إمرأةٌ ناشِزْ


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



خربشات حوارية بين إمرأة ناشِزْ وزوجها الحَجاّر العاطل عن العمل بسب الحصار الجائر على غزة المجد والعزة:

كانَ هناك في جنوبِ الوطنْ - قبل الحصارِ والدمار ِوالمِحنْ

رجلٌ عاملٌ مكافحٌ صابرٌ طيبٌ ودود
وكانت لهُ زوجةً حَسناء ثرثارًة وَلود
وكان عملهُ في مَحجر ٍ لتفجيرِ البارود

وكان يعملُ بجدٍ وكَدٍ مجَبولان بالعَرق والهم
ليُؤَمَّنَ لعائلتهِ طعامهم ان إستطاعَ يوماً بيوم

ومَرت عليه في عملهَ السنينَ والاعوام
وهو صابرٌ على شقائه ِبامانةٍ وإهتِمام

وكان كلَّ يومٍ يجلبُ لأهلهِ ما تيسرَ من طعام

وفي يومٍ ٍجارتْ عليهِ كما على غيرهِ الايام
عندما أَتى الحصارُ والقتلُ والجوعُ والظَّلام

حيث ُمُنِع َمن مُزاولةِ عَملهِ بتفجيرِ الالغام
فعادَ الى بيته ِمَهموماً حزيناً بدونِ طعام
خاليَ الوِفاضِ يد اً من ورى ويداًمن قُدام

فَنظرتْ زوجته ًالى يديهِ الفارغتين حانقةً بِدونِ كلام
ثم تَطلعتْ الى وجههِ قائلتةًً: أََصرتَ أعوراً هذهِ الايام ؟


َفردَّ بحزنٍ وأَلمٍ قائلا: يا هذهِ انا أَعورٌ منذُ أربعينَ عام
أَلا تعرفينَ ذلكَ مُنذ تَزوجنا ونحنُ في فراشٍ واحدٍ نَنام

قالت: كُنتُ أنظرُ كُلَّ يومٍ إلى يَديكَ والى سَلةِ الطَّعام
وَمالي بِكَ َوبشكلكَ العَفنِ لا رغبةً ولا مَحبةً و لا هُيام
أَتظنني كُنت أَذوبُ فيكَ حُباًّ وعِشقا ًولوعةً وَغرَام ؟

فقال لها: أَنتِ طالقٌ بالثلاثةِ لا يَرُدُّكِ أحد ٌ ولا تَيسُ أَغنام

هذا ليسَ شِعراً وإنِّما حِكايةٌ صارت في الوطنِ هذهِ الأيام

أَرجو أَن تَفي خَربشاتي القَْصدَ والحِكمةَ مِن هذا الكلام

ابو المعتصم
20-10-2008