باب الرّجاء ..
ألا أيُّها البركان الجاثم على الأعماق بثقل كلّ الأوزان و الأزمان..،
إلتحم و فُسحة الفضاء وجوداً.. ! و لتُنشر خفايا الشّظايا على صفحات الأيّام السّارية..،
نعدوها بعيدة و تسري بنا الليالي على ومض البرق الخافت.. .
كفى احتدام و تواصل على المسلك الخفيّ لما وراء ستار الضّياء..
الجمعُ نفرٌ و القبيلة مختلفة القرار .. و مضارب الخيام تتمايلُ للغروب و تجنحُ أهلّتها نحو شرقِ الأُفول .. .
ألا أيُّها الشّفقُ المحتشم على أهبة الإنفلاق السّرمدي ..،
هلاّ تملّكت صبراً يطوي بعد المسافات الكونية ..، فينشق لصمتك الحليم أدييم الأرض محرّراً حـبراً ..
و بلسماً للإغتفار .. ؟!
ألا أيُّها الخطّ الموازي ..، قد سئمتُ امتدادك مع أنّي تعلّمتُ منكَ شريعة إخلاص الوفاء .. .
كم ضقتُ ضرعاً من تناوبات النّظريات و غياب المسلّمات ،
و تضارب البديهيات مع تدحرج النّهايات من القمم الشّاهقات إلى غور هوات مجهولة النّاصية و العنوان لدى فضاء اقليدس و البرهان ..
ألا أيُّها الرّحبُ الرحيب..، اتّسعْ دفئاً و عنفواناً مُذيبا شحّ الزنود و هذيان الأخاديد من صبو الجماجم و احتقار الينابيع .. .
ها هو المدى يشحن المدّ من جديد و يأبى النّضوب..، فالإغتراف قد غدى حرفة البحر المهجور..
و أطلال الموجود تفنى في ترميمها أعمدة شمس الأصيل.. بين رواحٍ و مغيب .. .
ألا أيّها الجبل الوقور على الأرض ، الأنفُ بين طيات السّماء .. أجرني ..! .
سُبّلت و تدعثرتْ على ممرّ الجمر قدماي ..، وعدلُ الإقصاء أن أُشرّد في شعاب الضّباب .
قد هُجّرت من موطن الطفولة باكراً .. و رفض موطن الأمان زُهدي و جميع قصائد الميلاد ..
ألا أيّها البوح الشّجيّ..، استلهمْ الأطيار شدواً.. !
امتزجَ العلقمُ بالصّفاء، و أدرك الرحيل مذاق بسمة الأزهار..، فارتعشتْ البيادر..
و ارتسمتْ على محيّا الربيع وحشةُ الافتقار .. .
ألا أيّها الوجد المتعالي على قمم الأزمان، أدركني .. ! ..
وطئتْ قدماي بساط البلّور فما استرشدتُ بعدها خيط الصّباح.. .
أدركني بقبضة زمن أستوقد منها وهجاً و شوقاً للأخبار..،
فقد ضاعت المنى في بحر التّشدق و انزوت الأماني في برك الإياب .. .
ألا أيّها الجاني و ما استطلت أسوار أبراجك المتدانية و حرائق الإندثار ..،
أبداً ما عشتُ و لو برهةً على خفق أوتار نبالك الحارقة ..، فلتُشهد الأكوان.. و لتقرع السّنين..
ها هنا النّور قاضيا..، و كفى بالحقّ اليوم ميزاناً و حكماً..،
فهل حضر الكتاب..؟
عُدْ أيّها الوديع ..!
دعْ عنكَ ذاك الرّجاء..، فما عاد يفيد الرّثاء ببابِ الرّدى..
بعدما غاب الحضر واختلف النّديم ..و تناءت الضفاف عن الضفاف بُعداً و مدى .
بينما لا تهدر طيف اليقين و إن نوى ..، و انتظر .. !
لا بأس من العزاء ..،و لا حرج من استنزاف فالوذج البكاء ..،
سيعودُ الخلاّن يوماً .. و ينبعث أزل اللّقاء ..
بين جميل الصّحبة و خِيرة الأصدقاء .. ،
و تذكّر دوماً ..
وفاء الرفقةِ للأشقاء .. !!