أحدث المشاركات

نسجل دخولنا بذكر الله والصلاة على رسول الله» بقلم عوض بديوي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في كتاب رؤية الله تعالى يوم القيامة» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» اتجاهات» بقلم بسباس عبدالرزاق » آخر مشاركة: بسباس عبدالرزاق »»»»» نظرات بمقال هل تعلم أن مكالمات الفيديو(السكايب) كانت موجودة قبل 1» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» افتكرني يا ابني» بقلم سيد يوسف مرسي » آخر مشاركة: سيد يوسف مرسي »»»»» جسور الأمل.» بقلم أسيل أحمد » آخر مشاركة: خالد أبو اسماعيل »»»»» أنا لن أحبك لأن الطريق مغلق» بقلم سيد يوسف مرسي » آخر مشاركة: سيد يوسف مرسي »»»»» دعاء لا يهاب ! _ أولى المشاكسات» بقلم أحمد صفوت الديب » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» من أوراق الولد الطائش» بقلم محمد نديم » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» خـــــــير البريـــــة ....وانــــا» بقلم وفاء العمدة » آخر مشاركة: أسيل أحمد »»»»»

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 20

الموضوع: إلى أين يا درويش

  1. #1
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    الدولة : فلسطين
    المشاركات : 502
    المواضيع : 31
    الردود : 502
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي إلى أين يا درويش

