تسير فوق الرمال البارد ه المبتله حافيه القدمين تحمل حذاؤها بيدها تحس بالرطوبه تخترق جسدها تتلفت الي اليمين والى الشمال ... لاتعير الجميع اي هتمام ...يرتفع موج البحر وتتلبد السماء بالغبوم والريح تصفر مخلفه ازيزا حادا . رفعت راسها باتجاه البحر ناظره ...كانها رات شيئا يلوح في الافق . سارت نحو الماء وهي تغطي عيناها براحتها ...تنظر بين الحين والاخر من خلال اصايعها ...تراجعت بعد ان لطمها الموج محذرا اياها من التقدم او البقاء... التفتت خلفها لتتاكد من رؤياها ولكن كل شىء قد تبخر.رائحه الرطوبه والملح وامواج البحر المتتاليه ...اصوات الاطفال الذين يلهون على الشاطىء وطيور النورس تطير في كل مكان... هبات ريح خفيفه تبعث في نفسه ارتياحا ....وهو جالس على كرسيه في المقهى المطل على البحر... نظر الى ساعته ضجرا لقد تاخرت ...لم كل هذا التاخير... كانت تاتي في موعدها... ربما مريضه اوانه حصل معها شىء طارىء... بداء يبحث لها عن عذر او اكثر مضت عشر دقائق ...بدا القلق يدب في نفسه ربما لا تاتي اليوم... لاح خيالها من بعيد ...وقف ناظرا باتجاهها ليتاكد ...انها هي ...لابد ان تكن هي... عاد الى جلسته الاولى وطلب فنجانا اخر من القهوه... وبداء يتصفح الجريده التي قراها من قبل ...مرت من امامه وهي ترسم خطين متوازيين على الرمل.... حاول لفت انتباهها ولكنه لم يفلح كما حدث من قبل مرات عده... وقفت تنظر الى البحر طيور النورس تحلق فوقها... نظرت اليها لوحت لها ثم جلست في ذات المكان تنظر الى البحر... وشعرها الاسود الطويل يطير بفعل هبات النسيم .قرر ان يتحدث اليها ...استجمع قواه .نادى خادم المطعم يريد ان يدفع الحساب ...سار في الممر الضيق هابطا من بين الاعشاب... دقات قلبه تتزادد كلما اقترب... لكنها رحلت قبل ان يصل ...بداء يتمم ويلعن خادم المطعم الذي اخره... عاد الى مكانه ضجرا... ولكن غدا نعم غدا سافعل... لن اتردد. لم ينم الا قليلا كان ينظر الى ساعته يعد الدقائق ...آه ما اطول هذا الليل شعر بنعاس شديد ورغبه جارفه للنوم عندما اشرقت الشمس... لكنه سارع الى دلة القهوه مستنجدا بها... لن اجلس على المقهى هذه المره ...انما على الشاطىء قريبا من مكانها وهو ينظر في المرآه يسرح شعره سارحا بذهنه ... بداء يتذكر الكلمات وماذا سيقول لها عندما يراها ...يالهي مالذي يجري ...انها ليست المره الاولى التي أتحدث فيها الى فتاه ...لكني احس بشىء خفي يدفعني... ما هذا الفضول الغريب... لابد لي ان اعرف . سار بخطوات متسارعه نحو الشاطىء لا يريد ان يتاخر جلس ليس بعيدا عن مكانها جاءت في موعدها ...خجله وارتباكه يزداد كلما اقتربت... جلست في مكانها المعتاد تنطر الى البحر ...تتابع بنطراتها طيور النورس وقد ثنت ساقيها عاقده ذراعيها حولهما .نهض متجها اليها ...وقف امامها حاجبا عنها البحرقائلا صباح الخير انا... انا...تلعثم نسى ما ردده عشرات المرات طول الليل, يالهي ساعدني اريد ان ..ان اقول...القت براسها على ركبتيها غير عابئه بما يقول ...ازداد حرجه وتلعثمه ...تركها وعاد ادراجه . تضع والدته يدها على جبينه الحمدلله خفت الحراره اليوم احسن بكثير من يوم امس وقبله . ماذا امس... منذ متى وانا ملقى هنا متسائلا . منذ ثلاثه ايام يا بني ...درجه حرارتك كانت مرتفعه وكنت تهذي تتحدث بكلمات غير مفهومه عن البحر والفتاه و..واشياء كثيره... اكيد اصبت بضربه شمس ...عليك ان تحذر الجلوس في الشمس طويلا على الشاطىء, حاول النهوض لكن قدماه لم تسعفاه وعاد للسرير ثانيه .راه خادم المطعم وقد استبد به القلق و هوينظر الى ساعته بين الفينه والاخرى... اقترب منه وهو يحضر له فنجانا جديدا من القهوه قائلا لن تاتي... لم ينتبه في بادىء الامر... ثم نظر اليه مره اخرى قائلا ماذا قلت... اعده مرة اخرى , اجاب الخادم في تردد هذه المره انها لن تاتي... قاطعه قائلا لماذا... وما الذي حصل . لقد كان ذلك قبل يومين حين حضرت في موعدها... رايتها تتحدث الي طائر النورس الذي حط امامها ثم اسرعت باتجاه بائع الورد.نعم لقد اشترت ورده حمراء وسارت باتجاه البحر ثم رمتها في الماء هناك...بائع اليانصيب قال انه راى الدمع على خديها...قال اخر انه راها تنظر الى البحر و هي تبتسم..., رأها قادمه من بعيد ركض نحوها بسرعه ...عندما اقترب منها توقف ...لقد كانت فتاه اخرى.