الليل يبدو ساكن الجنبات وتمر في خلدي سنون حياتي كم قد تلطخ مئزري بخطيئة ولكم عصيت الله في خلواتي كم جئت معصية لفرط جهالتي فبكيت عند تذكري ذلاتي ما راعني في الليل إلا صائح قد جاء شهر الخير والبركات هذا الهلال عليه أعظم شاهد فتأهبي يا نفس للخيرات وتهز ارجاء السماء ملائك تدعو بصوت واضح النبرات يا باغي الخيرات هيا أقبلن فالخير كل الخير في الطاعات يا باغيا شرا رويدك فارعوى فالشر يورث أهله الحسرات رمضان اقبل حاملا من ربنا نعماءه والفضل والخيرات شهر به القرآن أعظم منة قد جاء نورا يمحق الظلمات قد بشر الهادي به أصحابه فاسمع لبشرى صادق الكلمات قد جاءكم شهر كريم ليله ونهاره قد خص بالنفحات وتهب فيه نسائم من رحمة يا حبذا بنسائم الرحمات وتفتحت أبواب جنات به هل ثم من يشري به الجنات وتوصدت ابواب نار جهنم ويضاعف الرحمن في الحسنات وتسلسل الشيطان فيه ونسله خفضوا الرؤوس ونكسوا الهامات فيه الفريضة في الثواب كأنها سبعين فاعقل يا أخي خطراتي والنفل فيه فريضة في غيره هذى فضيلة أشرف الأوقات يا ليلة في الشهر بات مقيمها بعبادة تسمو على السنوات هي ليلة القدر التي في جوفها وصل السما بالأرض خير صلات وتنزلت فيها لآلئ أحرف اعنى كلام مفرج الكربات إن صمت شهرك مؤمنا او قمته غفرت ذنوبك ما مضى او ياتي رمضان جئت وامتى مجروحة ويلفها قيد العدو العاتي والمسجد الأقصى تسيل جراحه وتراه ينظر شارد النظرات يشكو إلى النيل العظيم جراحه ويبث محنته إلى عرفات بغدادنا قد قدَ ثوب فخارها وتنكست في أرضها راياتي وفراتها يشكو ودجلة في أسا يبكي ويسكب فوقها العبرات لبنان ثكلى والمآسي فوقها وعلى الكرامة أزرف الدمعات كم جئتنا بالنصر يا شهر الهدى هل ثم من " بدر " يعيد فراتي هل من " صلاح " كي يحرر قدسنا أو ثم من " سعد " يبيد عداتي من لي بسيف " للمثنى " في يدي أجعله نارا تسترد حياتي هل ثم " عاشر " فيك يوقظ صحوه قومي وقد لفوا بثوب سبات رمضان جمّع أمتي في طاعة واجمع قلوبا بعد طول شتات سأمد كف ضراعة لإلهنا ملك الملوك وقاضي الحاجات يا رب واقبل صومنا وقيامنا يا رب واقبل سائر الطاعات يا رب إن المسلمين تفرقوا فاجمعهم يا رب في إخبات يا رب إن ذنوب عبدك جمة لكنّ ربي واسع الرحمات
بقلم
محمود جابر