بجماجم الشهداء
بجماجمِ الشهداءِ والثوّارِ
يبقى العراقُ كمارجٍ من نارِ
وتظلُّ عاصمةُ الرشيدِ عصيَّةً
في كلِّ منعطفٍ على الأشرارِ
يبقى العراقُ على المدى بسواعدٍ
سمرٍ شدادٍ قبلةَ الأنظارِ
أرضٌ إليها المكرمات تسابقت
فتكلّلت ساحاتها بالغارِ
فيها البطولةُ يُستطابُ رحيقُها
وبها الجهادُ يتيهُ بالإيثارِ
وبها رؤوسُ الغاصبينَ تفجَّرت
بلظى جحيمِ الفتية الأخيارِ
يا أرضَ بغداد السلام أيزدهي
وردٌ وروضكِ ميّتَ الأزهارِ
أيطيبُ عيشٌ في الزمانِ ودجلةٌ
يشكو الضّياعَ بلجّةِ التيارِ
هذي صروحُك والسنينُ شواهدٌ
لن تستكينَ لماردٍ جبّارِ
تحلو الشهادةُ في رباكِ وسرُّها
أضحى لنا وطرًا من الأوطارِ
وسبيلُ جلادِ الشعوب تحوطهُ
أسدٌ لنيلِ المكرمات ضواري
للآن صوت الفاتحين مجلجلٌ
يحيي النفوسَ بأصدقِ الأخبارِ
لن ينحني نخلُ العراقِ وفرعُهُ
يبقى منيفًا كالسنا الموّارِ
وتظلُّ بغداد السلامِ كعهدِها
فوق البسيطة زهرةَ الأقطارِ
ويظلُّ فيها النّصرُ سرٌّ كامنٌ
فانظر فُديتَ جميلَ صنعِ الباري