أحدث المشاركات
صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 23

الموضوع: *على الحاجِزِ العَسْكريّ * (مِنْ يوميّات فلسطيني شاعرْ)

  1. #1
    الصورة الرمزية عمر زيادة شاعر
    تاريخ التسجيل : Aug 2006
    الدولة : فلسطين
    المشاركات : 2,052
    المواضيع : 121
    الردود : 2052
    المعدل اليومي : 0.32

    افتراضي *على الحاجِزِ العَسْكريّ * (مِنْ يوميّات فلسطيني شاعرْ)

    على الحاجزِ العَسْكريِّ وقفتُ..
    و بيني و بينَ الديارِ
    _و كانتْ مَسافةَ أمتارَ_
    دهرٌ من المَوْتِ و الوَقْتِ
    دهْرٌ من المقْتِ في سكَكِ الإنتظارِ
    يُفرّمُ أشلاءَ صبري التعيسِ
    و يحشو شرايينَهُ بالجِمارِ

    على الحاجزِ العسكريِّ..
    و وصْفُ الفجيعةِ أكبرُ من كلماتي
    و أكبرُ من زفَراتي ..
    التمرّدُ في الحزنِ
    جلْدُ النّفوسِ
    التفنّنُ في القهرِ
    لملمْ شَتاتَكَ من جُبِّ بؤسِكَ
    و اجمعْ شتاتي

    على الحاجزِ العسكريِّ..
    و طولُ الصّفوفِ تواريخُ ثأرٍ..
    من الضعفِ ضعفِ القويّ
    أمامَ الضعيفِ القويّ بتاريخهِ..
    المُستَخفِّ بحاضرهِ البخسِ
    كيفَ لأرضِ الخرابِ العقيمةِ..
    أن تلدَ الشمسَ في فصْلِ يأسِ؟!

    ..و أحقنُ فِكْري بِكَبْتٍ يُسكّنُهُ
    في تشنّجهِ المُستَبدِّ بكاملِ وعْيي
    و أترُكُ أَمْرَ الجُنونِ إلى عَقْلِ نَهْيي
    و أصبرُ عمّا أُفكّرُ فيهِ ..
    و أصمتُ صمتَ الضجيجِ
    المخلّ بضوضائهِ الصامتة
    لتخرسها الصفعةُ الكابتة

    قليلاً ..قليلاً
    تصيحُ مُجنّدةٌ في مزاجِ النباحِ:
    "تراجعْ ..تراجعْ"
    و تشهرُ رشّاشَها (اليوشعيَّ)
    و كنتُ كأنّيَ كنعانَ فيّ الذنوبُ القديمةُ
    هلْ يتجلّى دمارُ (أريحا) القديمةِ فيّ
    و تجتثُّني من مَكاني هُنا
    و تردُّ الزمانَ إليها عليَّ
    كما كانَ يُصبِحُ في الحاضرِ الآنَ
    و الحاضرُ الآنَ مِلْكُ المدجّجِ بالحقدِ ..
    خلفَ شذوذِ السّلاحِ

    و (يوشعُ) يملكُ كانَ السّلاحَ
    و بارودُهُ الدينُ
    تُوحى إليهِ الشرائعُ
    حيثُ يُسيّسُها
    و يمهّدُ للقادمين الطريق إلى الحُلْمِ..
    في (أورْشَليمَ) على جُثَثِ الواقفينَ أمامَ الرياحِ

    و كانَ لِمَنْ كانَ أن يُهلكَ الحَرْثَ و النّسْلَ
    و الربُّ يحضرُ كلّ الملاحمِ
    و الربُّ ينصرُ أبناءَهُ
    الربّ يشهدُ بينَ الخرابِ و بين المآتمِ..
    عقْدَ النّكاحِ