    إلى أين يا درويش

    شعر: يوسف أحمد- فلسطين
    13/8/2008
    هو الموتُ في كفّ القضاءِ نَوازلُهْ فلا هو مُنحازٌ ولا مَا يُشاغِلُهْ
    نُشيحُ بوجه الكِبْر عنه فننحني تُجرجُرنا للقبر يوما سلاسِلُهْ
    فهذي المنايا في الرّحاب طوائفٌ يموتُ بها المفضولُ قدْرا وفاضلُهْ
    ولله أمرُ العمرِ قبلَ مجيئِها ولله أمرُ العمرِ حين تُعاجِلُه
    تُكفّن هذا في ثيابِ صديقِه وتَدْفنُ هذا في مكانٍ يُزَايِلُه
    فلا الظالمُ الجبّارُ ينجو بظلمِهِ ولا النازحُ المَنْفِيُّ تُجْدي رواحِلُه
    ولا الناثرُ المُفْتَنُّ يحميه فنُّهُ ولا الشّاعر النِّحريرُ تَحمي مَحافِلُهْ
    فسبحانَ ربّي إذ طواكَ قضاؤه وما زال في قلبي الجريح تَساؤُلُه
    إلى أين يا درويشُ والأفْقُ مُثْخَنٌ وقلبُ الرؤى المفطورُ ينـزفُ سائـله
    إلى أين والأحلامُ في الأسْر كلما تنفّسَ بابُ السِّجْن ضاقتْ مفاصِلُهْ
    إلى أين لا حيفا تُضاحكُها المنى ولا بحرُها الفيّاضُ يبسِمُ ساحلُهْ
    ولا الكرملُ المحزونُ حجّتْ طيورُه إلى مسجدِ الروحِ الذي ناءَ كاهلُهْ
    إلى أين لا عكا تُصافحُ بحرَها ولا "البروةُ " الشَمّاءُ منها تُغازلُه
    ولا النورسُ المَنْفيُّ يشدو مُرَتِّلا على الموجِ آيَ العَوْد والمدُّ مَاطِلُه
    إلى أين لا الليمونُ يُشرقُ لونه ولا القمحُ تَرفُو في الأمانِ سنابِلُه
    ولا البرتقالُ البكرُ يتلو أريجَه على مَفرِق الأيامِ والحزنُ قاصِلُهْ
    رويدك يا درويشُ فالحُزْن طافحٌ ونَبْعُ الأسى المَوّارُ تَغْلي مَراجِلُهْ
    يُزحزحُ فجرُ القدسِ أثقالَ حزنِه فترميه بالمـوتِ الزُّؤامِ قـنـابِلُهْ
    وتسطو على قلب الجليــلِ مواجـعٌ تَخِـرُّ لها أضلاعُه وخمائِلُهْ
    إلى أين والمَنْفَى يَضيقُ بشعبِنا وتَروي حكاياتِ اللجوء أرامِلُهْ
    وينبتُ منا الطفلُ في رحْم شدّة وتُلْقمه ثديَ الخيامِ غوائلُهْ
    رحلْتَ إلى المَنْفى الغريب مُؤمِّلا رحيلَ المنافي فاستطالتْ منازلُه
    وعدتَ إلى الأوطانِ عودةَ آملٍ بصبح فهُدّتْ بالصّراعِ هياكِلُهْ
    لقد كنتَ كفّا للتوحّد كلما تَفتَّقَ خَرْقٌ رحتَ تسعى تُحاوِلُه
    رويدك يا درويشُ كيف تَركتَنا وهذا الخلافُ المُرّ تنمو فسائِلُه
    ترجلتَ و"الغبراءُ" تطردُ "داحسا" وتغزو ثغورَ الحيِّ فيه قبائِلُه
    ويمشي "كليبٌ" في الدّماءِ مُسِرْبلا وفي إِثْرِهِ "الجَسّاسُ " تَسْطو مَنَاصِلُهْ
    أأغراكَ بالموتِ البعيدِ تناحُرٌ تُدَفُِّـن حـُلْـمَ الشَّعْـبِ فيه فصائِلُه
    فرُحماك يا رحمنُ بالشّعب بعده ورَحماكَ بالشّعر الذي مات صاقِلُه
    طَوَتْهُ يدُ الموتِ الشديدِ بغربةٍ ومَسّتْ سويداءَ القلوبِ رسائِلُه
    وفاضتْ عيونُ القدسِ بالدمعِ حَسرةً تُبَكّي جَمالَ الشّعْر إذ خفّ هاطِلُه
    وتَرثي فتى الأوطانِ ضجّت لِموته قوافي قريضٍ أَبْدَعَتْها أنامِلُه
    وتنعى الخيالَ الخِصْبَ إذ جفّ ضَرْعُهُ فضاقتْ له آفاقُه ومَناهِلُه
    حنانَيكَ يا درويشُ كيف تهاطلتْ بأرضِ المنافي روحُ فذ ٍّ ووابِلُه
    وكيف ذوى قلبُ الغريبِ بِمِبْضَعٍ وقد كانت الطَّعناتُ دوما تُعاجِلُه
    وهل ظلَّ في الجسمِ العليلِ خليَّةٌ بمَنأى عن السّهمِ الذي اشتطّ نابِلُهْ
    تعاقبـت السّتـونَ يَنـهـشْنَ لحمَهُ ويَمضغْنَ شعرا رَفّ فيه تفاؤُله
    فبـالـلـهِ يا جـَـرّاحُ أيَّ قصيدةٍ قرأتَ بقلبٍ أَدْمَنَ الحُزْنَ حامِلُهْ
    وأيَّ معانٍ قد ذخرتَ لآجلٍ بهذا الفتى المذبوحِ إذْ حلَّ عاجِلُهْ
    وأيَّ رؤى لَمْلَمْتَ مِنْ كفِّ شِعْرِه فهذا فتى الإنسانِ والشِّعْرُ بابلُِهْ
    ويا أيها الرّاثونَ مَهلا فإنني رأيتُ غدَ الأيامِ خُرسا بلابِلُهْ
    رأيتُ حصان الشعرِ يصهلُ وحدَه وما من حصانٍ بالأمانِ يُصاهِلُه
    فهذا حِمى العِلْم الحديثِ مُحاصَرٌ تَذِلُّ لِمِفْتاحِ الشّرورِ أنامِلُه
    وتوقدُ حربا قد تبدّى سُعارها فيشقى بها كونٌ ويعظُمُ قاتِلُه
    رأيت الضحايا بالملايينِ إذ بدتْ تُطَوّحُ بالكونِ الفسيحِ زلازِلُه
    فتلك جبالُ الرّعبِ فينا تناوحتْ وذاك السّحابُ المُرّ تدنو جحافِلُه
    تنفّس أُفْقُ الكونِ مِنْ سَمّ إبرةٍ وخِيطتْ بسُمّ القاذفاتِ غَلائِلُه
    رأيتُ غرابَ البينِ ينعقُ بالأسى وهذا الرّدى المحمومُ يُمطرُ وابِلُه
    فلا القبرُ ضمّ الناسَ والموتُ دائرٌ ولا الكَفَنُ المحمولُ يَحميهِ حامِلْه
    كأني بدرويشٍ يخاطب من رثى وتقرعُ آذانَ النعاةِ جلاجِلُهْ
    أغيثوا بني الإنسانِ فالشرّ قادم وذي الحربُ دربٌ والشعوبُ قوافِلُه

