من الروضة الشريفة
هل للنبوة من أشبالها نسب
وهل لهم غيرة تلتاع أو غضب؟
وهل ينام على العدوان من عرفوا
بأنني لجميع المسلمين أب؟
وأين من يدّعي حبي أليس له
ما يمنح القبة الخضراء أو يهب؟
يا مسلمين-وللإسلام نخوته-
لا يوقد الثأر عنوان ولا لقب
لا قدس الله من شاهدت ضمائرهم
فما اشمأزوا ولا استاؤوا ولا اكتأبوا
الصامتون شياطين قد احتفلوا
بالشأني الابتر الملعون وانتسبوا
أنا محمد والأكوان تحمدني
فكيف ترضون لي إزراء من كذبوا
لكم محيّاي ميثاق وبسملة
لم تبلي طلعته الأيام والحقب
ذاتي أجل من التشويه فاغتبطوا
والوجه أسمى من التشويش فاقتربوا
هنا من الملأ الأعلى أطل عسى
أنفاسكم تتلظى والرؤى تثب
هما نداءان ملء الكون قد عبقا
ليوقظا أمتي:الإشفاق والعتب
هنا من الروضة العلياء أرسلها
إلى المحبين أشواقا لينتصبوا
فلتشرعوا الهامة الشماء سامقة
فليس مني من ارتابوا أو سحبوا
قلبي عليكم إليكم نظرتي ويدي
إلى الألى استوطنوا الإيمان فاغتربوا
إن الجراح التي فيكم أشد على
نفسي من السفه الغاوي الذي ارتكبوا
(إنا كفيناك) تكفيني إشارتها
و(إن شانئك) التكريم والحسب
(لسوف يعطيك) تشفيني بشارتها
(والله يعصمك)التبجيل والأرب
أعداؤكم لن ينالوا من حماي ولن
يصادر النور ما قالوا وما كتبوا
وإنما اختبروكم بي وما عرفوا
أنتم رماد لكي يذروه أم لهب
آن الإياب إلى حضني إلى حرمي
لعل ما أجرموه للهدى سبب
قد قلتها لابنتي الزهراء ذات ضحى
أني إلى الراحة الكبرى سأنقلب
لا كرب يوحش روحي بعدما عرجت
وفي حمى الله لا حزن ولا نصب
إن لم تغاروا-وقد أوليتكم ثقتي-
فإن لي غيرة الجبار يا عرب.