هذا حوار ممتع مع أخي وأستاذي عبد العزيز الحامدي في أحد المنتديات حول ضرب المتقارب:
خشان:
يجوز في المتقارب أن ينتهي الصدر بالرقم 1 ولا ضرورة لإشباعه بل لا يصح إشباعه لغة إذا انتهى بمتحرك، بل لعله لا يجوز أن ينتهي الصدر قي المتقارب بالرقم2 ( في غير صدر المطلع على سبيل التصريع ) وهذا ما أنوي استقصائه وأطلب مساعدتكم فيه من خلال تتبع القصائد على هذا البحر القديمة خاصة، وعليه يكون الصواب ما هووارد بين القوسين. ( يصعب علي التلوين في المنتدى )
أَعِرْنِيْ جَنَاحَيْكَ قَبْلَ الْغُرُوْبِ .... فَإِنِّيْ سَئِمْتُ انْعِطَافَ الدُّرُوْبِ
أَعِرْ 3 - نِيْ 2 - جَنَا 3 - حَيْ 2 - كَقَبْ 3 - لَلْ 2 - غُرُوْ 3 - بِيْ 2 ( بِ1)
فإنْ 3 – ني 2 - سَئِمْ 3 - تُنْ - عِطَا 3 - فَدْ 2 - دُرُو 3 - بِيْ
تبيتُ على شاشةِ المُلهيات ** وَ تصحو على عيشةٍ ناعِمه
تبي 3 – تو 2 – على 3 – شا 2 – شتل 3 – مُلْ 2 – هيا 3 – تي 2 (تِ 1)
وتصْ 3 – حو 2 – على 3 – عي 2 – شتِن 3 – نا 2 – عِمه 3
وترسم آمالها فـي السـراب ...... وتحلـم فـي ليلـة حالـمـةْ
وتر-3-سمآ-3-ما-2-لها-3-فس-2-سرا-3-بي-2 (بِ 1)
وهكذا
فإن أصلنا يعود (1) إلى أصله 2
**************
عبد العزيز الحامدي:
الأخ العزيز الأستاذ خشان :
ذكرت منذ مدة مايلي :
أخي وأستاذي الكريم
ثمة مسلمات في العروض تحتاج لإعادة نظر
منها أن صدر المتقارب = 3 2 3 2 3 2 3 2
ومنها أن صدر الرمل = 2 3 4 3 4 3 2
وأنا لم أجد في العربية قصيدة تلتزم أبيات المتقارب فيها انتهاء الصدر ب 2 في أبياتها
صحيح ينتهي الصدر أحيانا ب 1 ولي في هذا بحث أظنه سيمتعك عندما ينشر
وهكذا فإن اعتماد الصدر 3 2 3 2 3 2 3 يوافق الأغلب وعلى سبيل الاحتياط فقد أثبتت أستاذتنا الرقم 2 في الصدور وجعلته رماديا إشارة إلى حذفه أو كمونه أو تمظهره بالرقم 1 أحيانا.
وفي بحثي عثرت على المرجع الآتي :
جاء في كتاب ( المفصل ) في العروض والقافية وفنون الشعر . تأليف : عدنان حقي .-
طباعة مؤسسة الإيمان - دار الرشيد - الطبعة الأولى 1407 هـ -1987 م - من الصفحة 110 حتى 115
في موضوع البحر المتقارب :
مثال العروض التام الصحيح والضرب الصحيح :
وكنا نعدك للنائبات ِ **** فها نحن نطلب منك الأمانا
( وقطعها بإشباع التاء : للنائباتي )
( وفي التمارين ):
قال المتنبي :
أنا ابن اللقاء أنا ابن السخاء ِ **** أنا ابن الضراب أنا ابن الطعان ِ
أنا ابن الفيافي أنا ابن القوافي *** أنا ابن السروج أنا ابن الرهان ِ
انتهى
نلاحظ أستاذ خشان ( القوافي ) وهي تنتهي بـ 3 2 وحتى إيقاعيا ً وموسيقيا ً لا نجد صعوبة ً أو ثقلا ً ، وأرى أن التام بهذا الشكل هو الأصل ولا يتعارض - على حد علمي - مع مفهوم الرقمي
تحية لك أستاذي
**************
خشان:
أخي وأستاذي الكريم عبد العزيز الحامدي
وجهة نظرك وجيهة ولكنها تحمل في طياتها بعض التأييد لوجهة نظري من حيث :
1- أن البيت المذكور في قصيدة المتنبي هو البيت الوحيد في القصيدة الذي ينتهي صدره ب 2 من مجموع أبيات القصيدة وعددها تسعة أبيات.