    هُوَ الربُّ
    ربُّ العهودِ القديمةِ
    تَحْرِفُهُ عن سواءِ الرّوايةِ أقلامُ كهّانَ..
    يأتَمِرونَ على سِبْطِ (هاجَرَ) :
    مرحى لنا نحنُ يصطفينا (العُزَيْرُ)
    و مَرْحى لنا و لَنا ما لَنا مِنْ فناءِ الشّعوبِ..
    المُسخّرِ و المُستَباحِ

    ...و أصحو على ضَرَباتِ كِعابِ البنادقِ
    و الصرخاتُ تَصاعدُ أكثفَ..أكثفَ
    و الجوُّ يسودُّ ..يحمرُّ ..يصفرُّ
    أينَ المناصْ..؟!
    و بين الجموعِ و فوقَ الجموعِ
    و تحتَ الجُموعِ يئزُّ الرّصاصْ

    تصيحُ بِكُرْهٍ أشدَّ :
    "تَراجعْ..تَراجعْ"
    و تدفعُني للوراءِ قليلاً
    كثيراً بِمِقياسِ مَنْ يتقدّمُ شِبْراً ..
    و أبطأَ في كُلّ ساعة

    أُفكّرُ :
    يا ربُّ ماذا فعلتُ لِتَجْعَلَني( رأسَ دَوْرٍ)!!
    فإنْ غضِبَ الجُنْدُ جاؤوا إليّ
    و ليسَ لمثلي شَفاعة!!

    مَجامرُ نارٍ عليها يسودُ الهدوءُ
    تعودُ الصّفوفُ إلى وضعها
    و يمرُّ الجَميعُ سوى صفّنا ..كَعقابٍ لنا
    يا لشيطانِ (هِتْلَرَ) ..!!
    أكانَ لَهُ أنْ يُخلّفَ خلْفَ المَحارقِ..
    نِصْفَ المَلاعينِ كي يقتلونا ..
    و يستوقفونا على مدخلِ الموتِ..؟!
    حتى على مدخلِ الموتِ يوجدُ من يقفلُ الدرْبَ
    يطلبُ منّا الوثائقَ..!!
    كلُّ الشّعوبِ لديها وثائقُها للحياةِ
    و نحنُ لدينا الوثائقُ نُشهرُها للمَمَاتِ!!

    أكانَ (نَبوخَذُ نصّرْ) يُقصّلُ أحلامَهم بالحواجزِ,
    يخنقُهُمْ بالجدارِ,
    يُشرذِمُهُم بالمتاريسِ
    حتّى يردّوا لنا الصاعَ صاعَينِ؟!
    أمْ مَحْضَ حِقْدٍ و كُرْهٍ تحثُّ عليهِ وجوباً (تلاميدُهم)؟!
    و تحثُّ عليهِ ضلالاتُهم من زمانٍ سَباهمْ بهِ الدهرُ..
    سَبْيَ المذلّة؟!
    و كانوا على ساحةِ المَيْنِ قلّة؟!
    و أقمارهم مضمحلّة!!

    تَعرّيْ من الرَّفَثِ الآدميِّ
    تعرّي و ربُّ العهودِ القديمةِ
    _يا أمّةَ المَيْنِ_ يرعاكِ
    ربُّ (رَحابَ) تُخبئُ أبناءَهُ بين أثداءِ معصيةٍ ..
    لا تتوبُ
    و إن كانَ(ربّ العهودِ القديمةِ) تابَ عليها:
    "و لا تأخذوا الزانياتِ بإثمِ الطّغاةِ
    يؤمِنّكمْ من بَوارٍ أَكيدْ
    و جوسوا خلالَ التّواريخِ و استأصلوا الذاكراتِ
    يبوءُ بذنبِ القديمِ الجديدْ
    و إنّي لهم بالوبالِ و أنتم لهم بالوعيدْ"

