السيره الذايته ( معاناة شعب )

أوقعني حظي العاثر في بئر حزن كنت أعلم بوجوده لكن لم أكن تذوقت مراراة محتواه بعد ، ذلك أنني وبمحض صدفة تواجدي في ادارة عملي حظيت بفرصة مراجعة السير الذاتيه لأعلان تم نشره في أحدي جرائد مصر المحروسه لمدة يوم واحد وفي صباح اليوم التالي وجدت علي مكتبي ما يقارب الألف سيره ذاتيه وهالني العدد خاصة وأننا حين نشرنا الأعلان كنا بصدد تحديد ضيق للمطلوب كما وأنني حين طالعت صيغة الأعلان وجدته مبهما وليس مغريا الأ في جزئية أن العمل خارج مصر لكننا لم نحدد حتي حد أدني للراتب أو طبيعة المعامله وشروطنا ،،
أما ما أفزعني بحق فهو كمية السير الذاتيه لشباب وفتيات في مقتبل العمر ومعظمهم خريجوا جامعات منذ أشهر قليله وكانت الظاهره التي لفتت نظري هو كم الفتايات اللواتي تقدمن وأرسلن بغية العمل وقد كنت أظن إن الرغبه في السفر والابتعاد أنما هي رغبه ذكوريه للأحساس بواقع المسؤليه والرغبه في تكوين أسره والإيفاء بمتطلبات هذا الهاجس ،، إما أن أجد السعار علي السفر قد أمتد الي الفتايات فهذا ما صدمني خاصة وهن زهرات في مقتبل العمر ومعظمهن يمتلكن قدرا من الجمال وعلي قدر كبير من التعليم العالي ،
وحين جلست اراجع أسباب هذا الزحف والفرار من بلدنا مصر المحروسه وهو زحف نعلم كلنا أنه بدأ من ما يقارب الثلاثين عاما لكنه كان زحف عقلاني أما اليوم فهو فرار جماعي من وطن يحتضر ،، من جحيم لا يطاق ،، من وطن سرق منه الامان
حين نراجع الاسباب لا نجد منطقا يحكم ما يحدث فالزياده السكانيه تراجعت معدلاتها ترغيبا وترهيبا ،،، الموارد وكما يعلنون دوما زادت ،، الدين العام الي تراجع ،، وضع التنميه وكما يعلنون ايضا في زياده نسبيه ،، أذن فما هو السبب وراء ما نحن فيه ؟ سؤال حيرني وبصدق لم اجد له إجابة .
وإن كنت فكرت في عدة أسباب لعلها او لعل في بعضها عزاء .. العلاقات الأجتماعيه المتفسخه حاليا ... حالة الأنسلاخ من الدين التي نمارسها عن قصد وبدون وعي ... وما اوصلتنا إليه هذه وتلك من حالة الخنوع والضياع الأنساني ،، حالة اللهاث وراء لقمة العيش وفقط ،، دون الألتفات إلي أي قيم او مثل ،، ترسخ حالة الأنا وتعاظمها لدي الجميع .
قد يقول قائل وهل نسيت طواغيت الحكم الذين يجثمون علي صدر الأمه منذ اكثر من عشرين عاما ،، وأرد ربما لو كنا في حالة من التماسك والتمسك ببعض القيم ،، لو لم نكن في حالة من حالات الغيبوبه المصطنعه والتي ارتضيناها لأنفسنا ربما كنا ملكنا مفتاح التغيير ،، وربما كنا لا زالنا قادرين علي المقاومه ،، ولم نرتمي في أحضان اليأس ..
أنا هنا لست بواعظ ولست ايضا بمنظر بقدر ما انا طالب للفهم باحث عن حقيقه السوء الذي وصلنا إليه اولا في وطني الاصغر وثانيا في الوطن الكبير أمتنا التي وقفت تتلفت حولها كالبلهاء وهي تري قطار الأمم الاخري يعدو في همه نحو كل تقدم ،، أنا هنا ألقي بحجر في بحيرة آسنه ،، وماء راكد لعلنا من خلال تفاعلكم هنا نحدث حاله من حالات النقاش التي تعود بالفائده علي امتنا ،، وكلنا مساءلون عن احرفنا ،، (وما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) صدق المولي عز وجل

اشرف نبوي
6-6-2008