|
عَامٌ مَضَى ؛ لَا لَيسَ كَالأعوَامِ |
عَامٌ ؛ وَ جُرحِيَ فِي غِيابِكِ دَامِ |
مَكَثَتْ بِأَحْشَائِي المَوَاجِعُ هَا هُنا |
فِي يَقظَتِي , وَ هُناكَ فِي أَحلَامِي |
عَامٌ ؛ بِرَغمِ حَرِيقِهِ لَازِلتُ فِي |
ظَنِّي بِأَنِّيَ أَستَجِرُّ مَنَامِي |
أَنَّى قَعَدتُ تَخَطَّفَتْنِي بَسمَةٌ |
مِنْ ثَغرِ وَالِدَتِي فَشُلَّ قِيَامِي |
عَامٌ ؛ عَلَى سَنْدَانِ مَرثِيَّاتِها |
سَحَقَ الشَّهِيقُ أَضَالِعِي وَ عِظِامِي |
أُمَّاهُ , مَانَفعُ الكَلَامِ ؟ وَ قَدْ شَكَى |
مِنِّي , وَ مِنْ صَمتِ الأَيَاسِ كَلَامِي ! |
عَامٌ ؛ شَفِيرُ المَوتِ نَصلٌ يِمتَطِي |
مِنِّي الشَّغَافَ , وَ يَستَحِثُّ زِمَامِي |
وَ يُذِيقُنِي مِمَّا يُعَتِّقُهُ الرَّدَى |
وَ يَصُبُّ لِي مُرَّ الصُّرُوفِ بِجَامِي |
عَامٌ ؛ نُيُوبُ الشَّوقِ تَنهَشُ مُهجَتِي |
وَ الذِّكْرَياتُ , إِذا تَمُرُّ أَمَامِي |
مَا حَدَّقَتْ عَينَايَ - أُمِّي - فِي الوَرَى |
مِنْ بَعدِ فَقدِكِ , فَالعَمَى قُدَّامِي |
عَامٌ ؛ سَهِيرُ الَّليلِ , وَ النَّجمُ اكْتَوَى |
فِي نَارِ حُزنِيَ , وَ الدُّمُوعُ غَمَامِي |
لَكَأَنَّنِي أَدمَنتُ - مُذْ غِبتِ - البُكَا |
وَ القَهرُ أَدمَنَ - وَيحَهُ - إِيلَامِي |
عَامٌ ؛ عَلَى غَيرِي يَمُرُّ بِكَفِّهِ |
وَ عَلَيَّ - يَا أُمَّاهُ - بِالأقدَامِ |
شُفِيَتْ جُرُوحُ بَنِيكِ , لَكِنْ لَمْ أَزَلْ |
بَينَ الكُلُومِ مُعَاقِرًا إِعدَامِي |
عَامٌ ؛ صَدِيدُ النَّزفِ عَطَّنَ خَافِقِي |
وَ الوَهنُ ثَاوٍ فِي هَشِيمِ رُكَامِي |
بِالكَاسِ مُرُّ الفَقدِ مُذْ جُرِّعتُهُ |
بِالكَادِ - رُغمَ الصَّبرِ - أَصرِمُ عَامِي |
عَامٌ ؛ وَ ظُفرُ السُّهدِ يَخلُبُ مُقلَتِي |
وَ الدَّمعُ فِي أَرَقِ المَحَاجِرِ حَامِ |
فَرَّتْ قَوَافِي الشِّعرِ مِنْ قِرطَاسِهِ |
وَ تَكَسَّرَتْ مِنْ عَجزِها أَقلَامِي |
عَامٌ ؛ وَ لَا أَدرِي بِأَيِّ ذَرِيعَةٍ |
يَشتَدُّ عَصفُ الرِّيحِ فِي آرامِي ! |
وَ النَّاسُ قَدْ مَلُّوا أَسَايَ , فَكُلُّهُمْ |
عَافُوا الدُّجَى فِي حَالِكَاتِ ظَلَامِي |
عَامٌ ؛ وَ عَينُ الآلِ تَرقُبُ حَيرَتِي |
فِي حَيرَةٍ وَ تَوَجُّسٍ وَ مَلَامِ |
لَو يَنظُرُونَ الزَّلزَلَاتِ لَأَبصَرُوا |
طُوفَانَ حُزنِي فِي وَرِيدٍ ظَامِي |
عَامٌ ؛ أَعِيشُ بِغُربَتِي , شُربِي النَّوَى |
وَ مِنَ العِجَافِ الدَّائِراتِ طَعَامِي |
قَوسُ المَنُونِ تَخَيَّرَتكِ لَعَلَّها |
تَختَارُ قَلْبِي لَو رَمَتْ بِسِهَامِ |
عَامٌ ؛ يُفَتِّتُنِي الحَنِينُ وَ أَزدَرِي |
دَمعِي وَ سُهدِي وَ التِيَاثَ ضَرَامِي |
فَمَتَى ؟ وَ كَيفَ المُلتَقَى ؟ يَا أُمُّ , قَدْ |
ذَوَتِ العُرُوقُ عَلَى هَزِيلِ حُطَامِي |
عَامٌ ؛ أَنَا وَ النَّوحُ بَوحُ قَصِيدَتِي |
وَ المَوتُ كَأسِيَ وَ النَّزِيفُ مُدَامِي |
بَدَأَتْ حَيَاتِي فِي يَدَيكِ حِكَايَةً |
وَ قَضَيتِ - أُمِّي - فَابتَدَأتُ خِتَامِي |