    وعيدِ المجازرِ في كلّ أُفْقٍ يُهدّدُ بالريحِ أحلامهمْ
    و وعيدِ المقابرِ تحفرُ في صدر أطفال كنعانَ
    مثوى لها و لهمْ
    و وَعيدِ العساكرِ يستمرئونَ الروايةَ فوقَ الحواجزِ..
    حيثُ القريبُ يجرُّ العريقَ البَعيدْ

    "نَجوتُ لِمَوْتٍ قصيرٍ" تنفّسْتُ,
    كنتُ أسيرُ إلى طَفْرَةِ الوَرْدِ في مزهريّةِ عُمْري
    ورائيَ أتْرُكُ عمْراً قتيلاً على الحاجزِ العسكريّ
    و أزمانَ بؤسٍ و دنيا كآبة

    و أتركُ للشوكِ دَرْباً أمامي
    إلى حيثُ يمتنعُ الظّرْفُ عَنْ صَرْفِهِ في الغرابة

    غرابةِ شعْبٍ يُشرّعُ للموتِ..
    نافذةَ الروحِ روحاً
    و يفتحُ للحبّ بابَهْ

    سلامُ النّسيمِ على العابرينَ ..
    إلى قَمَرٍ عربيٍّ ينضُّ خلالَ سحابة

    سلامُ النّسيمِ الكليمِ
    بِهِمْ و بأُسطورةِ الجُرْحِ حدَّ المَهابة

    سلامٌ عليهِمْ
    يقينَ نبيٍّ و صَبْرَ صَحابة
    كلَّ السقوطِ صعدتُّ القلْبَ منكسراً=على عُلوّي مليئاً بالمـدى الخالـي

  2. #2
    الصورة الرمزية سالم العلوي شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    المشاركات : 2,519
    المواضيع : 69
    الردود : 2519
    المعدل اليومي : 0.38

    افتراضي

    شاعرنا الكبير / عمر زيادة
    يا من تتحفنا بالروائع دائما .. وبالفرائد معنى ومبنى
    وثقت لنا في نصك المتألق هذا مشهدا يندى له جبين كل حر، لكنه أصبح من لزوميات حياة أهلنا في فلسطين.. في زمن باع المعتصم فيه سيفه ..
    وفي لحظات الانتظار القاتلة سافرت في عمق التاريخ لتحلل لنا نفسية هذا المسخ الذي يتحكم في الصابرين المرابطين المحتسبين، الذين سيبقون أحرارا رغم أنفه ورغم ما يتمترس به من سلاح أهوج أعمى لم يعرف طريق الرشاد يوما ..
    أنا لست ضد شعر الحب والعشق فذاك واد للشعراء لا بد لهم من الخوض فيه .. ولكني أدعو إلى إعطاء الحب الكبير لأمتنا وماتعانيه من ألم وضنى في مناح شتى من هذه المعمورة أدعو إلى إعطاء هذا الحب ما يستحقه - بل وأكثر مما يستحقه - من اهتمام من شعرائنا الكبار وأدبائنا المبدعين، لعل هذه الكلمات تضيء دربا للجيل القادم حتما بإذن الله، فتصبح كلماتنا صانعة حياة ..
    تقبل خالص الحب والتقدير والامتنان
    ودمت بخير وعافية

  3. #3

  4. #4
    الصورة الرمزية أحمد عبد الرحمن جنيدو شاعر
    تاريخ التسجيل : May 2008
    العمر : 52
    المشاركات : 1,541
    المواضيع : 72
    الردود : 1541
    المعدل اليومي : 0.26

    افتراضي

    الله لا يحرمنا من هذه الصرخة الثائرة
    واللغة الوطنية التي نحتاجها في كل لحظة من حياتنا
    قصيدة كاملة متكاملة عيقة بهية صافية
    أسكنت الليل المجنون بعينيك، سرقت النجم المسحورْ.
    ووضعت خلاصة أحلامي في حلم مكسورْ.