  2. #2
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Oct 2007
    المشاركات : 804
    المواضيع : 22
    الردود : 804
    المعدل اليومي : 0.13

    افتراضي

    كلمات أروع ما تطرح وتعزف لنامن أنامل تعرف للثورة اصول
    لامست لوحتك الندية ايها الشاعر الرقيق ..
    إلى أين يا درويش .. هذا نص يدعو للحزن والحداد
    على إنسان يعتبر اسطورة وقوس قزح الشعر ..يستحق هذا الشاعر المرحوم
    أن نكتب نصوصا بحقه وكلمات تخرج من حناجرنا بصدق ووفاء
    أوااااااه كم أكره الموت كمجذوبة على ذراع الليل ..ليتني أخلد مثل شاعرنا
    /محمود درويش / ويخلد اسمي أو يذكرني بعض الأحبة ...
    باركك الله عزيزي و شاعرنا يوسف أحمد ورحم الله جميع الأموات .نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Mar 2008
    الدولة : فلسطين
    المشاركات : 266
    المواضيع : 25
    الردود : 266
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي

    رويدك يا درويشُ فالحُـزْن طافـحٌ ونَبْعُ الأسى المَوّارُ تَغْلـي مَراجِلُـهْ

    أخي يوسف :هنا حزن ينزفنا وننزفه..هنا أخي لامست أدق الأوتار فكتبت ما في قلوبنا...
    لم يكن درويش أي شاعر خط ومضى..هو الشاعر الذي تخلده أشعاره..وهو الذي علمني كيف تكون رحلة الحالمين من سماء الى اختها...منه كانت أبجدية الحب ولوطن والحلم والامل ....ولكنه تركنا وترك الحصان وحيدا....
    رحل ولم نزل لم نعتذر عما فعلنا...رحل ونحن في حالة حصار..رحل وما كتب بعد قصيدة النصر...رحل وترك الجدارية غريبة......
    هنا مسيرة شاعر تختصرها ابيات ثكلى ...فبوركت أناملك أخي يوسف....وطوبى لمن يحرف الكلمة نورا ونارا .....وانت كعادتك تزرع أملا جديدا فينا ...نواسي به أنفسنا ...

    رحم الله شاعرنا الكبير ...
    أدام الله عطاءك أخي ابا بلال..أنت لي أمل قادم...

    دم بكل الخير

  4. #4
    الصورة الرمزية عبد القادر رابحي شاعر
    تاريخ التسجيل : Jul 2006
    المشاركات : 1,735
    المواضيع : 44
    الردود : 1735
    المعدل اليومي : 0.27

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يوسف أحمد مشاهدة المشاركة
    إلى أين يا درويش

