثل َ اليَمَام ِ مُسافِرَا
    أمْتَصّ ُ أبْخِرَة َ الحُروفِ مُحَاوِلا ً
    أن ْ أسْتَعِيد َ إلى المَشَاعِر ِ شاعِرَا
    لنْ أَسْتَريحَ بليْل ِ أي ِّ قصيدَة ٍ
    ملْعُونَة ٍ تَرْضَى جَبِينِي فاجِرَا
    أَتَرَصَّدُ الوَجَعَ الرَّزين َ ، أ ُعِينُهُ
    حتّى أ ُضِيف َ إلى الجَمَال ِ جَواهِرَا
    جُمَلِي مَشَت ْ تَبِعَت ْ خُطَاي َ أَظنُّنِي
    أَمْشِي إليَّ ، أ ُقِيم ُ حوْلِي ساتِرَا
    جهْدِي أ ُحَاوِل ُ أن ْ أخِيط َ بلاغَة ً
    بِحَريرِ خَفْقٍ يَبْتَغِينِي فَاخرَا
    صَيَّرْت ُ كل َّ بلاهَة ٍ عَبَثَتْ بهِ
    بَوْحِي خَريفًا ظل َّ إِثْرِي نَاثِرَا
    عِنْدِي نِهَايَات الحَنِين ، تَقُودُنِي
    نَحْوَ السَّرَابِ فَهَلْ أ ُجَنِّدُ حاضِرَا
    كَيَّفْت ُ عُمْقَ نَقَاوَتِي فَلِمَ الهَوَى
    يَجْتَازُ بَحْرِي مَسْتَبِدًّا زاجِرَا
    مَرَّنْت ُ أسْئِلة َ الهُيَام ِ جَميعَهَا
    فَبَدَا عبيرُ العِشْقِ فَوْقِي زاخِرَ ا
    سَتَعُود ُ قَوْسِي مِنْ جَدِيد ٍ حُرَّة ً
    فَسِهَام ُ هذا الشِّعْر ِ تُرْبِك ُ سَاخِرَا
    إنّ أوّل طريق إلى النص الأدبيّ عامة ، والنص الشعريّ على وجه الخصوص هو عنوانه،الذي يُعتبر الناطق باسمه، والواجهة التي تظهره وتدلّ عليه،وأول ما تعانقه عين القارئ حين تشرع في قراءة نص معيّن.
    ولهذا لم يكن العنوان" مجرّد حلية تزيينية يرصّع بها أعلى النص، بل هو أفق من التعبير واكتناه الدلالة وتساوق تكويني مع النص ومنجزه القيمي والجمالي."(1)
    ومعنى هذا الكلام :أن العنوان يُمثل انسجاما فنيا وإبداعيا بينه وبين مضمون النص الدلاليّ وقيمته الجمالية،ومن ثمّ نستطيع الحكم على مدى انسجام النص مع بنيتة الدلالية .
    وقصيدة "تمتمات" للمجذوب العيد المشراوي تغري قارئها بأكثر من مدخل ،وتستميله من أكثر من ناحية، ولذلك ستكون قرائتي لها قراءة أسلوبية مع الانفتاح على مداخل أخرى نفسية واجتماعية وسياقية.
    وهذا "ما يبعد القراءة الأسلوبية الشعرية عن سجن النص،ويسير بها نحو تناغم الأصوات المعرفية،لإعادة إنتاج النص والإتسام بتنوّعه وتحوّلاته"(2)
    فكلمة "تمتمات"التي اختارها الشاعر لتكون عنوانا لقصيدته ، والتي اشتقت من الفعل تمتم يتمتم،بمعنى تكلم بصوت يكاد يكون غير مسموع،توحي لنا أنّ النص ما هو إلا مجرّد إفضاءات واعترافات،كما لا يجب إغفال ما يحمله العنوان كذلك من نزعة صوفية طالما رأيناها لذا الشعراء عبر العصور المختلفة قديما وحديثا،فهي ـ أي التمتة ـ تحمل صفة الأذكار التي غالبا ما لا يجهر بها صاحبها بل تكون بينه وبين خالقة،لكن من يكون بالقرب منه يسمع هسيسها.
    غير أنّ هذه التمتمات الخافتة تأخذ بعدا معاكسا لدلالتها داخل النص،فكأن هناك انحرافا معنويا بين دلالة العنوان وما يُعبر عنه عالم القصيدة.
    إذ يبدأ الشاعر خافتا متمتما، لكنه سرعان ما ينطلق لسانه في محاججة طويلة ،واعترافات كثيرة تحمل كمّا هائلا من التمرّد و السخط وإن كانا يظهران بمظهر رقيق هادئ،مما يُشير إلى التضاد الموجود بين صخب المعنى وهدوء العبارة،وهذا أسلوب ليس من السهل بلوغه، فهو يدلّ على مدى قدرة الشاعر على اللغة،وتمكنه من ناصيتها، ووعيه التام بأدوات الكتابة التي يمتلكها،فهو يُسخرها تسخيرا كاملا لخدمة ما يريد هو أن يقوله لا ما تسوقه إليه اللغة و الموسيقى.
    إن كل هذه الإفضاءات ، التي لا تتعدّى أن تكون تصفية لحساب الذات مع ذاتها،تحيلنا إلى أحد مفهومات الشعر، التي ترى أنه ـ أي الشعر ـ وليد صاحبه ومرآة عاكسة لأفكاره ونفسيته،ومن ذلك رأى أدونيس أن كل شعر هو امتداد لصاحبه،فكما قال:"ذلك هو وجوده وقد صيغ شعرا".(3)
    وعليه نحن لا نريد أن نشرع في تحليل نفسية الكاتب،ولكنّ عملنا هذا وإن كان اهتمامه بالجانب الجمالي الصرف في النص،إلا أننا أثناء هذه العملية ستتضح لنا جليّا نفس الشاعر على الأقل في حالته هذه التي كان فيها وقت كتابة القصيدة.
    يبدأ الشاعر قصيدته بمخاطبة ضمير مخاطَب مذكّر، يصفه بالمطر والعبق ،فهو في منظوره كالسحابة "ماطرا"لكنه بعيد عنه أو هذا ما يريد الشاعر أن يوهمنا به وذلك باستعماله كلمة "هناك"الدالة على بعد المكان،ثم إنّ كلمة "لون" التي تصدّرت النص ليست من قبيل الحشو اللغوي الذي يفرضه العروض،بل هي صانعة للوحة فنية رائعة داخل النص،تركها الشاعر لخيال القارئ لكي يركب بين عناصرها،فانعكاس أشعة الشمس عبر زخّات المطر يولّد لنا كوكبة من ألوان الطيف ، أو ما يُسمى بـ"قوس قزح"،ثم إنّ هذا المخاطب فوّاح بعبق رحيقه الذي قام ينسج ساحرا، ،وهنا تتركب الإستعارة بطريقة عجيبة وجميلة، تُظهـِر لنا العلاقة الجوهرية بين المطر و الرحيق فكأن هذا المخاطَب سقى زهره بمطره وزيّن سماءه بألوانه.
    يقول الشاعر:
    لون..وأنت هناك تبدأ ماطرا زهر..رحيقك قام ينسج ساحرا

