|
تَمشِي ؛ فَتَتبَعُها الأعنَاقُ وَ المُقَلُ |
كَوَمضَةٍ فِي بَهَاءِ النُّورِ تَنتَقِلُ |
فَوقَ الشَّغَافِ تَهَادَتْ عِندَمَا خَطَرَتْ |
بَينَ الحُشُودِ , وَ مَا لِي عِندَهَا أَمَلُ |
يَغَارُ مِنْ خَدِّها وَردُ الحَدائِقِ لَو |
مَرَّتْ عَلَيهِ , وَ مِنْ خُطوَاتِها الحَجَلُ |
كَسلَى الرُّمُوشِ عَلَى مَكرٍ تُطَبِّقُها |
فَيَرسِمُ الحُسنَ - مِنْ إِيمائِها - الكَسَلُ |
لَا البَدرُ يَبلُغُ بِالأنوَارِ طَلعَتَها |
وَ لَا النُّجُومُ إِذا فِي اللَّيلِ تَشتَعِلُ |
أَجهَدتُ فِي وَصفِها نَظمَ القَرِيضَ سُدَى |
وَ نَاءَ فِيها بَسِيطُ الشِّعرِ ؛ وَ الرَّمَلُ |
فَلَا القَوافِي - وَ قَدْ رَوَّيتُها بِدَمِي - |
تَمَخَّضَتْ عَنْ فَصِيحِ القَولِ , لَا الجُمَلُ |
وَ لَا " فَعُولٌ " عَلَى شَطِّ المُنَى رَكَزَتْ |
مِرسَاتُها فِي بُحُورِ الحُبِّ , لَا " فَعِلُ " |
أُعَاتِبُ الشِّعرَ , كَيفَ استَنزَفَتْ دَمَهُ |
بِلُثغَةِ الرَّاءِ حَتَّى طَالَهُ الخَبَلُ |
دَنَوتُ ؛ فَاسَّارَعَتْ فِي النَّفسِ صَاعِقَةٌ |
عَلَى هَشِيمِيَ كَالإعصَارِ تَنفَعِلُ |
( مَهلًا ) ؛ بِرَغمِ امتِنَاعِي صِحتُ فِي وَجَلٍ |
فَفَتَّقَ الوَردَ - فِي وُجنَاتِها - الخَجَلُ |
وَ حَدَّقَتْ بِي عَلَى مَهلٍ فَمَزَّقَنِي |
مَهلُ القَوَاطِعِ لَمَّا استَلَّها العَجَلُ |
مَدَدتُ كَفِّيَ فِي " لَا وَعيِ " بَادِرَةٍ |
مِنْ شَوقِ عَاطِفَةٍ فِي القَلبِ تَعتَمِلُ |
فَصَافَحَتنِيَ حَتَّى كَفِّيَ انصَهَرَتْ |
فَذُبتُ مِنْ لَمسَةٍ بِالوَجدِ تَتَّصِلُ |
ضَمَمتُها بَينَ أَضلَاعِي عَلَى عَطَشٍ |
فَأَمطَرَتنِيَ حَتَّى نَالَنِي البَلَلُ |
نِظَامُ أَهوَائِيَ الفَعمَاءَ مُذْ عَبَرَتْ |
عَلَى جُنُونِيَ قَدْ أَزرَى بِهِ الخَلَلُ |
وَ ثَائِرُ العَزمِ فِي أَفكَارِ أَخيِلَتِي |
لَمَّا عَدَتْ فَوقَهُ , قَدْ هَدَّهُ الشَّلَلُ |
مَا قَبَّلَتنِي وَ لَكِنِّي عَلَى خَرَفٍ |
قَبَّلتُها فَاشتَكَتْ مِنْ حَرِّيَ القُبَلُ |
فَدَافَعَتنِيَ ؛ وَ الأشوَاقُ تَغلِبُنِي |
وَ غَادَرَتنِي , وَ مَا لِي دُونَها بَدَلُ |
فَرَّتْ , فَمَا لِي - مِنَ الزَّهرِ - الرَّحِيقُ , وَ لَا |
- مِنْ لَسعَةِ النَّحلِ - لَا شَهدٌ ؛ وَ لَا عَسَلُ |
حَاوَلتُ ؛ فَاحتَلتُ أَنْ أَلقَى طَرَائِقَها |
فَخَابَتِ السُّبُلُ الحَمقَاءُ ؛ وَ الحِيَلُ |
وَ بِتُّ وَحدِيَ فِي ثَغرِ الغِيَابِ ؛ كَمَنْ |
تَنَازَعَتهُ - بِأَنيَابِ النَّوَى - الغِيَلُ |
مُشَرَّدًا فِي ضَلَالَاتِي وَ مُنهَزِمًا |
مُحَطَّمَ الرُّوحِ , قَدْ أَعيَتنِيَ العِلَلُ |
أَهذِي بِها مُنذُ أَنْ عَاقَرتُ خَمرَتَها |
كَأَنَّنِي - مِنْ لَمَى أَقدَاحِها - الثَّمِلُ |
لِلَّهِ مَنْ لَو - مِرارًا - خَامَرَتْ فِكَرِي |
طُيُوفُها - فِتنَةَ الأحلَامِ - تَختَزِلُ |
مَازَالَ فِي القَلبِ مِنها مَوضِعٌ كَلِفٌ |
بِها , وَ فِي الفِكرِ رُكنٌ - وَيَّ - مُنذَهِلُ |
أَكُلَّمَا ادَّكَرَ الجُرحُ النَّزِيفَ ؛ بَكَى |
شِعرِي , وَ هَاجَتْ بِهِ الأوهَامُ ؛ وَ الجَدَلُ ؟ |
وَ ضَجَّتِ الرِّيحُ فِي آرامِ ذَاكِرَتِي |
وَ حَطَّمَتنِي كَأَنِّي - بَعدَها - طَلَلُ ؟ |