    شعر: يوسف أحمد- فلسطين
    13/8/2008
    هو الموتُ في كفّ القضاءِ نَوازلُهْ فلا هو مُنحازٌ ولا مَا يُشاغِلُهْ
    نُشيحُ بوجه الكِبْر عنه فننحني تُجرجُرنا للقبر يوما سلاسِلُهْ
    فهذي المنايا في الرّحاب طوائفٌ يموتُ بها المفضولُ قدْرا وفاضلُهْ
    ولله أمرُ العمرِ قبلَ مجيئِها ولله أمرُ العمرِ حين تُعاجِلُه
    تُكفّن هذا في ثيابِ صديقِه وتَدْفنُ هذا في مكانٍ يُزَايِلُه
    فلا الظالمُ الجبّارُ ينجو بظلمِهِ ولا النازحُ المَنْفِيُّ تُجْدي رواحِلُه
    ولا الناثرُ المُفْتَنُّ يحميه فنُّهُ ولا الشّاعر النِّحريرُ تَحمي مَحافِلُهْ
    فسبحانَ ربّي إذ طواكَ قضاؤه وما زال في قلبي الجريح تَساؤُلُه
    إلى أين يا درويشُ والأفْقُ مُثْخَنٌ وقلبُ الرؤى المفطورِ ينـزفُ سائـله
    إلى أين والأحلامُ في الأسْر كلما تنفّسَ بابُ السِّجْن ضاقتْ مفاصِلُهْ
    إلى أين لا حيفا تُضاحكُها المنى ولا بحرُها الفيّاضُ يبسِمُ ساحلُهْ
    ولا الكرملُ المحزونُ حجّتْ طيورُه إلى مسجدِ الروحِ الذي ناءَ كاهلُهْ
    إلى أين لا عكا تُصافحُ بحرَها ولا "البروةُ " الشَمّاءُ منها تُغازلُه
    ولا النورسُ المَنْفيُّ يشدو مُرَتِّلا على الموجِ آيَ العَوْد والمدُّ مَاطِلُه
    إلى أين لا الليمونُ يُشرقُ لونه ولا القمحُ تَرفُلُ في الأمانِ سنابِلُه
    ولا البرتقالُ البكرُ يتلو أريجَه على مَفرِق الأيامِ والحزنُ قاصِلُهْ
    رويدك يا درويشُ فالحُزْن طافحٌ ونَبْعُ الأسى المَوّارُ تَغْلي مَراجِلُهْ
    يُزحزحُ فجرُ القدسِ أثقالَ حزنِه فترميه بالمـوتِ الزُّؤامِ قـنـابِلُهْ
    وتَسْطو بأوردةِ الجليــلِ مواجـعٌ تَخِـرُّ لها أضلاعُه وخمائِلُهْ
    إلى أين والمَنْفَى يَضيقُ بشعبِنا وتَروي حكاياتِ اللجوء أرامِلُهْ
    وينبتُ منا الطفلُ في رحْم شدّة وتُلْقمه ثديَ الخيامِ غوائلُهْ
    رحلْتَ إلى المَنْفى الغريب مُؤمِّلا رحيلَ المنافي فاستطالتْ منازلُه
    وعدتَ إلى الأوطانِ عودةَ آملٍ بصبح فهُدّتْ بالصّراعِ هياكِلُهْ
    لقد كنتَ كفّا للتوحّد كلما تَفتَّقَ خَرْقٌ رحتَ تسعى تُحاوِلُه
    رويدك يا درويشُ كيف تَركتَنا وهذا الخلافُ المُرّ تنمو فسائِلُه
    ترجلتَ و"الغبراءُ" تطردُ "داحسا" وتغزو ثغورَ الحيِّ فيه قبائِلُه
    ويمشي "كليبٌ" في الدّماءِ مُسِرْبلا وفي إِثْرِهِ "الجَسّاسُ " تَسْطو مَنَاصِلُهْ
    أأغراكَ بالموتِ البعيدِ تناحُرٌ تُدَفُِّـن حـُلْـمَ الشَّعْـبِ فيه فصائِلُه
    فرُحماك يا رحمنُ بالشّعب بعده ورَحماكَ بالشّعر الذي مات صاقِلُه
    طَوَتْهُ يدُ الموتِ الشديدِ بغربةٍ ومَسّتْ سويداءَ القلوبِ رسائِلُه
    وفاضتْ عيونُ القدسِ بالدمعِ حَسرةً تُبَكّي جَمالَ الشّعْر إذ خفّ هاطِلُه
    وتَرثي فتى الأوطانِ ضجّت لِموته قوافي قريضٍ أَبْدَعَتْها أنامِلُه
    وتنعى الخيالَ الخِصْبَ إذ جفّ ضَرْعُهُ فضاقتْ له آفاقُه ومَناهِلُه
    حنانَيكَ يا درويشُ كيف تهاطلتْ بأرضِ المنافي روحُ فذ ٍّ ووابِلُه
    وكيف ذوى قلبُ الغريبِ بِمِبْضَعٍ وقد كانت الطَّعناتُ دوما تُعاجِلُه
    وهل ظلَّ في الجسمِ العليلِ خليَّةٌ بمَنأى عن السّهمِ الذي اشتطّ نابِلُهْ
    تعاقبـت السّتـونَ يَنـهـشْنَ لحمَهُ ويَمضغْنَ شعرا رَفّ فيه تفاؤُله
    فبـالـلـهِ يا جـَـرّاحُ أيَّ قصيدةٍ قرأتَ بقلبٍ أَدْمَنَ الحُزْنَ حامِلُهْ
    وأيَّ معانٍ قد ذخرتَ لآجلٍ بهذا الفتى المذبوحِ إذْ حلَّ عاجِلُهْ
    وأيَّ رؤى لَمْلَمْتَ مِنْ كفِّ شِعْرِه فهذا فتى الإنسانِ والشِّعْرُ بابلُِهْ
    ويا أيها الرّاثونَ مَهلا فإنني رأيتُ غدَ الأيامِ خُرسا بلابِلُهْ
    رأيتُ حصان الشعرِ يصهلُ وحدَه وما من حصانٍ بالأمانِ يُصاهِلُه
    فهذا حِمى العِلْم الحديثِ مُحاصَرٌ تَذِلُّ لِمِفْتاحِ الشّرورِ أنامِلُه
    وتوقدُ حربا قد تبدّى سُعارها فيشقى بها كونٌ ويعظُمُ قاتِلُه
    رأيت الضحايا بالملايينِ إذ بدتْ تُطَوّحُ بالكونِ الفسيحِ زلازِلُه
    فتلك جبالُ الرّعبِ فينا تناوحتْ وذاك السّحابُ المُرّ تدنو جحافِلُه
    تنفّس أُفْقُ الكونِ مِنْ سَمّ إبرةٍ وخِيطتْ بسُمّ القاذفاتِ غَلائِلُه
    رأيتُ غرابَ البينِ ينعقُ بالأسى وهذا الرّدى المحمومُ يُمطرُ وابِلُه
    فلا القبرُ ضمّ الناسَ والموتُ دائرٌ ولا الكَفَنُ المحمولُ يَحميهِ حامِلْه
    كأني بدرويشٍ يخاطب من رثى وتقرعُ آذانَ النعاةِ جلاجِلُهْ
    أغيثوا بني الإنسانِ فالشرّ قادم وذي الحربُ دربٌ والشعوبُ قوافِلُه
    الأخ الكريم يوسف أحمد..

