أحدث المشاركات

مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» فتحة ثم الف ثم كسرة - ق.ق.ج» بقلم عبدالله سليمان الطليان » آخر مشاركة: عبدالله سليمان الطليان »»»»» نسجل دخولنا بذكر الله والصلاة على رسول الله» بقلم عوض بديوي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في مقال حقائق مذهلة عن الكون المدرك» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» بكاء على الاطلال» بقلم أحمد بن محمد عطية » آخر مشاركة: أحمد بن محمد عطية »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»»

النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: حاجز مزيف - قصة بقلم بوفاتح سبقاق

  1. #1
    الصورة الرمزية بوفاتح سبقاق أديب
    تاريخ التسجيل : Jun 2008
    العمر : 55
    المشاركات : 83
    المواضيع : 26
    الردود : 83
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي حاجز مزيف - قصة بقلم بوفاتح سبقاق

    في طريق العودة توليت السياقة وإنشغل توفيق بإجراء مكالمة مطولة مع شريكة حياته المستقبلية ، المناظر الطبيعية الرائعة تجعل المرء يتساءل عن الأسباب الحقيقة للتخلف السياحي الذي تعيشه البلاد .
    بدخول منطقة الشفة ، وجدت نفسي منبهرا بالأودية والجبال وكان توفيق منتشيا بالسياقة والتفكير في مخططاته العاطفية، لمحت عن بعد مجموعة كبيرة من السيارات متوقفة ، يبدو أن اليقظة ما زالت على حالها ، ولكن ما إن تجاوزنا المنعطف حتى تهاطل علينا رجال مسلحين من كل جانب .
    - إنه حاجز مزيف ، صرخ توفيق..
    - لقد وقعنا في الفخ ولسنا وحدنا.
    - سأحاول الزيادة في السرعة للهروب.
    - وأين ستهرب، ستسقط في الواد ونموت سويا .
    - لا أريد أن أقع في أيدي الأوغاد.
    وضعت شاحنة في وسط الطريق، وما إن توقفت السيارة حتى هجم علينا أكثر من خمس رجال يرتدون ألبسة أفغانية، يخيل للمرء بأنه في ضواحي كابول.
    - هيا إهبطوا أيها الطواغيت ، هات بطاقة الهوية..
    - تفضل نحن لم نفعل شيئا.... قال توفيق .
    - نحن تجار فقط ...أضفت بدون تردد . فالموقف لا يستدعي بطولة مجانية لا تذكر حتى في هوامش التاريخ.
    - هذا الكلام قله للدرك أو للشرطة ، نحن لدينا قوانين إلاهية وليست وضعية إ ربطوهم وضعوهم مع الآخرين في الوادي.

