دعوة لاستقلال أميرة الشعراء

مرحبا أيتها الشاعرات
والشعراء
وأسعد الله الأصبوحات والأمسيات
دار بيني وواحدة من صديقاتي الشاعرات الجميلات القديرات المبدعات اللاتي شاركن في برنامج أمير الشعراء, وهو لاشك تظاهرة قيمة ستظل محفورة على صفحات التاريخ بأسطر من نور فقد أعادت للغة الأم وهجها , وللسان العرب مكانه, وجمعت بين محبيه وعاشقيه ومن حرموا بحكم القوي من جمال بيانه وصولة جنده , وأعادت له عزه وأشادت بحذق أركانه
بيد أن كل ذلك ما شفع للسيدات المتألقات في عالم ضم عناصر ترفل بهرمون التستستيرون تضج في المكان وتصول وتجول في ميدان احتكم مسبقا لموروث كان , أن الفحولة (الذكورة) وخصائصها هي من تعين الأمير , وترشح الغفير , وتبعد سيدة الحسن , إذ لم تعد هاجس ابن سلطان!
( وزمان كان يازمان)!!!
قالت لي شاعرتي المكينة هذه أن واحدا من أعضاء هيئة التحكيم الكرام قال لها (وبالعربي الفصيح) لايمكن أن يكون أمير الشعراء امرأة , قالت لمَ؟ فأجاب لأن الأمارة تتطلب الفحولة والفحولة من خصائص الرجولة , ولو استفحلت الأنثى ماعادت أنثى وباتت في حكمهم مسخ !!
بينما قال آخر لها قصيدتك ممتلئة بالفحولة وهذه الفحولة جعلتني لا أستحسن شعرك فأين رقة الأنثى في تحدر بيانك!!!
عجبي!!
حقيقة أسقط في يدي , ولم أعد أستوعب لأفهم فإن كانت الفحولة شرط ومقياس الأمارة فلم تحتكر للرجال مادامت بعض النساء يملكنها بجدارة وما عاب العرب قط عبر التاريخ إتقان النساء للفروسية وأساليب القتال!
حين أخبرتني صديقتي هذه .. قلت مادامت الفحولة شرط لشعر الرجل الأمير , والعذوبة شرطا لشعر المرأة التي (لا تلائم المقاييس وستمضي حسيرة أو كسيرة) فلن تكون قط للشعراء أميرة, ولن يكون حضورها أكثر من تلك الحلوى الشهية التي تستكمل بها المأدبات , وتخرج الحفل في شكل بهيج ومثير , لترفع من صيط الداعي وتبرز كرمه الحاتمي الكبير!
ترى ألا يمكن أن ينظم برنامج مستقل لأميرة الشعراء في نسخة خاصة تتوج على الشاعرات فيها أميرة دون تعزير لكونها من جنس ارتبط بتاء النسوة ونونها!
وإن كان بريق المصطلح الذي حفظه التاريخ لرجل هو حقا أمير يحول دون تنصيب حواء ليكن عنوان البرنامج (فاتنة الشعر أو ناعمة البيان) أو أي اسم يقترح لتلبس العباءة والشيلة ورشرش الأمارة
( طبعا لايجدي البشت ولا الخاتم الذكوري المعد كحكم مسبق أن الأمير لابد أن يكون من الرجال)
وسلام ياعالم الديمقراطية ومساواة بني الإنسان
مجرد تساؤل لا أكثر.. والأخذ والرد من سمة المثقفين وطالبي السمو والارتقاء
للمشرفين عذرا : طرحت مقالي هنا لربما ظننت أنه يهم أهل الشعر فإن أحدثت بطرحي له في هذا المكان خرقا فارقعوه فورا وأخرجوه إلى حيث ينتمي ولكم في جميع الأحوال مني عظيم الامتنان
ندى
(الرشرش: لمن لايعرفه حلي من الذهب الخالص يغطي الصدر والنحر وقد يبلغ السرة)

القضية أبلغ من ذلك

ذلك أننا نحيا في حوض إجتماعي ... أقر ... أن الفحولة هي الرجولة

وهنا تكمن معضلتنا الثقافية التي لم يسلم منها حتى الشعراء ...

أدعو الجميع إلى مراجعات في هذه النقطة ... لنستبين موقف المرأة ونوضحه

والأمر جد عاجل

\

بالغ تقديري

ليس هناك خلاف طبيعي أن الفحولة هي الرجولة ولايمكن أن تكون امرأة ونقول فحلة أو تستفحل تبقى أنثى يعني بالعقل
شككتيني بنفسي هل أنا فحل أم أنثى
والأهمّ من ذلك ..
ليست العذوبة والنعومة ومشاعر الأنثى لابد أن يظهر في شعرها , وليس الفحولة والقوة هي الملازمة لقصائد الرجل , الأمر سيَّان في هذا الشاعرة والشاعر يستطيعان أن يكتبان مايجول في خاطرهما ويستطيعان أن يعبران عن مشاعر غيرهما وأحوال الناس ويستطيعان أن يكتبا في الغزل والمدح والرثاء والحماسة والوعظ , يستطيعان أن يكتبا تارة بعذوبة ورقة وعاطفة جياشة وتارة بقوة تزلزل قلب القارئ وتفجر أرض الشعر من هولها , الكتابة برقة وبعدم رقة على حسب المشاعر التي تخرج في القصيد وعلى حسب الموضوع حرية شعرية لايحق للجنة التحكيم في الشعر أن تقول لأنك أنثى لابد أن تكتبي برقة ولأنك ذكر لابد ان تكون ألفاظك جزلة هذا تفكير سطحي وتدخل فيما لاشأن لهم به !
كما يحقُّ أن تكون للنساء أميرة للشعراء كالرجال تماما , ولكن ياأختي لنكن واقعيين أغلب الرجال هم أشعر ولهم نصيب الاسد في الشعر وأما النساء قد تجدين منهن شاعرات لكن أقل من الرجال
قد نجد شاعرات مجيدات ورائعات ولهن قدرة عجيبة وجميلة وقد تكون مميزة أيضا لكن نادرا أن نرى امرأة شاعرة لاتكون مميزة فقط إنما تجمعُ بين فكرٍ وشعور وجزالة وقوة وأصالة ورقة وحكمة
هذا يندر حقا في النساء لكنه يكثر في الرجال لذا لن تستحق أن تكون أميرة الشعر في النساء إلا واحدة من مليون تبرز بين فترات طويلة متباعدة في السنين
فمثلا في هذا العصر قد قرأتُ لشاعرات لكن إن استحقت أحدٌ منهن اللقب فلن تستحقه إلا بمثل الميزات النادرة التي جمعتها الأستاذة ربيحة الرفاعي كهذه سنقول شاعرة مميزة نادرة فريدة من نوعها تساوي آلاف الشعراء من الرجال وقد تسحقهم بشعرها وهي تنوع بين الرقة والعذوبة تارة وبين القوة حتى أخال حرفها كمدفع تارة أخرى وهذا دون مجاملة , وأكيد أنا سنجد واحدة في كل عصر سابق تميزت من عدد كبير من النساء !!
تقديري