    رثاء يشد القارئ خيطُ حزنه إلى آخر بيت..

    بارك الله فيك..
    و رحم الله الشاعر الفقيد..

    عبد القادر رابحي

  5. #5
    أديب
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 9,079
    المواضيع : 101
    الردود : 9079
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    المبدع يوسف...
    قصيدة تحمل في جنباتها الكثير من الوجيعة ، اراها غارقة في التفاصيل ،بلغة رصينة ، متماسكة ، وصور شعرية بالغة الاثر في المتلقي ، جميلة هي القصيدة وتستحق الثناء ...
    محبتي
    جوتيار

  6. #6
    الصورة الرمزية سالم العلوي شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    المشاركات : 2,519
    المواضيع : 69
    الردود : 2519
    المعدل اليومي : 0.38

    افتراضي

    إلى أين يا درويش
    شعر: يوسف أحمد- فلسطين
    هو الموتُ في كفّ القضاءِ نَوازلُهْ فلا هو مُنحازٌ ولا مَا يُشاغِلُهْ
    نُشيحُ بوجه الكِبْر عنه فننحني تُجرجُرنا للقبر يوما سلاسِلُهْ
    فهذي المنايا في الرّحاب طوائفٌ يموتُ بها المفضولُ قدْرا وفاضلُهْ
    ولله أمرُ العمرِ قبلَ مجيئِها ولله أمرُ العمرِ حين تُعاجِلُه
    تُكفّن هذا في ثيابِ صديقِه وتَدْفنُ هذا في مكانٍ يُزَايِلُه
    فلا الظالمُ الجبّارُ ينجو بظلمِهِ ولا النازحُ المَنْفِيُّ تُجْدي رواحِلُه
    ولا الناثرُ المُفْتَنُّ يحميه فنُّهُ ولا الشّاعر النِّحريرُ تَحمي مَحافِلُهْ
    فسبحانَ ربّي إذ طواكَ قضاؤه وما زال في قلبي الجريح تَساؤُلُه
    إلى أين يا درويشُ والأفْقُ مُثْخَنٌ وقلبُ الرؤى المفطورُ ينـزفُ سائـله
    إلى أين والأحلامُ في الأسْر كلما تنفّسَ بابُ السِّجْن ضاقتْ مفاصِلُهْ
    إلى أين لا حيفا تُضاحكُها المنى ولا بحرُها الفيّاضُ يبسِمُ ساحلُهْ
    ولا الكرملُ المحزونُ حجّتْ طيورُه إلى مسجدِ الروحِ الذي ناءَ كاهلُهْ
    إلى أين لا عكا تُصافحُ بحرَها ولا "البروةُ " الشَمّاءُ منها تُغازلُه
    ولا النورسُ المَنْفيُّ يشدو مُرَتِّلا على الموجِ آيَ العَوْد والمدُّ مَاطِلُه
    إلى أين لا الليمونُ يُشرقُ لونه ولا القمحُ تَرفُو في الأمانِ سنابِلُه
    ولا البرتقالُ البكرُ يتلو أريجَه على مَفرِق الأيامِ والحزنُ قاصِلُهْ
    رويدك يا درويشُ فالحُزْن طافحٌ ونَبْعُ الأسى المَوّارُ تَغْلي مَراجِلُهْ
    يُزحزحُ فجرُ القدسِ أثقالَ حزنِه فترميه بالمـوتِ الزُّؤامِ قـنـابِلُهْ
    وتسطو على قلب الجليــلِ مواجـعٌ تَخِـرُّ لها أضلاعُه وخمائِلُهْ
    إلى أين والمَنْفَى يَضيقُ بشعبِنا وتَروي حكاياتِ اللجوء أرامِلُهْ