    ثمّ يُباغتنا الشاعر بفعل الأمر في البيت الثاني،بعدما افتتح القصيدة باسمين(لون/زهر)وبفعليْ مضارعة(تبدأ/ينسج)،طالبا من المخاطب أن يحترف لغة الوليد البهية،ثمّ ماهذه اللغة التي يريدها الشاعر؟لا ريب أنها اللغة البريئة التي لم تتلطّخ بالتنظيرات الكثيرة والمفاهيم المتعدّدة، إنها اللغة الأصيلة البهيّة ،التي تتجمّع في قلب الشعر قبل أن تنسكب في قلب الشاعر،ثمّ يذكرُ الشاعر "شذى التمائم" وهذا ما يرجعنا إلى عجز البيت الأول"قام ينسج ساحرا"فعلاقة الشذى بالتممائم هي هي علاقة الرحيق بالسحر ، غير أنّ إيرادها هنا ليس من باب التكرار العقيم، بل من باب التأكيد و التذكير، وكأن الشاعر يُحضرنا لمفاجأة كبيرة.وهي الإنقلاب الأسلوبيّ أو الإنحراف الذي لمس العبارة والمعنى،فقد انتقل الشاعر من مخاطبته لضمير المخاطب،إلى تحدثه بلسان الحاضر ،وهنا تبرز صورة الأنا صاخبة مدوية،مبتدءة ثورتها بفعل ماض"أدركت" وهنا يتضح لنا أنّ المخاطب في البيت الأوّل ما هو إلاّ الشاعر نفسه.
    ثم لا نلبث أن تعاودنا صورة الالوان و المطر على لسان الشاعر في البيت الثالث،وهذا ما يؤكّد لنا أنه هو المخاطب الحاضر الذي عرفناه في بداية النص،إذ يقول الشاعر:
    أدركتُ كيف الماء يسمع بعضه عند المسير وكيف ينزل ذاكرا
    ما ترسم الألـوان غير طلاقة تنتابني مثـل اليمـام مسافرا