    قرأت كثيرا عن الحواجز المزيفة ولكنني لم أتوقع يوما في حياتي أن أكون خبرا يحتل عناوين الصحف ، وفي ما كانت المجموعة تقودنا تسنى لي أن ألقي نظرة شاملة على الموقع العام للجريمة الغير منظمة، سبع سيارات وشاحنة، ويبدو أننا كنا آخر من وقع في المصيدة، رجال ، نساء وأطفال وشيوخ ، يبدو أن كل الشرائح نقلت الى الوادي وقسمت الى مجموعات ، في حين تم نقل بعض الشباب خلف تلة منخفضة ، أكيد أنهم جنود الخدمة الوطنية الذين مات منهم الكثير ولم أكن أتصور أن آلة الإرهاب ما زالت تعمل ، لو تسنى لهم معرفة أفكاري لقتلوني في الحال.
    كثر الصراخ والعويل من كل صوب وحدب ، وكان الرجال المسلحون لا يبالون بشيء ، يحملون كل أنواع الأسلحة التي عادة ما يشاهدها المرء في أيدي المتمردين في مختلف أنحاء العالم وفجأة ظهر زعيمهم وتقدم إلينا .
    - من الواضح أنه سيلقي خطبة مميزة. .... قال أحد المواطنين.
    بدى لي المتكلم وكأنه متعود على الوقوع في الحواجز المزيفة ، الموت يحوم بالمكان وكل الأنظار توجهت نحو أمير الجماعة.
    - ما زلتم تتنقلون عبر الطرق الوطنية وصدقتم الحكومة التي قالت لكم بأن الإرهاب إنتهى ، ما زلنا هنا وسنبقى حتى نقيم دولتنا ، بل سنعيد الخلافة لتشمل كل الدول الإسلامية ، أنتم مدنيون لن نقتلكم ولكننا سنأخد منكم بعض الأموال فقط وتعودون الى دياركم ولتخبروا الجميع بأننا موجودون ، وكل من هو من الجنوب فليخبر أهله بأننا قادمون ،الصحراء مهبط الرسالات و سنضرب بقوة هناك ولن تكون آمنة للفارين من الشمال ، إتقوا الله وعودوا الى رشدكم وكونوا مع الحق ولا تكونوا مع الباطل.
    أخد أفغاني قصير ينتقل بيننا ويجمع النقود والحلي في حين تحول الأمير الى مجموعة أخرى بقصد إلقاء خطبة تحمل طابع الترغيب والترهيب ،في ظل هذه الأجواء سارع الرجال الى منح ما في جيوبهم ولم تجد النسوة مفرا من تسليم كل ما يحملن من حلي و مجوهرات ، شعار الجميع هو الفرار من الموت.
    وفجأة ظهر على الساحة زعيم آخر ، إقترب منا ، تأملنا جيدا ، ثم أومأ الى أحد مساعديه و إنصرف نحو شجرة كبيرة خلف التلة،يبدو أنه نائب الأمير أو مرشح لتولي منصب مهم في الجماعة.
    وبينما كنت غارق في تخوفاتي و حساباتي، إذ بأحدهم يدخل وسط المجموعة التي يسكنها الرعب من المصير الدموي ، وقف أمامي مباشرة صارخا ..
    - أنت ، إنهض بسرعة....
    - أنا ..... وإلتفت ورائي
    - نعم أنت ، كلكم أبطال في المدن وعندما تقعون بين أيدينا تتحولون الى جبناء ....
    وماكدت أنهض حتي مسكني بقوة ودفعني الى الأمام ، تيقنت بأن نهايتي إقتربت وأن ما رأيته اليوم من مناظر طبيعية يعتبر آخر ما سأنقله معي الى العالم الآخر.
    - إنه شاب طيب يا سيدي أرجو أن تتركوه.... قال توفيق...
    - إغلق فمك يا رجل وإلا ستلحق به في الحال.....
    أخدت أمشي وجسمي كله يرتجف ، ولكن لا أدري سبب إختياري من المجموعة ، يبدو أن الزعيم الثاني هو الذي أفتى بجواز قتلي ، من البحث عن منصب عمل الى فقدان الحق في الحياة وماهي إلا ثواني حتى وجدت نفسي أمام شجرة كبيرة يجلس قربها ملتحي يتأمل مجموعة من الهواتف النقالة التي أخدت من المسافرين، واضعا الرشاش على الأرض بدى الرجل زعيما يحظى بمكانة رفيعة في جماعته ، هو الرقم الثاني الذي وقف بقربنا ولم يقل شيئا.
    - لقد أحضرته لك يا سيدي...
    - دعه وإنصرف....
    وما إن إختفى الرجل عن الأنظار حتى نهض نائب الأمير من مكانه وحمل رشاشه وإقترب مني ، خلته لأول وهلة ، بأنه سيشرف شخصيا على إعدامي....
    - ألم تعرفني يا رجل... قال بكل هدوء.
    - طبعا أنت الزعيم هنا وأرجو أن تنظر لي بعين الرأفة وأنا لم أفعل في حياتي شيئا يستوجب قتلي.
    - لا تخف ، لن يصيبك مكروه ولكن حاول أن تتذكرني.....
    تنفست الصعداء وحمدت الله على سلامتي المؤقتة ولكنني إستغربت لتودد الرجل لي ، يبدا أنه يرغب في تجنيدي معهم ، ركزت على ملامحه ولكنني لم أستطع معرفته لأن لحيته الكثيفة قضت على كل أمل في كشف شخصيته .
    - لم أعرفك يا سيدي وأكون شاكرا لو تتركوني في حال سبيلي.
    - أنا مروان يا صالح ، كنت أعمل في مقهى الحي ، هل نسيتني بهذه السرعة.