  5. #5
    الصورة الرمزية محسن شاهين المناور شاعر
    في ذمة الله

    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    الدولة : سوريا ديرالزور
    العمر : 71
    المشاركات : 4,232
    المواضيع : 86
    الردود : 4232
    المعدل اليومي : 0.72

    افتراضي

    أخي الحبيب الشاعر الأريب عمر زيادة
    كنت معك بكل حرف أنظر ماتنظر وأعاني
    ماتعاني عبر نص مدهش حقا يرسم معاناة
    شعب لابل أمة . . ابداع متميز ولوحة من الحزن
    تستحق الوقوف
    دمت أيها الحبيب ودام سمو حرفك
    اخوك
    محسن شاهين المناور

  6. #6
    الصورة الرمزية عمر زيادة شاعر
    تاريخ التسجيل : Aug 2006
    الدولة : فلسطين
    المشاركات : 2,052
    المواضيع : 121
    الردود : 2052
    المعدل اليومي : 0.32

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمر زيادة مشاهدة المشاركة
    على الحاجزِ العَسْكريِّ وقفتُ..
    و بيني و بينَ الديارِ
    _و كانتْ مَسافةَ أمتارَ_
    دهرٌ من المَوْتِ و الوَقْتِ
    دهْرٌ من المقْتِ في سكَكِ الإنتظارِ
    يُفرّمُ أشلاءَ صبري التعيسِ
    و يحشو شرايينَهُ بالجِمارِ

    على الحاجزِ العسكريِّ..
    و وصْفُ الفجيعةِ أكبرُ من كلماتي
    و أكبرُ من زفَراتي ..
    التمرّدُ في الحزنِ
    جلْدُ النّفوسِ
    التفنّنُ في القهرِ
    لملمْ شَتاتَكَ من جُبِّ بؤسِكَ
    و اجمعْ شتاتي

    على الحاجزِ العسكريِّ..
    و طولُ الصّفوفِ تواريخُ ثأرٍ..
    من الضعفِ ضعفِ القويّ
    أمامَ الضعيفِ القويّ بتاريخهِ..
    المُستَخفِّ بحاضرهِ البخسِ
    كيفَ لأرضِ الخرابِ العقيمةِ..
    أن تلدَ الشمسَ في فصْلِ يأسِ؟!

    ..و أحقنُ فِكْري بِكَبْتٍ يُسكّنُهُ
    في تشنّجهِ المُستَبدِّ بكاملِ وعْيي
    و أترُكُ أَمْرَ الجُنونِ إلى عَقْلِ نَهْيي
    و أصبرُ عمّا أُفكّرُ فيهِ ..
    و أصمتُ صمتَ الضجيجِ
    المخلّ بضوضائهِ الصامتة
    لتخرسها الصفعةُ الكابتة

    قليلاً ..قليلاً
    تصيحُ مُجنّدةٌ في مزاجِ النباحِ:
    "تراجعْ ..تراجعْ"
    و تشهرُ رشّاشَها (اليوشعيَّ)
    و كنتُ كأنّيَ كنعانَ فيّ الذنوبُ القديمةُ
    هلْ يتجلّى دمارُ (أريحا) القديمةِ فيّ
    و تجتثُّني من مَكاني هُنا
    و تردُّ الزمانَ إليها عليَّ
    كما كانَ يُصبِحُ في الحاضرِ الآنَ
    و الحاضرُ الآنَ مِلْكُ المدجّجِ بالحقدِ ..
    خلفَ شذوذِ السّلاحِ!!