2- استشهاد الأستاذ عدنان حقي بالبيت :
وكنا نعدك للنائبات ِ **** فها نحن نطلب منك الأمانا
بلفظ النائبات (ي ) دليل ضد ما ذهب إليه، ذلك أنه خروج عما هو سائد – بلا استثناء أعرفه – في الشعر العربي من عدم جواز إشباع حركة المعرف في آخر الصدر إلا عند التصريع كأن يكون البيت مطلع قصيدة رويها التاء على النحو التالي مثلا :
وكنا نعدك للنائبات ِ (ي )**** فها نحن ما بين ذاتٍ وذاتِ (ي)
ورجعت لكتاب الدكتور محمد الطويل فوجدته يستشهد على هذا العروض ببيت بشامة بن الغدير :
هَجَرتَ أُمامَةَ هَجراً طَويلا........... وَحَمَّلَكَ النَأيُ عِبئاً ثَقيلا
وهذا البيت هو مطلع القصيدة وعدة أبياتها 38 بيتا
ويحمل هذا البيت على التصريع.
ورد فيها من صنفه بيت واحد لا غير وهو قوله:
تَطَرَّدُ أَطرافَ عامٍ خَصيبٍ ............ وَلَم يُشلِ عَبدٌ إِلَيها فَصيلا
وعدت للكافي للخطيب للتبريزي فوجدته يستشهد ببيت بشر بن أبي حازم:
فَأَمّا تَميمٌ تَميمُ بنُ مُرٍّ .............. فَأَلفاهُمُ القَومُ رَوبى نِياما
فألفيته وحيد صنفه في قصيدته التي مطلعها :
غَشيتَ لِلَيلى بِشَرقٍ مُقاما..........فَهاجَ لَكَ الرَسمُ مِنها سَقاما
وعدد أبياتها تسعة عشر.
والملاحظ على الكلمة التي يقع مثل هذا الضرب فيها أنها نكرة منونة ( أو علم بصيغة النكرة مثل مرّ)
عدت لقصيدة المتنبي :
فَهِمتُ الكِتابَ أَبَرَّ الكُتُب.............فَسَمعاً لِأَمرِ أَميرِ العَرَب
ليس بينها بيت واحد ينتهي ب 2
وهي من 44 بيتا ليس بينها بيت واحد ينتهي ب 2
فهل نعتبر مثل هذه الأبيات النادرة دليل جواز أم استثناء ؟
كلاهما وارد، وأنا أميل إلى اعتبارها استثناء أو على الأقل ندرة.
حظي النحو العربي بتصنيف يختلف نهجا عما حظي به العروض. فتم في النحو اعتبار الحالات النادرة حالات لا يقاس عليها. واعتمد الشائع منها على خلاف العروض حيث لم يقتصر الأمر على اعتماد الحالات النادرة كقواعد، بل يقال - وأظنه لا يخلو من صحة – أنه تم وضع شواهد لزحافات لم يرد عليها شعر. كما يرى ذلك في شاهد (مستفعلُ ) التي في الخفيف الدكتور مصطفى حركات.
تم كل ذلك تحت سطوة خدود التفعيلة التي تقوم كأهم فارق بين الرقمي والتفعيلي، والسؤال الذي يطرح نفسه : هل يجوز ورود (عروضين) لضرب واحد ( ما بين القوسين)؟
3 2 3 2 3 2 (3) ..............3 2 3 2 3 2 3 2
و
3 2 3 2 3 2 (3 2) ..........3 2 3 2 3 2 3 2
لقد اقترحت تعبيري منطقة العروض بدلا من العروض ومنطقة الضرب بدلا من الضرب
والمقصود بالمنطقة في المتقارب والمتدارك آخر مقطعين مجموعهما خمسة دون اعتبار حدود التفاعيل. والحديث في هذا ذو شجون وعندي تصور تام عنه وأتمنى أن يتاح لي الوقت لكتابته.
وفي حالة صدر المتقارب فإن منطقة العروض في الأوزان التالية هي ما بين قوسين ، التي لا تقيم اعتبارا لحدود التفاعيل
3 2 3 2 3 (2 3) ...........3 2 3 2 3 2 3 2
3 2 3 2 3 (2 3 ) 1 ...........3 2 3 2 3 2 3 2
وفي الصدر الثاني فإننا نعتبر هذا الرقم 1 زائدا وليس من منطقة الضرب
كيف زائد ؟ هو متزحلق بين آخر الصدر وأول العجز وأظنه أشبه ما يكون بقطعة الغيار لزوم العجز
قارن بين أزواج الأبيات التالية :
وَقُلتُ لَها كُنتِ قَد تَعلَميـ.......... ـنَ مُنذُ ثَوى الرَكبُ عَنّا غَفولا
وَقُلتُ لَها كُنتِ قَد تَعلَميـنَ.......... ومُنذُ ثَوى الرَكبُ عَنّا غَفولا
فَإِنكُمُ وَعَطاءُ الرِهانِ...........إِذا جَرَّتِ الحَربُ جُلّاً جَليلا
فَإِنكُمُ وَعَطاءُ الرِها...........نِ قد جَرَّتِ الحَربُ جُلّاً جَليلا
أعرف أن ما تقدم يحتاج تفصيلا يقصر عنه المجال، والموضوع لا يخلو من حاجة لمزيد من النظر ولمثل هذا النظر ما يبرره.