هَلْ يُحرِقونَ الماءَ أم لا يَنْفِضونَ النارَ عن قلبي...
و في قلبي يريحونَ البَنَفْسجَ من رماديّاتِهِ ..
و يخلّصونَ الرّمْلَ منْهُ تَعَنّتاً و يُغادرونْ؟!
هل يفعلونْ..؟!
العابِرونْ!!
صَمتاً..و وردي في جَنازَتِهِ يُغنّي..
و أنا أُغنّي ميّتاً خَشِنَ الدموعْ
صَمْتاً..و أوبْرا الشوكِ غائرةُ التثنّي..
في الضلوعْ
صمتاً:
|
موتي قَريـبٌ و القُبـورُ بعيـدةٌ |
و الرملُ شرّشَ في نضارةِ ظلّي |
كُلّي ..لِمَنْ كَسَفتْ شُموسي عُنْوةً |
و أَتَتْ على قَمْحِ الرؤى ..و الفُلّ |
كَفَرَ (البـلارُ) بزقزقاتـي كثّـةً |
و كمانةٌ فـي لوعتـيّ تصلّـي |
|
|
رُدّوا على الكَفَنِ الكَمَنجةِ لحنَهُ العاري..
وَ وَخْزَ حَنوطِهِ الوتريَّ
رُدّوا النارَ للنارِ
و رُدّوني إليَّ
أنا استعاراتي ,,أنا شَبَحي ..
و ملحُ الماءِ ,ماءُ الملحِ في الصدأ المُحنّطِ ملَْ مرآتي
أنا فرحي الحزينُ
أنا أنا
وطنٌ أحاولُ مَوطِنا
ما عُدتُّ أقتَرِفُ الحنينَ و لا يُصابُ بيَ الحنينُ
مُرّي عليّ و لا تمرّي حيثُ نحنُ و لا أنا:
|
تَعَريّ في المَجازِ الطّلْـقِ هَيّـا |
و بُثّـي نـورَسَ الإيقـاعِ فيّـا |
تَعَـريّ سنديانـاً و استَبيحـي |
كَفافَ الشمـسِ داخـرةً مليّـا |
و عَرّي سَفْحَ وشوشتي سِفاحـا |
قضى سجعُ الشّغافِ الشّطحُ حيّا |
|
|
(سيزيفُ) أتعبني الوقوفُ بقلبِكِ التَّعِبِ المُعارِ..
لِصَخْرَةٍ تَعِبَتْ على آثامِ صَبْرِكَ
فاستَرِحْ مِنْكَ استَرِحْ
و امسَحْ عن الصّخْرِ المَهيضِ غُبارُهُ عرقاً سُفِحْ
فالشمسُ ما بينَ التآكُلِ و انحسارِ الملحِ عن شَهَواتِهِ
و عن التُّرابِ النورِ بين الطينِ و اللاطينْ
مزقٌ
سآخذُ حكمةَ الحَجَرِ المُجفّفِ من روائيّاتِهِ,
و فَصاحةِ التكوينْ
و أكونُ ما سأكونْ
خُذْنا إلى ما بَعْدَنا(بيجاسوسُ) الحُلُمُ المُجنّحُ
طِرْ إلى الأُسطورةِ العَدَمِ الحقيقةِ
طِرْ إلى موتِ الفَراشِ على استواءِ النّارِ ..
في الصورِ الطليقةِ
و انكسارِ الرّملِ من عتَبِ الزّجاجْ
و مِنَ اضطرامِ الهَمْسِ في شبَقِ العَجاجْ
مُرّي و لكن لا تمرّي حيثُ نحنُ و لا أنا:
|
ما اشتُقَّ صوتُكَ مِنْ رؤى تَحْريفِ |
فاخلعْ خيالَكَ أيّهـا (السيزيفـي) |
و اخلعْ بوادِ الوَرْدِ نعلَكَ عَوْسَجاً |
و انزَعْ شُرودَكَ مِنْ أنينِ الصّوفِ |
و خُذِ الجواهرِ من بلاغةِ أخرسٍ |
و طلاقةَ الإبصارِ مـن مكفـوفِ |
|
|
الآنَ أصعدُ كامِلَ الإيحاءِ
حيثُ الورْدُ
حيثُ الشوقُ أوّلَ شَوْكِهِ
بِنَزَاهةِ الأسماءِ..
لا ترتدُّ ..
عن وَرَعِ الندى في نُسْكِهِ
و الآنَ أهبطُ من تُرابٍ لا ترابٍ..
صوبَ لوتسةٍ على شَفَةِ السّماءْ
و الآنَ أصعدُ من بخارٍ لا بخارٍ في صقيعِ اللوزِ..
نحوَ الجمرِ في شِبْهِ اكتواءْ
و الآنَ أُصبِحُ في مَهبِّ الزيزفونْ
في العُشْبِ
في النّاياتِ
في وِرْدِ السّفَرْجَلِ ,في جوى الليمونْ
و لقدْ أكونُ و لا أكونْ
ألْقَيْتُ في بِئْرِ الأماني القلبَ..
ألْقيْتُ الأغاني و الرّبابَةَ و الوَتَرْ
ألْقيتُ صوتي_صوْتَهُ_ و أناملي الأصداءَ
ألقيتُ اللياليَ و القمرْ
كي أستعيدَ الحُبّ من مُهَجِ الحكايا
كي أستعيدكِ مِنْكِ
من سِفْرِ المرايا..
و احتقاناتِ القَدَرْ
مُرّي و مُرّي..
صَوْمِعي نَبْضي اختلاجاً ..
لَسْعَةً في الياسَمينِ
صَوْمِعيني
و تَرَهّبي بي ألفَ ألفَ فراشةٍ ناريّةٍ شغفيّةٍ..
و لتحرقيني يا جُنوناً في جنونِ ..
و حَنيناً في حَنينِ
مُرّي عليّ ..و لا تمرّي حيثُ نحنُ و لا أنا:
|
(تُعاقِبُنـي الحبيبـةُ بالغـيـابِ |
فَما أقسـى تفاصيـلَ العقـابِ) |
و ما أقسى اغترابَكِ فيكِ حتّـى |
ضياعِ الشمسِ في وَشَكِ اغترابي |
على (بُزُقيّـةِ) الذكـرى أراهـا |
يُضمّدُ جُرحَها الجاري ضبابـي |
|
|
تُلقينَ رِمْشَ القلبِ عن عَمَدِ الصبابةِ
حيثُ أُلقي الروحَ كِبْراً..
عن تَكبُّرِها
فتيهي في القُرُنفلِ و النّسائمِ و السّحابةِ..
في (تَغندُرِها)
و رُدّي العَرْشَ يا (بلقيسَ) أوردتي..
إلى سبأ الجمالِ
و لا تعودي عن ضلالِ الشوقِ في (هوليكوسْتِ) أخيلتي
و شُبّي في الظّلالِ ..
على شفا لُغَتي
و كوني حيثُ لا كانوا
و غُلّي حيثُ لا أضغاث غيرِك
بحرَانِ من عُمْري و عُمْرِك ..
لا الزمانُ و لا المكانُ
لا تعْبُري معَهُمْ (صَهيرَ)الزّئبَقِ المجروحِ
أو ما يعبُرونْ
السائرونَ على نُثارِ الليلَكِ الدمويّ يَنْتَحِلونَ نبْضَ دمي و يرتَحِلونْ
الحائرونَ يُفتّشونَ عنِ اللحونْ
و يُبَصّرونْ
لا يعرفونْ..ما أعرفُ
لا يسمعونْ..ما أعزفُ
العابرونَ العابرونْ