    وهنا تظهر جلية صورة البيت الأوّل"لون..وأنت هناك تبدأ ماطرا" لكن هذه المرّة يُعطي الشاعر صفة اخرى للمطر وللألوان،فهو أي المطر" ينزل ذاكرا"و"الماء يسمع بعضه"ويُعطي صفة جديدة للالوان فهي ترسم طلاقة تنتاب الشاعر مسافرا مثل اليمام ..
    من هنا نفهم أنّ عناصر:الماء/ المطر / الألوان /العبق،ما هي إلا ماء الشعر ونظارته وأريجه،وما يُؤكّد هذا هو قول الشاعر في البيت الرابع:
    أمتص أبخرة الحروف محاولا أن استعيد إلى المشاعر شاعرا

    فكأن كل هذه العناصر السابقة :الذكر /الفهم/اللون/ السفر/التمائم/الشذى/المطر،ماهي إلا وسائل يُحاول الشاعر من خلالها أن يستعيد شاعرا إلى المشاعر،أو بتعبير أدق أن يعيد نفسه إلى مشاعره.
    ثمّ لا نلبث كثيرا حتى نرى توجّه الشاعر يبدو لنا جليا واضحا، وذلك من خلال خلفيته الفكرية التي تأبى أن تركن إلى أيّ قصيدة ترضى الإفساد و الفجور،ومن هنا يبدو أن الشاعر قد اختار طريقه الشعريّ الذي ينأى عن البغي ويبتعد عن الضلال.
    يقول الشاعر:
    لن أستريح بليل أيّ قصيدة ملعونة ترضى جبيني فاجرا

    ثمّ ينطلق الشاعر متغنيا بالنهج السليم الذي سلكه ،وهو نهج الجمال الطاهر العفيف،الذي يسعى إلى البناء و التعمير ،لا إلى التخريب و التدمير،يقول الشاعر:
    أترصّد الوجع الرزين،أعينُهُ حتى أضيف إلى الجمال جواهرا
    جملي مشت تبعت خطايَ أظنني أمشي إليّ أقيم حولي ساترا
    جهدي أحاول أن أخيط بلاغة بحرير خفق يبتغيني فاخرا

    وانطلاقا من هذه الأبيات يرفع الشاعر تحديّا في وجه كل من يُشكّك في شعريته أو في قدرته على صناعة الجواهر،فهو يؤكّد اتصاله الوثيق بشعره وذوابانه فيه،فجمله التي تبعت خطاه لا يلبث أن يقلبها بانحراف أسلوبيّ بديع إلى ذاته ،ومن ثم يُصبح كذلك يتبع خطاه،فكأنه هنا يُجسّد نظرية الحلول المعروفة عند بعض المتصوفة ، لكن بينه و بين شعره ، بينه و بين بلاغته التي يخيطها بخيوط قلبه الذي يريده دائما "فاخرا" ممتازا.
    فهو يُراهن على قدرة أحاسيسه ومشاعره التي استطاعت أن تصيّر كل بلاهة أو بالأحرى كل أبله يعبث ببوح الشاعر إلى "خريف" ينثر أوراقه المتساقطة خلف الشاعر الذي يتجاوزه غير آبه به، يقول الشاعر:
    صيّرت كلّ بلاهة عبثت به بوحي خريفا ظل إثري ناثرا