    وينبتُ منا الطفلُ في رحْم شدّة وتُلْقمه ثديَ الخيامِ غوائلُهْ
    رحلْتَ إلى المَنْفى الغريب مُؤمِّلا رحيلَ المنافي فاستطالتْ منازلُه
    وعدتَ إلى الأوطانِ عودةَ آملٍ بصبح فهُدّتْ بالصّراعِ هياكِلُهْ
    لقد كنتَ كفّا للتوحّد كلما تَفتَّقَ خَرْقٌ رحتَ تسعى تُحاوِلُه
    رويدك يا درويشُ كيف تَركتَنا وهذا الخلافُ المُرّ تنمو فسائِلُه
    ترجلتَ و"الغبراءُ" تطردُ "داحسا" وتغزو ثغورَ الحيِّ فيه قبائِلُه
    ويمشي "كليبٌ" في الدّماءِ مُسِرْبلا وفي إِثْرِهِ "الجَسّاسُ " تَسْطو مَنَاصِلُهْ
    أأغراكَ بالموتِ البعيدِ تناحُرٌ تُدَفُِّـن حـُلْـمَ الشَّعْـبِ فيه فصائِلُه
    فرُحماك يا رحمنُ بالشّعب بعده ورَحماكَ بالشّعر الذي مات صاقِلُه
    طَوَتْهُ يدُ الموتِ الشديدِ بغربةٍ ومَسّتْ سويداءَ القلوبِ رسائِلُه
    وفاضتْ عيونُ القدسِ بالدمعِ حَسرةً تُبَكّي جَمالَ الشّعْر إذ خفّ هاطِلُه
    وتَرثي فتى الأوطانِ ضجّت لِموته قوافي قريضٍ أَبْدَعَتْها أنامِلُه
    وتنعى الخيالَ الخِصْبَ إذ جفّ ضَرْعُهُ فضاقتْ له آفاقُه ومَناهِلُه
    حنانَيكَ يا درويشُ كيف تهاطلتْ بأرضِ المنافي روحُ فذ ٍّ ووابِلُه
    وكيف ذوى قلبُ الغريبِ بِمِبْضَعٍ وقد كانت الطَّعناتُ دوما تُعاجِلُه
    وهل ظلَّ في الجسمِ العليلِ خليَّةٌ بمَنأى عن السّهمِ الذي اشتطّ نابِلُهْ
    تعاقبـت السّتـونَ يَنـهـشْنَ لحمَهُ ويَمضغْنَ شعرا رَفّ فيه تفاؤُله
    فبـالـلـهِ يا جـَـرّاحُ أيَّ قصيدةٍ قرأتَ بقلبٍ أَدْمَنَ الحُزْنَ حامِلُهْ
    وأيَّ معانٍ قد ذخرتَ لآجلٍ بهذا الفتى المذبوحِ إذْ حلَّ عاجِلُهْ
    وأيَّ رؤى لَمْلَمْتَ مِنْ كفِّ شِعْرِه فهذا فتى الإنسانِ والشِّعْرُ بابلُِهْ
    ويا أيها الرّاثونَ مَهلا فإنني رأيتُ غدَ الأيامِ خُرسا بلابِلُهْ
    رأيتُ حصان الشعرِ يصهلُ وحدَه وما من حصانٍ بالأمانِ يُصاهِلُه
    فهذا حِمى العِلْم الحديثِ مُحاصَرٌ تَذِلُّ لِمِفْتاحِ الشّرورِ أنامِلُه
    وتوقدُ حربا قد تبدّى سُعارها فيشقى بها كونٌ ويعظُمُ قاتِلُه
    رأيت الضحايا بالملايينِ إذ بدتْ تُطَوّحُ بالكونِ الفسيحِ زلازِلُه
    فتلك جبالُ الرّعبِ فينا تناوحتْ وذاك السّحابُ المُرّ تدنو جحافِلُه
    تنفّس أُفْقُ الكونِ مِنْ سَمّ إبرةٍ وخِيطتْ بسُمّ القاذفاتِ غَلائِلُه
    رأيتُ غرابَ البينِ ينعقُ بالأسى وهذا الرّدى المحمومُ يُمطرُ وابِلُه
    فلا القبرُ ضمّ الناسَ والموتُ دائرٌ ولا الكَفَنُ المحمولُ يَحميهِ حامِلْه
    كأني بدرويشٍ يخاطب من رثى وتقرعُ آذانَ النعاةِ جلاجِلُهْ
    أغيثوا بني الإنسانِ فالشرّ قادم وذي الحربُ دربٌ والشعوبُ قوافِلُه

