أخي الحبيب حازم:
أعتذر عن تأخري في الرد وأعود ليكون نصحي هذا هو الأخير في واحة الخير بعد قراري أن لا أنصاح كاتبا بخلل ولا أاور عضوا بخطل ، ويسعدني أن تكون آخر تنقيحاتي ونصحي مع في هذه القصيدة الرائعة حقا وسأجعله تنقيحا سريعا وغير متعمق.
إني محـبٌ للديـار وليتـه مـا
كانَ في تلـك الديـارِ سوانـا
هنا يبدو أن سهو في توزيع الكلمات فمكان "ما" في أول العجز ليس في نهاية الصدر.
إني محـبٌ للديـار وليتـه مـا
كانَ في تلـك الديـارِ سوانـا
لرضيتُ بالعيشِ القليـلِ بحبهـا
لكنمـا غـدرُ الزمـانِ كوانـا
هنا تضمين بين البيتين وهو من العيوب التي يبتعد عنها الشاعر المميز.
كم بتِّ يا بغدادُ بيـن جوانحـي
إثنين كنـا فـي الهـوى نتفانـا
بل نتفانى بألف مقصورة
لا تحزني يـا دميتـي و لتَعْلمـي
ما عـابَ قـاشٌ راودَ البستانـا
لو قلت دار الرشيد مثلا أو دار السلام أو ما شابه لكان أوقع وأنسب من دميتي فهي كلمة لا تناسب في العربية حتى مقام الغزل العاطفي ومعناها في فقه العربية غير معناها في الآداب الأخرى التي تستعمل ذات المعنى لذات الوصف.
هاتي وقولي أخبريني مـا جـرى
أحبيبتـي بَعْـدَ الـذي كـانـا
في الصدر حشو ر يجدر بشاعر مميز أن يأتيه إذ يجدر هنا أن نأتي بمعان أخرى مكثفة.
وفي العجز كسر في الوزن ربما يجبره أن تقول "قد كانا".
و طَفِقْتُ لا قمرٌ بأرضي طالـعٌ
أبداً ولا قُزَحِـي غـدا ألوانـا
لا الوردُ باقٍ في ربوعـيَ ريحـه
أبـداً ولا دَبَ الهـوى خفقانـا
هنا تكرار التراكيب والتزيعات الوزنية وتكرار الألفاظ أيضا مما يذهب بالكثير من قوة السبك وجزالة اللفظ ويوهن القصيدة.
وعلى فراشي الشوكُ يُفْرَغُ غيلـةً
أشكو الفراشَ ومرةً مـن خانـا
وجدت ضعفا في السبك في عجز البيت لأن النفس تتوقع حين القول "مرة" أن تأتي معها عطفا "ومرة" وهذا ما لم يحدث هنا وأقترح ربما لتحسين السبك أن تقول مثلا:
وعلى فراشي الشوكُ يُفْرَغُ غيلـةً
أشكو الفراشَ وأشتكي مـن خانـا
أبداً ولا مـاءُ السواقـي نابـعٌ
ليفيضَ نهـرُ العاشقيـن حنانـا
هنا أرهقت البيت بتضمين وهوالقادر على الاستقلال منفردا لو تخلص من أبدا في بدايته.
صلبوني يا أسفي وتلك حكايتـي
فاقـرأ علـيَّ ورَتِـلَ القُرْانـا
هناك كسر في الصدر بزيادة الياء في صلبوني ولا يجوز هنا خطفها.
وهناك حشو بتكرار المعنى في العجز.
أنا ما شَكَوتُ الى الحبيبِ بعلتـي
لكنمـا صمتـي هَمـا هتانـا
المرء يشكو العلة ولا يشكو بالعلة.
هما ... بل همى بألف مقصورة.
نامي بِحِفْـظِ اللهِ يـا محبوبتـي
ما هنتِ بل هـانَ الـذي هانـا
ليتك قلت قومي بنصر الله لكان أوقع.
ثم هناك في العجز كسر كالذي كان في كانا.
هذه مراجعة سريعة للنص وما كنت لأفعل هذا إلا لأن وعدي سبق فأرجو أن تحتمل النح فإن صديقك من صدقك لا من صدقك.
تحياتي