    و (يوشعُ) يملكُ كانَ السّلاحَ
    و بارودُهُ الدينُ
    تُوحى إليهِ الشرائعُ
    حيثُ يُسيّسُها
    و يمهّدُ للقادمين الطريق إلى الحُلْمِ..
    في (أورْشَليمَ) على جُثَثِ الواقفينَ أمامَ الرياحِ

    و كانَ لِمَنْ كانَ أن يُهلكَ الحَرْثَ و النّسْلَ
    و الربُّ يحضرُ كلّ الملاحمِ
    و الربُّ ينصرُ أبناءَهُ
    الربّ يشهدُ بينَ الخرابِ و بين المآتمِ..
    عقْدَ النّكاحِ

    هُوَ الربُّ
    ربُّ العهودِ القديمةِ
    تَحْرِفُهُ عن سواءِ الرّوايةِ أقلامُ كهّانَ..
    يأتَمِرونَ على سِبْطِ (هاجَرَ) :
    مرحى لنا نحنُ مَنْ يصطفينا (العُزَيْرُ)
    و مَرْحى لنا و لَنا ما لَنا مِنْ فناءِ الشّعوبِ..
    المُسخّرِ و المُستَباحِ

    ...و أصحو على ضَرَباتِ كِعابِ البنادقِ
    و الصرخاتُ تَصاعدُ أكثفَ..أكثفَ
    و الجوُّ يسودُّ ..يحمرُّ ..يصفرُّ
    أينَ المناصْ..؟!
    و بين الجموعِ و فوقَ الجموعِ
    و تحتَ الجُموعِ يئزُّ الرّصاصْ!!

    تصيحُ بِكُرْهٍ أشدَّ :
    "تَراجعْ..تَراجعْ"
    و تدفعُني للوراءِ قليلاً
    كثيراً بِمِقياسِ مَنْ يتقدّمُ شِبْراً ..
    و أبطأَ في كُلّ ساعة
    أُفكّرُ :
    يا ربُّ ماذا فعلتُ لِتَجْعَلَني( رأسَ دَوْرٍ)!!
    فإنْ غضِبَ الجُنْدُ جاؤوا إليّ
    و ليسَ لمثلي شَفاعة!!

    ..مَجامرُ نارٍ عليها يسودُ الهدوءُ
    تعودُ الصّفوفُ إلى وضعها
    و يمرُّ الجَميعُ سوى صفّنا ..كَعقابٍ لنا
    يا لشيطانِ (هِتْلَرَ) ..!!
    أكانَ لَهُ أنْ يُخلّفَ خلْفَ المَحارقِ..
    نِصْفَ المَلاعينِ كي يقتلونا ..
    و يستوقفونا على مدخلِ الموتِ..؟!
    حتى على مدخلِ الموتِ يوجدُ من يقفلُ الدرْبَ
    يطلبُ منّا الوثائقَ..!!
    كلُّ الشّعوبِ لديها وثائقُها للحياةِ
    و نحنُ لدينا الوثائقُ نُشهرُها للمَمَاتِ!!

    أكانَ (نَبوخَذُ نصّرْ) يُقصّلُ أحلامَهم بالحواجزِ,
    يخنقُهُمْ بالجدارِ,
    يُشرذِمُهُم بالمتاريسِ
    حتّى يردّوا لنا الصاعَ صاعَينِ؟!
    أمْ مَحْضَ حِقْدٍ و كُرْهٍ تحثُّ عليهِ وجوباً (تلاميدُهم)؟!
    و تحثُّ عليهِ ضلالاتُهم من زمانٍ سَباهمْ بهِ الدهرُ..
    سَبْيَ المذلّة؟!
    و كانوا على ساحةِ المَيْنِ قلّة؟!
    و أقمارهم مضمحلّة!!

    تَعرّيْ من الرَّفَثِ الآدميِّ
    تعرّي و ربُّ العهودِ القديمةِ
    _يا أمّةَ المَيْنِ_ يرعاكِ
    ربُّ (رَحابَ) تُخبئُ أبناءَهُ بين أثداءِ معصيةٍ ..
    لا تتوبُ
    و إن كانَ(ربّ العهودِ القديمةِ) تابَ عليها:
    "و لا تأخذوا الزانياتِ بإثمِ الطّغاةِ
    يؤمِنّكمْ من بَوارٍ أَكيدْ
    و جوسوا خلالَ التّواريخِ و استأصلوا الذاكراتِ
    يبوءُ بذنبِ القديمِ الجديدْ
    و إنّي لهم بالوبالِ و أنتم لهم بالوعيدْ"
    وعيدِ المجازرِ في كلّ أُفْقٍ يُهدّدُ بالريحِ أحلامهمْ
    و وعيدِ المقابرِ تحفرُ في صدر أطفال كنعانَ
    مثوى لها و لهمْ
    و وَعيدِ العساكرِ يستمرئونَ الروايةَ فوقَ الحواجزِ..
    حيثُ القريبُ يجرُّ العريقَ البَعيدْ

