|
جَزِعَ القَلبُ مِنْ مَرارَةِ حَلقِي |
فَاملَئِي الرَّاحَ يَا " بُثَينَةُ " ؛ وَ اسقِي |
وَ اسكُبِي لِي مِنْ مُقلَتَيكِ مُدامًا |
وَ هَلُمِّي نَطِرْ - مَعًا - نَحوَ أُفقِي |
طَالَ حَبْسِي , وَ مَلَّتِ الرُّوحُ قَيدِي |
وَ تَمَنَّيتُ فِي رِحابِكِ عِتقِي |
فَاصلِبِينِي إِذا رَفَضتِ رَجائِي |
وَ اشدُدِي الحَبلَ إِنْ تَخَيَّرتِ شَنقِي |
يَا " بُثَينُ " ؛ ( الجُرُوحُ ) - قِيلَ - ( قِصاصٌ ) |
فَانْقِمِي إِنْ أَخْطَأتُ فِي بَعضِ حُمقِي |
عَاتِبِينِي ؛ إِذا زَلَلتُ ؛ فَإِنِّي |
مَا تَحَرَّيتُ غَيرَ حَدسِي وَ صِدقِي |
جَادِلِينِي ؛ لَا تَلْزَمِي الصَّمتَ ؛ قُولِي |
أَيَّ شَيءٍ , بِقَسوَةٍ ؛ أَو بِرِفقِ |
وَ اغضَبِي , أَو لَا تَغضَبِي , وَ اضحَكِي لِي |
أَو فَهُزِّينِي بَينَ رَعدٍ وَ بَرقِ |
ثَوِّرِي الأرضَ بِالزَّلَازِلِ تَحتِي |
وَ أَبَابِيلَ حَلِّقِي - وَيَّ - فَوقِي |
أَنتِ نَجوايَ ؛ أَنتِ مَعنَى وُجُودِي |
فَخُذِينِي إِلَيكِ قَدْ عَيَّ نُطقِي |
أَو فَخَلِّينِي فَوقَ كَفَّيكِ وَشْمًا |
فَحَرِيرُ الكَفَّينِ - يَا " بُثنُ " - حَقِّي |
قَرِّبِينِي ؛ فَمَلْمِسُ الخَدِّ يُغرِي |
قُبلَتِي , وَ العُيُونُ تَفضَحُ شَوقِي |
وَ أَفِيضِي عَلَيَّ مِنْ عِطرِ خَالٍ |
يَتَثَنَّى كَاليَاسَمِينِ الدِّمَشقِي |
زَمجِرِي ؛ لَكِنْ - هُنا - فَوقَ صَدرِي |
وَ اعصِفِي ؛ لَكِنْ فِي أَحَاسِيسِيَ ابقِي |
كُلَّ مَا تَفعَلِينَ أَقْبَلُ إِلَّا |
أَنْ تَرُوحِي فَيَسرِقُ الغَربُ شَرقِي |
لَيتَ شِعرِي ؛ لَو تَنظُرِينَ لِيَأسِي |
يَتَلَوَّى مَا بَينَ حَرقٍ وَ صَعقِ |
لَتَعَفَّفْتِ عَنْ صُنُوفِ عَذابِي |
وَ لَأَحجَمتِ عَنْ تَفاصِيلِ سَحقِي |
يَا شُعاعًا مِنْ بَدرِيَ الْــ : يَتَبَاهَى |
فِي سَمائِي - عَلَى النُّجُومِ - بِفَلقِ |
أَمطِرِينِي بِوَابِلِ الضَّوءِ ؛ أَعمَى |
عَينِيَ الَّليلُ , فِي اشتِيَاقِي لِبَثقِ |
أَهُنا ؟ أَمْ هُناكَ ؟ أَمْ حَولَ سِدرِي ؟ |
أَمْ خِلَالَ الخَيَالِ يَختَالُ نَبقِي ؟ |
أَمْ هُوَ الوَهْمُ مَا يَطُوفُ بِعَقْلِي |
عِندَما - يَا " بُثَينُ " - خِلْتُكِ عِثقِي ؟ |
آهِ ؛ وَ الآهُ بَعضُ نَوحِ وَجِيبِي |
تَتَهاوَى عَلَى النِّيَاطِ بِرَشقِ |
سَكِّنِيها - " بُثَينَةٌ " - بِعِتَابٍ |
وَ امنَحِي القَلبَ فُرصَةً , لَا تَشُقَّي |
وَ إِذا بَعدَها غَلِطتُ فَدُقِّي |
أَضلُعِي - يَا " بُثَينَةٌ " - بِالمِدَقِّ |