    وهنا يجب أن لا نغفل الإنحراف اللتركيبيّ في "عبثت به بوحي" فتقدير الجملة :عبثت ببوحي، لكنّ شاعرنا لا يسمح بمثل هذا الأمر ففصل بين العبث و بوحه بالضمير المتصل بالباء والذي يدلّ على غياب البوح حين العبث على الرغم من وجوده في عجز البيت وهذا من الإيحاءات الجميلة في هذه القصيدة.
    ثمّ بعد هذا ينتقل الشاعر إلى عملية تصفية لأفكاره و أفعاله، متوّجا إيّاها بتساؤلات دقيقة متعلقة بمصير الشاعر مثل:"هل أجنّد حاضرا ؟"و"لم الهوى يجتاز بحري مستبدّا زاجرا ؟"ثمّ يُحاول أن يخرج من هذه الشكوك التي تكاد تخنقه ،وذلك من خلال البيتين الأخيرين، إذا يؤكّد على جدوى الشعر في ردّ سخرية الساخرين و حسد الحسّاد ، فهو التميمة الواقية من كلّ الأوجاع ، يقول الشاعر:
    مرّنت أسئلة الهيام جميعها فبدا عبير العشق فوقي زاخرا
    ستعود قوسي من جديد حرّةً فسهام هذا الشعر تربك ساخرا

    خاتمة:
    أخيرا توصلنا القصيدة إلى أنّ هناك سمات أسلوبية لدى الشاعر ، تمكنه من صياغة أفكاره،وبناء منظوراته ، بسلاسة ، بعيدة عن الصناعة المكروهة ، والعفوية المترهّلة،فهو يمتلك "لغة الوليد" البهيّة البعيدة كل البعد عن التصنّع الذي يُؤدّي في أحايين كثيرة إلى خنق القصيدة تضييق أنفاسها.
    كما أنه استطاع أن يثبت أنّ القصيدة العمودية قادرة على تمثل روح العصر واقتراح الجديد من خلال أساليب مبتكرة ، وصور خلاقة جميلة،ومن خلال قدرتها على بناء النص لبنة لبنة، مما يُحقق الوحدة العضوية و المعنوية ويُعزّز من حصانه النص من الإنفلات.
    ثمّ إن اللغة الشعرية عند المجذوب العيد المشراوي في هذا النص ، متجددة و غير متكررة وهذا ما يجعل من النص جوهرة فريدة تضاف إلى رصيد هذا الشاعر الجميل.
    الهوامش:
    (1)د.علي حدّاد،عشبة آزال ـ قراءات في الشعر اليمني المعاصرـ،منشورات اتحاد الكتاب العرب دمشق 2002،ص112.
    (2)د. بشرى موسى صالح،نظرية التلقي أصول وتطبيقات،المركز الثقافي العربي،الطبعة الأولى 2001،ص141.
    (3)د.فاتح علاّق، مفهوم الشعر عن روّاد الشعر الحر،منشورات اتحاد الكتاب العرب دمشق2005 ،ص94.

  8. #8
    الصورة الرمزية مجذوب العيد المشراوي شاعر
    تاريخ التسجيل : Oct 2004
    المشاركات : 4,730
    المواضيع : 234
    الردود : 4730
    المعدل اليومي : 0.67

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شاكر دمَّاج مشاهدة المشاركة
    الله الله
    تمتماتٌ تامّة
    تمّ لك البِرّ
    يا شاكر كما تم لك الإحسان ... شكرا

  9. #9
    الصورة الرمزية زاهية شاعرة
    تاريخ التسجيل : May 2004
    المشاركات : 10,345
    المواضيع : 575
    الردود : 10345
    المعدل اليومي : 1.43

    افتراضي

    الله الله ماهذه الشياكة!

    شعر ساحر أخي المكرم مجذوب

    وقراءة رائعة لأخينا محمد الأمين،

    بارك الله بك ورعاك

    أختك

    بنت البحر
    حسبي اللهُ ونعم الوكيل

  10. #10
    الصورة الرمزية مجذوب العيد المشراوي شاعر
    تاريخ التسجيل : Oct 2004
    المشاركات : 4,730
    المواضيع : 234
    الردود : 4730
    المعدل اليومي : 0.67