    - آه مروان ، يا لها من مفاجأة كبيرة ،لقد كان إختفاؤك لغزا كبيرا ، أمك ما زالت تبحث عنك لحد الساعة.
    - لم أختف ولكنني غيرت مساري في الحياة بمحض إرادتي ، عندما تعود الى ديارك أخبر والدتي بأنني بخير فقط و يجب أن لا يعرف أحد وجهتي الجديدة حتى صديقك توفيق يجب أن لا يعلم بشيء ،إنه سر عليك الإحتفاظ به الى الأبد ، قل لأمي بأنك رأيتني بمحض الصدفة وأنني بصدد الهجرة الى الخارج .
    - لا تخش شيئا ، سأنفذ ما طلبته مني حرفيا.
    أردت أن أتكلم معه حول مشروعية ما يقوم به ولكنني إقتنعت بأن الرجل تغير بصورة جذرية ولا مجال للحوار معه .
    - كيف أحوال الحي ؟ وهل ما زلت تقرأ الجرائد التي يتركها زبائن المقهي.
    - الجميع بخير وما زلت كما تركتني بطالا يتصفح الجرائد التي يتخلى عنها أصحابها.
    - مع السلامة صالح ولا تنس ما أوصيتك به.
    - طبعا ، إطمئن يا رجل لن يحدث سوى ما طلبته مني.
    رجع الرجل الى مكانه و أومأ الى أحد رجاله...
    - إطلقوا سراحه رفقة صديقه وكل من معهم.
    - وماذا عن الآخرين ؟
    - القرار يرجع للأمير، إذهب إليه و أسأله.
    ما إن عدت الى المجموعة حتى بدت الدهشة على وجوهم ولم يصدقوا رجوعي حيا .
    - الحمد لله على سلامتك ، كيف إستطعت النجاة بحياتك؟
    - لا وقت للأسئلة يا توفيق ، سيطلقون سراحنا.
    - هيا إسرعوا الى سياراتكم ، أمامكم ثواني لمغادرة المكان... قال مساعد الأمير.
    بمجرد ما إنتهى الرجل من جملته حتى عمت الفوضى المكان وهرع الجميع للفرار من الموت ، وهناك من ركب سيارة لا يعرف حتى صاحبها ، المهم النجاة والعودة الى الحياة ، إستطاع توفيق أن يشغل محرك سيارته بسرعة وما هي إلا لحظات حتى كنا خارج مجال تغطية الخوف ، الهروب أضحى المحرك الأساسي للجميع ولم يعد أي جدوى لقانون المرور أمام قانون الغاب.
    بعد إن إبتعدنا كثيرا عن المكان الذي كدنا ننتقل فيه الى العالم الآخر بطريقة إستعراضية ، إسترجع توفيق أنفاسه وخفض قليلا من سرعته ومسح العرق المتصبب من جيبنه ، وسائل الإعلام تتحدث عن إستتباب الوضع الأمني ولكن فرق كبير بين قراءة مقال صحفي والوقوع في حاجز مزيف...
    - كيف إستطعت إقناعهم بإطلاق سراحنا؟
    - لم أفعل شيئا ، كنت خائفا مثلكم و لكنهم ربما قرروا العفو عنا في آخر لحظة.
    - صدقني ، كنت أظن بأنك ستكون القتيل الأول .
    - هؤلاء الناس لا يمكن فهمهم ربما أحسوا بشيء ما في الجانب الآخر من الطريق أو ربما أن إستراتيجيتهم تقتضي ترك القليل من الأحياء لكي ينقلوا أفكارهم و أساليبهم الوحشية الى كل المواطنين.
    - أعتقد بأن هذا اليوم سيبقى في الذاكرة الى الأبد يا صديقي.
    - طبعا ، علينا أن نحمد الله على سلامتنا ويتعين علينا أن نراجع أنفسنا ، إنه يوم ميلاد جديد لنا.
    - ما تقوله صحيح ولكن الحياة تستمر ولابد من مواصلة المسار.
    ما إن أكمل توفيق كلامه حتى وضع شريط نانسي عجرم و سافر بخياله مع مقطع ...يا سلام ... يا سلام..
    وكأنه يريد أن يبعث قليلا من المرح ويبعد الخوف الذي ما زال يهز كيانه سيواصل مساره في الحياة ويتزوج فارسة أحلامه ، مروان إختار مسار آخر لم يكن يتوقعه أحد، الإنضمام الى الجماعات المسلحة والعيش في الجبال يريد أن يبعث الدولة الإسلامية من جديد في عهد العولمة وصراع الحضارات ستفرح أمه بوجوده على قيد الحياة ولكنها حتما لن تراه يوما ما ، لأنه سيلقى حتفه على أيدي قوات الجيش أو سيذهب ضحية تصفية حسابات بين الجماعات ، من كان يتصور أن مروان نادل المقهى يتحول الى رجل يثير الرعب في الطرقات ..
    تحولت المناظر الطبيعية على جانب الطريق الى لوحات تشكيلية باهتة ، وخيم الصمت على الرحلة التي كادت أن تتحول الى مأساة ، هناك إرادة للعودة الى
    الحياة ولكن واقع الحال لا يشجع على الخوض في أي موضوع ، يتصور المرء بأن المشاكل للآخرين والسعادة له ولكن ما إن تحل الكارثة حتى يهتز الكيان وتظهر الأحزان.
    بعد ساعات من السير ، إقتربنا من تقرت و أخيرا نجونا فعليا من الكابوس الذي ظل جاثما علينا طوال الرحلة ،العودة الى الديار تبعث في الإنسان ذالك الشعور بالأمان الذي يفتقده في كل الأماكن ، أوصلني توفيق الى البيت ومضى يغني مع معشوقته الجديدة نانسي عجرم.