    "نَجوتُ لِمَوْتٍ قصيرٍ" تنفّسْتُ,
    كنتُ أسيرُ إلى طَفْرَةِ الوَرْدِ في مزهريّةِ عُمْري
    ورائيَ أتْرُكُ عمْراً قتيلاً على الحاجزِ العسكريّ
    و أزمانَ بؤسٍ و دنيا كآبة

    و أتركُ للشوكِ دَرْباً أمامي
    إلى حيثُ يمتنعُ الظّرْفُ عَنْ صَرْفِهِ في الغرابة

    غرابةِ شعْبٍ يُشرّعُ للموتِ..
    نافذةَ الروحِ روحاً
    و يفتحُ للحبّ بابَهْ

    سلامُ النّسيمِ على العابرينَ ..
    إلى قَمَرٍ عربيٍّ ينضُّ خلالَ سحابة

    سلامُ النّسيمِ الكليمِ
    بِهِمْ و بأُسطورةِ الجُرْحِ حدَّ المَهابة

    سلامٌ عليهِمْ
    يقينَ نبيٍّ و صَبْرَ صَحابة
    انتبهتُ إلى وجود أخطاء مطبعية فيها فعدّلتها
    لأنّ الخاصية ليست معي
    :)

    شكراً

  7. #7
    الصورة الرمزية عمر زيادة شاعر
    تاريخ التسجيل : Aug 2006
    الدولة : فلسطين
    المشاركات : 2,052
    المواضيع : 121
    الردود : 2052
    المعدل اليومي : 0.32

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سالم العلوي مشاهدة المشاركة
    شاعرنا الكبير / عمر زيادة
    يا من تتحفنا بالروائع دائما .. وبالفرائد معنى ومبنى
    وثقت لنا في نصك المتألق هذا مشهدا يندى له جبين كل حر، لكنه أصبح من لزوميات حياة أهلنا في فلسطين.. في زمن باع المعتصم فيه سيفه ..
    وفي لحظات الانتظار القاتلة سافرت في عمق التاريخ لتحلل لنا نفسية هذا المسخ الذي يتحكم في الصابرين المرابطين المحتسبين، الذين سيبقون أحرارا رغم أنفه ورغم ما يتمترس به من سلاح أهوج أعمى لم يعرف طريق الرشاد يوما ..
    أنا لست ضد شعر الحب والعشق فذاك واد للشعراء لا بد لهم من الخوض فيه .. ولكني أدعو إلى إعطاء الحب الكبير لأمتنا وماتعانيه من ألم وضنى في مناح شتى من هذه المعمورة أدعو إلى إعطاء هذا الحب ما يستحقه - بل وأكثر مما يستحقه - من اهتمام من شعرائنا الكبار وأدبائنا المبدعين، لعل هذه الكلمات تضيء دربا للجيل القادم حتما بإذن الله، فتصبح كلماتنا صانعة حياة ..
    تقبل خالص الحب والتقدير والامتنان
    ودمت بخير وعافية

    الرائع الكبير سالم العلوي..

    هو كما قلت و الله
    هذا الحاجز رمز للذل و للمهانة يجب أن يولى كثيرا من الإهتمام في كل شيء و من هذه الأشياء الأدب..
    و الشعر لكل شيء للحب و الحرب و غيره...