    أخي أيها الشاعر المبدع ..
    من أجمل ما قرأت في رثاء الراحل عفا الله عنا وعنه ..
    حلقت فيها بأرواحنا فوق فلسطين الغالية ليشاركنا الليمون والبرتقال حزننا على الفقيد
    سلمت وسلم إبداعك وحروفك اللاهبة
    ولي همسة سأرسلها لك على الخاص
    وتقبل خالص الحب والتقدير
    ودمت بخير وعافية وألق

  7. #7
    الصورة الرمزية محسن شاهين المناور شاعر
    في ذمة الله

    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    الدولة : سوريا ديرالزور
    العمر : 71
    المشاركات : 4,232
    المواضيع : 86
    الردود : 4232
    المعدل اليومي : 0.72

    افتراضي

    اخي الشاعر المبدع يوسف أحمد
    بحق هي مرثية الرحيل وبكائية الفراق
    قرأت كثيرا بهذه المناسبة فما قرأت اجمل
    مما كتبت ولربما كان للبيئة دور بالتوسع
    في هذه المرثية وتفاصيلها
    تغمد الله الفقيد بالرحمة وعظم الله اجر الأمة
    ولك كل الثناء والشكر على هذا التعبير
    الصادق
    لك خالص التحية
    اخوك

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    محسن شاهين المناور

  8. #8
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    الدولة : فلسطين
    المشاركات : 502
    المواضيع : 31
    الردود : 502
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيلفا حنا حنا مشاهدة المشاركة
    كلمات أروع ما تطرح وتعزف لنامن أنامل تعرف للثورة اصول
    لامست لوحتك الندية ايها الشاعر الرقيق ..
    إلى أين يا درويش .. هذا نص يدعو للحزن والحداد
    على إنسان يعتبر اسطورة وقوس قزح الشعر ..يستحق هذا الشاعر المرحوم
    أن نكتب نصوصا بحقه وكلمات تخرج من حناجرنا بصدق ووفاء
    أوااااااه كم أكره الموت كمجذوبة على ذراع الليل ..ليتني أخلد مثل شاعرنا
    /محمود درويش / ويخلد اسمي أو يذكرني بعض الأحبة ...
    باركك الله عزيزي و شاعرنا يوسف أحمد ورحم الله جميع الأموات .نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ---------

    أختي الكريمة سيلفا حفظك الله
    شكرا لهذا المرور المحلق الصادق، ولهذا القلم المعطاء الذي يحسن رصد تفاصيل الحزن الساربة في أرواح النصوص، رحم الله شاعرنا وعفا عنا وعنه.

