|
مَسَاؤُكِ الوَردُ لَولَا أَنَّكِ الوَردُ |
وَ رَائِقُ الشَّهدِ لَولَا أَنَّكِ الشَّهدُ |
غُصنٌ مِن البَانِ , مَا نَقَّلتِ فِي تَرَفٍ |
رِجلَيكِ بِالخَطْوِ ؛ مَاسَ الخَصرُ وَ القَدُّ |
وَ بَثَّتِ العِطرَ - فِي الأجواءِ - دَالِيَةٌ |
مِنْ ياسَمِينَ عَلَى جَنْبَيكِ تَمتَدُّ |
تَأَرجَحَ الكَرمُ - بِالعُنقُودِ - مُعتَنِقًا |
وَ أَثمَرَ الحَبُّ لَمَّا ادَّوَّرَ النَّهدُ |
خَمِيلَةً عَرَّشَ اللَّبلَابُ أَيكَتَها |
فِي شَعرِكِ اللَّيلِ مُذْ أَغْفَى بِهِ الرَّندُ |
مُمَرَّدٌ جِيدُك الصَّرحُ المُثِيرُ ؛ فَمِي |
جَوادُ شَوقٍ عَلَى بِلَّورِهِ يَعدو |
وَ حارِقٌ ثَغرُكِ النَّارِيُّ ؛ مُوقَدَةٌ |
نِيرانُهُ فِي أثَافِي الشِّعرِ إذْ يَشدو |
كَأَنَّنِي - عِندَما ثَارَتْ حَرَائِقُهُ |
بِقَبضَةِ الرِّيحِ لَمَّا اشتَدَّتِ - الوَقدُ |
يَدَيكِ مُدِّيهِما , إِنِّي أَرى بِهِما |
تِينًا ؛ وَ لَوزًا ؛ وَ ما لِي عَنهُما بُدُّ |
وَ بِي - أَنا - تَوقُ عُصفُورٍ لِطَلِّهِما |
لِأَستَقِي بَعدَ أَنْ أَعيانِيَ الجَهدُ |
أَنا بِحُبِّكِ مُلْتَاعٌ تُعَذِّبُنِي |
فِيكِ المَسَافَاتُ ؛ وَ التَّقرِيبُ ؛ وَ البُعدُ |
يَدِيَّ لَمَّا تَلَاقَينا مَدَدتُهُما |
وَ عِندَما غِبتِ لَمْ تَلْمِسْ يَدِي يَدُّ |
( لَا تَرحَلِي ) ؛ صَرخَةٌ ذَابَتْ عَلَى شَفَتِي |
مُنذُ اغْتَرَبتِ ؛ فَلَمْ يَرفِقْ بِها الصَّدُّ |
نَادَيتُ : ( إِنِّيَ مَا انفَكَّتْ تُراوِدُنِي |
فِيكِ الظُّنُونُ ) ؛ وَ لَكِنْ خَانَنِي الرَّدُّ |
وَ صِحتُ : ( عُودِي ) , عَلَى عِلْمٍ بِأنِّيَ مِنْ |
قَبلِ النِّداءِ وَحِيدٌ , ثُمَّ مِنْ بَعدُ |
صَدَى الضَّجِيجِ الَّذِي يَغتَالُ أَورِدَتِي |
يَمتَاحُ مِنْ قَلَقِي - وَيحِي - فَيَشتَدُّ |
وَ لَا سَبِيلَ إلى لُقياكِ - مُذْ غَرَبَتْ |
شَمْسِي - وَ لَا أمَلٌ - فِي دَاخِلِي - يَبدو |
طُيوفُ وَجْهِكِ - فِي الفِنْجانِ - زَوبَعَةٌ |
كَمْ ساقَها - فِي طُقُوسِ القَهوَةِ - السُّهدُ ! |
وَ غَيمَةٌ مِنْ دُخَانِ التِّبْغِ أَنفُثُها |
تَدُورُ حَولَ احتِراقِي , وَ النَّوى ضَهدُ |
وَ فِي كَرايَ الرُّؤَى تَهتَزُّ نَصلَتُها |
بِضَربَةٍ فِي حَنايا النَّفْسِ تَرتَدُّ |
أَنا بِشِعرِ الهَوى ؛ لَا أُمَّةٌ غَلَبَتْ |
قَصِيدِيَ السِّحرَ . لَكِنْ ؛ بِالهَوى فَردُ |
وَ لَا نَبِيلُ دَواةِ الحِبْرِ يَسبِقُنِي |
بِشِعرِيَ الصَّنْجِ , أو عِشْقِي , وَ لَا وَغدُ |
مِلْحًا أُجَاجًا عَلى شَطِّ المُنى رَسُبَتْ |
أبياتِيَ الْــ : مَا لَها صِنوٌ وَ لَا نِدُّ |
فَاستَنزَفَتْ - بِاحتِلَالِ الرُّوحِ - صَبرِيَ مُذْ |
تَلَاعَبَ الجَزرُ فِي طَورَيَّ , وَ المَدُّ |
مَهزُومَةٌ فِي فُلُولِ الحَرفِ قَافِيَتِي |
مِنْ بَعدِ ما كَانَ يَرنُو نَحوَها المَجدُ |
وَ مُثْخَنٌ - بِالطُّعُونِ - الشِّعرُ ؛ مُذْ هَتَكَتْ |
عَيناكِ أخيِلَتِي , وَ اجتاحَنِي الوَجدُ |
فَلْتَسمَعِينِي ؛ فَقَدْ أَبحَرتُ فِي لُجَجٍ |
عَمِيقَةِ المَوجِ , لَمَّا خَانَنِي القَصدُ : |
( مَساؤُكِ الوَردُ ؛ يا مَنْ خَدُّكِ الوَردُ |
وَ رائِقُ الشَّهدِ ؛ يا مَنْ رِيقُكِ الشَّهدُ |
دَعِي لَدَيَّ - هُنا - خَدَّيكِ وَ ارتَحِلِي |
أَو فَارحَلِي بَعدَ أَنْ يَزَّهَّرَ الوَردُ |
فَكَيفَ أَحيَا بِلَا خَدَّيكِ ؛ لَيلَكَتِي ! |
وَ مَوسِمُ الوَردِ - فِي أَزرارِهِ - وَعدُ ؟ ) |