|
عرفتُك في الحياة أنيـس سـري |
وفي جهري تراقب كل أمـري |
وحبـي فيـك لا لسـواك حبـي |
وتسترني فلا ينشـق ستـري |
وتعطينـي بـلا سـؤلٍ و مـنٍ |
فاشكر من حبانيَ كـل يسـري |
فإن أحببـت فيـك مـدار حبـي |
و إن أبغضت ببغض منك تدري |
وأما عطائـي أو منعـي ففيـكَ |
فإن الله لي قد سـاق خيـري |
فيا مـن علمـه وسـع البرايـا |
تراني ما يخفى عتمي و فجري |
تراقـب منـي أعمالـي وقلبـي |
وسري و جهري في بحري وبري |
ألا فاغفـر إلهـي كــل وزري |
فقد هدت مساوئي حد ظهـري |
بحـق حبيبـك المختـار تعفـو |
فإني يا إلهـي سجيـن وزري |
أشاهد في الضحى نور الوجـود |
فأوقن أن نورك فيـه يسـري |
فأنت النور في السبـعِ الطبـاقِ |
و أنت نور أرضي نور صدري |
وفي خفقـان أجنحـة الطيـور |
وفي الترحال من أغصان شجرِ |
أراقبهـا جمـالٌ فـي جـمـالٍ |
فيعجز دون وصف الطير شعري |
حنـانُ الأم مـا بـلـغ مــداه |
لطفل لولا في الألبـان تُجـري |
أراك ببسمـة الطفـل الرضيـع |
وفي الحركات إذ يمشي ويجري |
شعاع الشمس بعد الليـل يأتـي |
وينسلخ البهيـم بخيـر فجـرِ |
و ذي الأشجـار رائعـةٌ تسبـح |
ركوعا أو سجوداً دون ضجـرِ |
ومن صخر فتنمو ضعـافُ نبـتٍ |
بزهراتٍ تفـوق جمـال سحـرِ |
وماءُ من قوى الصخر المشظَـى |
تحـدَر للوهـاد أحـار فكـري |
فكيف الضعف يجتـاز المُقـوَى |
بدون قواك في شـقٍ وكسـرِ |
وحتى العجمى في الحيوان ترقى |
عـن الأولاد حافرهـا تحـرِي |
مخافة إن تصب الرضيع يرعـى |
فلولا رحمـة البـاري لتـذري |
أري انس العيـون فـلا أمـاري |
بأنك يا إلهـي بديـع نظـري |
ودقـات القلـوب لـك تسـبِـح |
وتعلنـه لناشيـهـا بـقـدرِ |
تذكِرنـا بـأن العمـر عــددا |
من النبضات وذاك مدار عمري |
فأرأف منـك لـم أر قـط يومـاً |
وأقرب من وريدي ولمح بصري |
وأرحم منك لم نـر فـي حيـاةٍ |
ففـي أمٍ نـراك بخيـر أثــرِ |
أرى ألطاف مـا صنعـت يـداك |
فما يكفى لما أنعمـت شكـري |
و شكري يا الهـي فقيـر شكـرٍ |
فلو تقبل جعلتُ الشكر ذكـري |
فصلي يا أنيس علـى الحبيـب |
رسولٍ حبُه في النبض يغـري |
وبــالآلٍ وأصـحـابٍ كــرامٍ |
و َمن يتبعْه لَا حرمان بـرِي |