و تساقط الحديث في دواخلي
حيث تبادلت اطرافه انا (1)... و أنا (2) ...
أنا 1: لم انت والكتابة وجهان لعملة واحدة ؟
أنا 2 : لا جواب !!
انا 1 : لم لا تجيبين ؟ ساعيده بصيغة اخرى :
لم تحبين الكتابة أكثر من حبك لنفسك ؟
أنا 2 : لحظة صمت !!
و لاتزال الانا 1 تتخبط بين سؤال وآخر ..
و صداها يرتد اليها دون تلقي اجوبة ..
و هي تتأمل الانا 2 وكأنهما امرأتين مختلفين ..
احداهما منتصبة بكبرياء و الاخرى طريحة أرضا ..
لم تتوصلا حينها الى انهما انا و انا ..
فقطعت عليها انا 2 حبل تفكيرها بعد ان استجمعت انفاسها متلعثمة
و علامات الاستغراب تملأ محياها :
لم تريدني ان أخلق اجوبة على مجموعة استفهامات
القتها هي على ارصفة الواقع
و رحلت عنها بعيدا ؟ وبدأت ترد على اسئلتها :
او ليست الكتابة لغة ؟
او ليست اللغة مجموعة من كلمات ؟
احب الكتابة لانها لغة مختلفة ..
وسيلة من نوع آخر .. للتواصل في زمن تتسارع تطوراته
و تتلاحق ثوراته..
حيث ان اللغة بدأت بصور تعبيرية .. و كان لكل صورة معنى ..
و لكل مجموعة صور دلالة ..
و مع التطورات العلمية و ظروف العيش للانسان ..
انتقل الى التعبير عنها اختصارها واختزالها في حروف ..
لتكون مجموعة الحروف كلمة .. و تتحد الكلمات و تنشئ جملا مفيدة ..
و عندما تجمع الجمل المفيدة بشكل منسق و مرتب ..
تتكون لدينا الكتابة ..
يعتبرها البعض هرب من الواقع .. وتحليق في سماءات الخيال ..
الذي يحملك تارة فوق السحاب .. وتارة الى باطن الارض
و اخرى يتركك معلقا بينهما .. تتأمل السماء بعينين مزهرتين ..
تنتشي فرحا بجمالها و روعة رسومها .. و تحملق في الارض سرورا باخضرارها ..
و بكل معاني الجمال فيها ..
و يعتبرها البعض الاخر وسلية للتعبير عن اخطاء ذلك الواقع ..
و التطلع من خلال الحروف للتوصل الى سبل لعلاج وعكاته و ازماته ..
و ترميم اخطائه ..
و البعض الاخر يعتبرها مجرد ملاذ للترويح عما يجول في داخله ..
فهي بمثابة شكوى تملؤها الدموع تارة و تارة اخرى ابتسامات عريضة ..
لصديق صامت .. يسمعك دون مقاطعة .. و يفهمك كما تحب ان يفهمك ..
دون حتى ان يستفسر على نقطة ما احتوتها كلماتك ..
و يعتبرها البعض مصدر رزقهم لانهم لا يتقنون اي عمل غير الكتابة ..
..
تتباين رؤى الناس لهذه النعمة ..
بين عاشق .. و متفنن ..
و آخر يتخذها مهنة ..
اما عني انا .. ( اقصد انا وانت ِ )
فهي ساحرتي التي تستهويني ..
هي مرآة فكري .. و صفحة ماء روحي ..
فمن يقرأ كتاباتي كأنما يقرؤني ..
يسبر اغواري .. يشق عبابي ..
تتجلى له شخصيتي ..
فيراني ..
و يعرفني ..
و يوما بعد آخر تترسخ في مخيلتي كلمات العزيز الحكيم :
* و ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد *
صدق المولى الكريم
و هذا ما يؤكد لي في كل مرة أكثر ..
انها لغة اخرى ..
اؤمن بها .. وتؤمن بي ..
بقلمي
وئام