    شكراً لك ألفاً

    و محبتي الكبيرة
    و تقديري الأكبرْ

  8. #8
    الصورة الرمزية عبد القادر رابحي شاعر
    تاريخ التسجيل : Jul 2006
    المشاركات : 1,735
    المواضيع : 44
    الردود : 1735
    المعدل اليومي : 0.27

    افتراضي

    نَجوتُ لِمَوْتٍ قصيرٍ" تنفّسْتُ,
    كنتُ أسيرُ إلى طَفْرَةِ الوَرْدِ في مزهريّةِ عُمْري
    ورائيَ أتْرُكُ عمْراً قتيلاً على الحاجزِ العسكريّ
    و أزمانَ بؤسٍ و دنيا كآبة


    أخي الكريم الشاعر عمر زيادة..
    سلامي و تحياتي..
    نص مفعم باللغة..
    نص واقف في أتون اللحظة
    يبحث عن مخرج وجودي منتصر
    نص مليء بالتاريخ..
    و موغل في المستقبل..

    دمت..

    عبد القادر رابحي


  9. #9
    الصورة الرمزية ماجد الغامدي شاعر
    تاريخ التسجيل : Dec 2003
    الدولة : بين الصدر والعجز !
    العمر : 51
    المشاركات : 3,774
    المواضيع : 182
    الردود : 3774
    المعدل اليومي : 0.51

    افتراضي


    دهرٌ من المَوْتِ و الوَقْتِ
    دهْرٌ من المقْتِ في سكَكِ الإنتظارِ
    يُفرّمُ أشلاءَ صبري التعيسِ
    و يحشو شرايينَهُ بالجِمار


    ونحن نشعر يا عزيزي بعظم المعاناة وعمق المأساة وتضج قلوبنا بالآلام ولكن ما يميت الغصونُ إلاّ الجذوعُ لذلك سأصمتً صمتَ الضجيج كما قلت :

    و أصمتُ صمتَ الضجيجِ !

    تحياتي لك أيها المبدع والقصيدة للتثبيت إعجاباً وتقديرا
    كلما أبصـرَ حُسنـاً ساكنـاً=هزَّهُ الوجدُ فألقى حَجَـرَه !

  10. #10
    الصورة الرمزية الطنطاوي الحسيني شاعر
    في رحمة الله

    تاريخ التسجيل : Jun 2007
    المشاركات : 10,902
    المواضيع : 538
    الردود : 10902
    المعدل اليومي : 1.77

    افتراضي

    اخي عمر زيادة يا ابن الاكرمين

    يا حرا يرد عن احرار

    على اليهود لعائن الله تترى لليل نهار

    ابداع اخي عمر وتوثيق للتاريخ من قلب ابي عاش المعاناة

    لا نملك الا الدعاء وقليل العطاء فاستغفروا الله لنا

    دمت مبدعا ابيا حرا وعلى اعداءك النقمة من الله

    والصبر يعقبه النصر يا عمر

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. الحاجز .. ( قصة قصيرة)
    بواسطة محمد فتحي المقداد في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 21
    آخر مشاركة: 18-12-2016, 06:46 PM
  2. على الحاجزِ العسكريّ
    بواسطة رفعت زيتون في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 28-06-2011, 03:40 PM
  3. معاناة إمرأة على الحاجز _____ بقلم: ريما حاج يحيى
    بواسطة ريما حاج يحيى في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 24
    آخر مشاركة: 25-05-2009, 10:51 PM
  4. عند الحاجز العسكري
    بواسطة عبدالله سليمان الطليان في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 03-01-2008, 09:55 AM
  5. أمسية شعرية مشتركة .. شاعر أسكوتلندي ، وشاعر فلسطيني ، وأنا
    بواسطة إياد عاطف حياتله في المنتدى أَنْشِطَةُ وَإِصْدَارَاتُ الأَعْضَاءِ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 05-06-2007, 04:59 PM