    أخوك يوسف

  9. #9
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    الدولة : فلسطين
    المشاركات : 502
    المواضيع : 31
    الردود : 502
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فلسطين أم الرؤى مشاهدة المشاركة
    رويدك يا درويشُ فالحُـزْن طافـحٌ ونَبْعُ الأسى المَوّارُ تَغْلـي مَراجِلُـهْ
    أخي يوسف :هنا حزن ينزفنا وننزفه..هنا أخي لامست أدق الأوتار فكتبت ما في قلوبنا...
    لم يكن درويش أي شاعر خط ومضى..هو الشاعر الذي تخلده أشعاره..وهو الذي علمني كيف تكون رحلة الحالمين من سماء الى اختها...منه كانت أبجدية الحب ولوطن والحلم والامل ....ولكنه تركنا وترك الحصان وحيدا....
    رحل ولم نزل لم نعتذر عما فعلنا...رحل ونحن في حالة حصار..رحل وما كتب بعد قصيدة النصر...رحل وترك الجدارية غريبة......
    هنا مسيرة شاعر تختصرها ابيات ثكلى ...فبوركت أناملك أخي يوسف....وطوبى لمن يحرف الكلمة نورا ونارا .....وانت كعادتك تزرع أملا جديدا فينا ...نواسي به أنفسنا ...
    رحم الله شاعرنا الكبير ...
    أدام الله عطاءك أخي ابا بلال..أنت لي أمل قادم...
    دم بكل الخير
    ----------

    أختي الفاضلة أم الرؤى حفظك الله

    ما زال قلمك مترعا بالجمال كتابة وتعليقا، وما زالت حروفك مبعث إجلال وإلهام.

    أجل يا أختاه فنحن في فوهة الحزن الجامح، ولكن لا نقول إلا ما يرضي ربنا تعالى.

    شكرا لك أم الرؤى، شكرا لحرفك الذي أشعل به قناديل صباح شعري قادم، وسلم الله قلمك الذي ينطف شهدا وينث ندّا ورؤى.

    أخوك يوسف

  10. #10
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    الدولة : فلسطين
    المشاركات : 502
    المواضيع : 31
    الردود : 502
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد القادر رابحي مشاهدة المشاركة
    الأخ الكريم يوسف أحمد..
    رثاء يشد القارئ خيطُ حزنه إلى آخر بيت..
    بارك الله فيك..
    و رحم الله الشاعر الفقيد..
    عبد القادر رابحي
    ------------

    أخي المبدع عبد القادر رابحي حفظك الله

    أسعدني مرورك وتوج جبين النص بتاج من كرم خلقك وطيب نفسك ورهافة حسك.

    شكرا لمرورك وشكرا لأنك خططت من شعاع شمسك على كف هذا النص الحزين.

    أخوك يوسف

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. يَا غَزَّةُ يَا غَضَبَ اللَّهِ هُبِّي هُبِّي
    بواسطة سالم العلوي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 22
    آخر مشاركة: 24-10-2023, 03:14 PM
  2. ياَ فَتَاةْ العِشقِْ .. ياَ مَلِيـِحْةْ . .
    بواسطة ياسر مصطفي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 22-10-2014, 02:35 PM
  3. محاكاة مع محمود درويش (سقط القناع) يَاْ غَزَّةَ الأَمْجَاْدِ
    بواسطة عبدالرحمن لطفي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 24
    آخر مشاركة: 07-05-2010, 03:25 PM
  4. لنْ أتَرَحَّمَ عَليكَ يَا (محمود درويش)!!
    بواسطة حسين العفنان في المنتدى الحِوَارُ المَعْرِفِي
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 21-08-2008, 07:24 PM
  5. يَا مِصْرُ يَا فَخْرَ العَرَبْ ( بمناسبة فوز مصر بكأس إفريقيا )
    بواسطة محمد سمير السحار في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 28-06-2008, 02:50 PM