    افتراضي

    وجهة نظر شعرية
    تلميذي الأنيق محمد الأمين السعيدي :
    قرأت ما كتبت فتبسمت لأمر واحد هو أن النقد أمام النص الجميل ينمق ذاته لينتصر عليه وأمام النص الهلكان يتحزم بكل الخناجر ليقطعه تقطيعا ..
    يا أمين صدقني أني لا أحب المدارس النقدية ولا أركن إليها وهيَ التي بنت معاييرها بأناس يرون هذا ولا يرون ذاك ..ثم سعت إلى النصوص لتعبث بها وفق محاججة تستجيب لمنطقها فقط ..
    كثيرا ما أقول أحسن بصيرة للشعر هي بصائر الناس في العموم لا بصائر النقاد المتخندقين وراء مدارس تشبه الشيوخ المحنطين بفتاويهم والمبرمجين للحكم على طول ..
    النص يا أمين لن يضيف إليه النقد في مجمله إلا عندما يكون متكسرا في بنيته في حدود ما يطلق عليه بنية وهو يتمسح بالنصوص الجيدة وكأن صاحبه يريد أن يؤكد أنه من شرحه للناس ليذوقوا من جمالياته ..
    ثم إن النقد أيضا يشارك في جرائم إبداعية فهو يزور الجمال في نصوص غريبة ويدعي أن من لم يدرك الأبعاد الجمالية لنص ما فهو متحجر ثقافيا أو كلاسيكي أو لا يملك ذوقا من أصله وهذا مما نعيشه في هذا القرن الغريب ..
    أعجب كثيرا عندما أشاهد شاعرا بلغ ما بلغ في الإعلام عموما وهو بنثر الشعر نثرا ويخاطب الناس بما لا يفهمون والأعجب أنهم يصفقون ..أليس هذا من فعل تزوير النقاد الذين نهضوا إلى مثل هذا وجعوله نبيا للشعر ؟
    المهزلة في عصرنا الحاضر اتسعت ليصبح الشعر نظرة لا تمانع على الأمة وهيَ الصحيحة في نظر الأكثرية وهذا أيضا من فعل النقاد ..
    ثم أصبح الشعر أيضا هو كل جملة على الإطلاق سواء موزونة أو غير موزونة وهذا من فعل النقاد أيضا .
    قرأت لكثيرين من شعراء عصرنا نثرا ونثرا موزونا لا شعر فيه بعين شعريتي على الأقل ثم قرأت ما كتب َ في ذلك فكان العجب سيد استنتاجاتي ..
    النقد الأقرب لنفسيتي هو ذاك الذي يقرأ صاحبه القصيدة ثم يقيس درجة حرارة استجابته معها أولا ثم يحاول فهم أشياء القصيدة في سياقها لا غير ويحاول اكتشاف منطق القصيدة الوجداني الكلي وما لم يشعر به حتى الشاعر نفسه من خفايا الدلالات التي كانت تنحره وهو لا يدري ..
    يا أمين أشكرك على ما قدمت َ من نقد لهذا النص من قلبي ولكن صدقني لست ُ ممن يبحث عن ميدالية نقدية حتى تصبح نصوصه في نظر القارئ مرصعة بالإطراءات ..
    أعرف الكثير ممن بحث عن نقد النقاد فصوروا له الأمر على أنه أمير الأمراء وأثنوا عليه حتى ظنّ نفسه ممن لا يجاريه أحد وفي الأخير بعدما طال عليه العمر وهرب عنه هؤلاء أدرك الحلم الأليم الذي عاشه ..
    ياأمين قصدت من نشر هذا النص وقد سبق لي التحدث إليك في أمر الجدية الشعرية التي طلبتها منك . وإذا بك توقع أنك فهمت َ قصدي جيدا من خلال هذه القراءة الأسلوبية له ..
    مجذوب العيد المشراوي
    11/08/2008

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. تمتمات اللحظة الراهنة في مصر
    بواسطة ممدوح سالم في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 23-02-2011, 03:54 PM
  2. تجليات البوح الشعري/قراءة أسلوبية في قصيدة "تمتمات"
    بواسطة محمد الأمين سعيدي في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 28-03-2009, 03:54 PM
  3. تمتماتٌ في أذن الزمان...
    بواسطة ربيع جرارعة في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 23-10-2008, 01:17 AM
  4. تمتمات سكران
    بواسطة زيد خالد علي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 26
    آخر مشاركة: 13-09-2007, 09:40 AM
  5. ...تمتمات قلبي قبل الرحيل...
    بواسطة بنت الموسوي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 07-04-2004, 06:15 AM