أوراقُ الصِّفصَاف
ورقٌ .. ورقٌ .. يتناثرُ هنا ..،
و شيخٌ هرمٌ في عُمر الزّمنْ ..
ينسُجُ و يكتُبٌ بلاَ وَ هَنْ ..،
بينَ شَجرٍ و أغصَانْ ..
تظلِّلُه أوراقُ الصِّفصاف ..،
لا يَبرَحُ هُنا ..
ألوانٌ و أهواءٌ تختال ..،
مواسمٌ و أسفارٌ تمضي من هُنا ..
قوافلٌ و أَسْرابٌ ..، تأخُذُها الطّريق ..
يعرُجُ بها الحادي إلى أطرافٍ منْ هُنا ..
قدْ كلَّ المكان منْ مُفارقاتِ المدَى ..
تهادتْ شظاياهُ على بساطِ الضَّنى ..
كم هُو باسلٌ ذاكَ الصِّفصاف هُنا ..
ما نَطَقتْ يوماً ..، همساً
أوْ رَعداً أجراسُ النَّوى ..
و كأنَّ أوراقَ الصِّفصاف تأبَى الرّدى ..،
تحملُ في خفّةِ هَيْكلها حُبَيْباتِ الهوَى ..
الأمواجُ على الملأِ حُبلىَ ..
و الأطيافُ في السّماء .. تَرتجفُ في الخفَاءْ ..
أوراقاً .. أوراقاً ..، تدمعُ لها الشّموسُ هُنا ..
تَهَبينْ ..،
وَصْلاً و تَواصُلاً ..،
جِسْراً عالياً .. مُنغَّماَ ..
حبواً بين أليافِ الثّرى ..،
عُمقاً يُغازلُ أشتاتَ الكرى ..
مزناً صافياً مُقطّراَ ..
يسقي صُبحَ النّجوى ..
ودقاً على ودق ..
فأحسنُ الزّرع غرسٌ
كان مَنشأُهُ من غيثِ الوفاء ..
و ما مِنْ شيء عَهِدَهُ نُسغٌ منهُ ،
إلاّ صارَ خيراً ..، غداَ أطْيَبَ ..
كمثل أوراقِ الصِّفصافِ هُناَ ..
بينما لا تَمنَحينْ ..
لا تُبالينْ ..
أياَ هِجْرَةَ الأَوْطانِ .. اعذري .. !
فالعُصفورُ الأخضرُ طريقهُ حنينْ ..
حيثُ الحرف يُمازجُ النّبع سَلْسَبيلاً ..
و العوسَجُ يَهيمُ غُرْبةً عَليلاً ..
بحثاً عن أوراق ..
و أَوراقُ الصِّفصاف أبداً لم تَبُح ..،
و لم تَبرَحْ هُناَ ..