قطرات الصمت

أكنت تبحث عن امرأة أحرقت جناحها الأيسر حينما دخلت محراب البخور بحثا عن رائحة شبيهة لرائحتها حين يتوضأ الصبح بأنفاسها ؟

أم كنت تبحث في مآقيها عن لؤلؤة حفرت ذاكرة الحزن دون يقهرها ذوبان الكحل.؟
أم كنت تبحث في سجلات الزمن عن مطويات خبأت في ثناياها ذكريات إبحارها في محيطات الحروف معانٍ حملت نزق الهروب وشهيق الغروب في دفاتر اللقاء؟
أجهل ما تبحث عنه في محياي....!
ربما هي رغبة الفروسية التي تجبرك على الانسكاب شوقا للبحث عن ظلال الانكسار بين أوراق سيدة كلما انكسر الزمان استقامت كالنخلة واعتلت صهوة العلو
وكلما فاض منسوب بحر زمن القهر أسرجت أعلى الأمواج ليحفظ لها المدى ذكرى ..مجرد ذكرى ..
لا أنكر أنني توقفت ذات هجر خاصر وحدتي والكف عن البحث في دفاتر السندباد وأني تحاملت على ذاتي المخدوعة في مفاتن اللغة الآتية من سواحلك اللازوردية والتي يشهد لها الفجر بالأقدمية ويشهد لها الفنار ببصيرة ذات الأسبقية ..وكل شيء في عالمك الكبير يغريني لاحتراف الغرق على أن امتهن الغوص أو السباحة ..وتأكد لي بأنه في الغرق نجاة يجهله الكثير من البحارة , والى أن تلتقي أحداقي بنتوء مركبك القادم من جفن الأفق سأكون حاضرة الشاطئ في امتداد المد والجزر , وإليك من امرأة لا تحترق إلا في عبير الجذل سلاما يبقيك على قارعة الأمل

كومه من المشاعر انتِ ياشريفه

سأمر بصمت حتي لااخدش جمال هذه القطرات

استمري

فنحن لكِ لمستمعون ومستمتعون

محبتي ملىء الكون


نور

لا أدري ما الذي أشعر به تجاهك كلما هفهفت ذكراك على روحي كما يهفهف وشاح الشيفون على الوجنات ..لا ادري ما الذي اشعره تجاهك , هو شيء كالصوت ويتسلل الى جميع الحواس متجاوزا, حاسة السمع ليسكب فراتا يروي حالة التوجس الرابضة على لحظات العمر ..شيء يشبه صورة البرق حين يخطف البصر وينسل خلف الغيم ولكنه يبقى في ذاكرة الرؤية على مرمى السؤال والساعة لا تمنح اجابة مجانية لغائب تجهل المساحة سبب غيابه ..لا اعرف ما الذي اشعر به كلما كنت ضيفا محتفى به دون ان يملأ المساحة المخضرة به والمعشوشبة على اخر آثار خطاه في عهد ما ..لا اعرف ما اشعر به كلما دلفت من باب النبض وانشدت الدروب باسمك ..ولكني اعرف تماما بأني دائما اشعر بما يشبه الحزن المدمج بالفرح ..بل بما يشبه العطر المدمج بمنديل صنع من خيوط النسمات ..او ربما يشبه الموج المتعاظم عندما يستدعيه النوى وينكسر كبيرا على الساحل ..شيء لا اعرف وصفه ولكني اعرف أنه بحجم فرحي حين اتركني رهن لحظة الفرح ..فرح عاري الا من اسبابه ..هو انت ذاك ..

حاولت التوفيق بين عام غيابك وحضورك , وذهلت حين وجدتهما يتقاسمان الشهور ذاتها والأسابيع ذاتها والأيام وكذلك السويعات والدقائق والثواني ..
وقفت على شاطئ شاهدت رماله خطواتنا وهي تتشابك كحلقات السلاسل دون أن تقوى الرياح على محوها , فوجدت الذكرى تبكي الذكريات , ووجدت البريد يبكي الخواء ووجدت الحروف التي أودعناها ذات تواصل عريق بخزينة الأماني ..آه كم أذهلتني تلك الحروف التي أينعت ثمارها دون يتناولهاغير ذي حق بها عن حق ..
وجدتك روحك الملائكية تحوم حول نجوم أفكاري وعرفت أن أفكارنا كيانات شبه مستقلة عنا وإلا كيف بك تنبثق من تلك المساحة المضيئة في مخيلتي لتثب كالصقر على أعلى أغصان الروح وتلبس اللحظة التي تفتك بها وعكة النسيان وشاح حضورك المثير لملحمة الأدب واستسقاء غيث القصيد لكأنك لست شاعرا فقط بل أنت من يملك مفاتيح البيان ويسكن بيت القصيد ..وتلبية لخطابك حين قلت أرسلي ..لا تؤجلي ...سأرسل حتى وان جف رمق الحبر .

كومه من المشاعر انتِ ياشريفه

سأمر بصمت حتي لااخدش جمال هذه القطرات

استمري

فنحن لكِ لمستمعون ومستمتعون

محبتي ملىء الكون


نور

الغالية نور

تبقى آثار خطاك من نور ..وكلمات نفح الزهور

لأن مدادك بعبق العطور.

قال لي ..


يا مقدسة الطرف


أمحي من مقلتيك العناء


أزيحي على حائط العمر ومض الهناء


فمن ذا سواك يعمر قلب العليل بلمسة دواء


فأنت لأعيادنا العيد يا زهرة الأقحوان


كأن صباحك هذا !!


تمرغ في الزعفران
...



قال لي ..


قرأتك قبل السطور


كملحمة تستنير على وقع


جحفل



وما أن تعج تفاصيل هذا الربيع


سنشعل قنديل بوحك


في ليلنا المستفيض


بأحلامك العاطرات على نبض محفل .



قلت يا قلـــــــمي ..


لماذا..تقيدني بالربيع


أحب الفصول وألوانها


أحب الطفولة ..حبا كأحلامها
أحب الكهولة ..ودا كأيامها .


أحب الصحاري وكثبانها


أحب السهول وأعشابها


أحب السواحل حتى بأمواجها


أحب السماء وزرقتها .


أحب الصباحات دوما وأنفاسها


أحب المساءات حينا وأنغامها


أحب الليالي التي


ترتدي مخملا فوق أكتافها


أحب النهار


إذا الشمس


تركض بين المباني


فكل المباني تهاب


من العاديات


فتبقى البرودة بين أزقتها


لوعة الصولجان

هنا الآن ..
أغوص في أعماق اللحظة ..أتوقف برهة وأتجمد في مساحة الذاكرة ..فقط لأني أشتاق ..

أرأيت كيف حضورنا
وغيابنا
يتسلقان على عقارب ساعة
تدنو لتبعد ثم تحرق في
أساطير النباح


أرأيت كيف عيوننا
معصوبة بعمى البصيرة
لا ترى غير الحجارة
بين طابور الجراح


أرأيت كيف قلوبنا
كفت عن الأحلام
وانتهجت دروب التيه
دون الاقتراح


أرأيت كيف الوقت
يلبسنا العناء
وقميصنا البالي
يواري على الاقاح


أرأيت بعد خلافنا
ضاعت ملامحنا
ووحدة شملنا
وتراجعت في الرصد
غايات الفلاح

أرأيت بعد شتاتنا
انقسمت مواجعنا
الى يرقاتها ..
ضاقت بنا هذي المدى
صغرت علينا مساحة التفكير
في حجم البراح .