أعلمُ يا نفسي
أنّكِ ولدْتِ غيمةً بيضاء
ذاتَ أجنحةٍ شفافة
تطوفُ الفضاءَ مثلَ ملاكٍ صغير
تهطلينَ دموعاَ عذبة
لاملح فيها ولا أيّ عنصرٍ آخر
تفرحُ بدموعِك الأرض
فتصفِّقُ الأغصانُ
وتزغردُ الطيورُ
وتموجُ السنابلُ وتنحني
لتقدِّمَ شكراً ما,,,
///
أعلمُ يا نفسي
أنَّكِ ولدْتِ عروساً أسطوريَّة
هاربةً من لوحةٍ قديمة
جئتِ إلى الدُّنيا رافلةً بالبياض
بزفةٍ من أجواقٍ منشدة
وقيثاراتٍ ساحرة
ممنطقةً بجديلةٍ من زهورٍ بريَّة,,
وهالةٍ من نورِ الفرحِ البريء
يشِّعُّ من كيانِك
يغلِّفُكِ
يضيءُ دربَك
///
أعلمُ يا نفسُ
أنَّكِ كنتِ غافيةً
في راحَتَيِّ الزمنِ الجميل
يحرسُك ألفُ ملاك
وترقصُ في أحلامِك ألفُ فراشة.
ومن مقلتَيّ الزمن الجميل
تنفَّستِ عطراً
فامتلأتِ بالعطر.
///
أعلمُ يا نفسُ
أنَّك تسلَّقتِ منكبَيّ الزَّمن الجميل
ولهوتِ كطفلةٍ شقيَّة
فغَمرَكِ الزَّمنُ بذراعيّ الحنان
هكذا فعلَ جدِّي
لأُحسّ الأمان.
///
لماذا يا نفسُ
أصبحتِ قطعةً خشبيةً مربَّعة
بعيونٍ واسعةٍ شديدةَ السُّمرَة
تسكنُها أشباحٌ سوداء
لا يستميلُها شيءٌ
ولا أيُّ شيء
وبشفاةٍ حجريةٍ صمَّاء
لايعجبُها شيءٌ
ولا أيُّ شيء
/
/
هل ستعودينَ يا نفسُ
غمامةً مجنحةً بيضاء؟
تطوفينَ الآفاقَ,, مثلَ ملاكٍ كبير!
تصفِّقين بجناحيكِ
فتحدثينَ الرعد!
تنهمرينَ ماءً عذباً فتفرحُ الأرض!؟
/
أحبُّك يا نفسُ,,, لأنَّك قويَّة
ونقية
ومؤمنة
بأنَّ الماسةَ كانت قطعةُ فحمٍ
في سبعِ ظلماتٍ منسيَّة
ماسة