  2. #2
    أديب
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 9,079
    المواضيع : 101
    الردود : 9079
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي


    البوفاتح المبدع..
    هل النص كان اسير العنوان ، ام ان العنوان جاء مكبلا لحركية النص ، بحيث جعله يسخر الكلمة والحدص السردي هنا من اجل تفكيك طلاسم الحواجز المزيفة ، مع ان البناء رائع ، والسردية تمنطق الحدث بشكل يتناسب والواقع سواء على المستوى النفسي الجواني ، ام الخارجي البراني ، الا ان العنوان كوجهة نظر اثر على مسار النص .
    محبتي
    جوتيار

  3. #3

  4. #4
    الصورة الرمزية سعيدة الهاشمي قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Sep 2008
    المشاركات : 1,346
    المواضيع : 10
    الردود : 1346
    المعدل اليومي : 0.24

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

    لعلها حواجز مزيفة لكنها قاتلة، لطالما تساءلت لماذا تمارس الجماعات إرهابها على المستضعفين من الناس

    لماذاا تقتلهم وتخوفهم؟ ما الدين الذي نص على ذلك؟ ومن هم حتى يسخرون العدالة ويفصلونها على مزاجهم؟

    أليس هناك قانون؟ أليس هناك إله يرى كل شيء ولو شاء لدمر الأرض ومن عليها في ثانية؟ فما بالهم يقررون

    وينفذون ولا يدرون بأن ما يفعلونه في حد ذاته جريمة؟

    من دفعهم لذلك الواقع، المجتمع، البطالة، الحرمان، التشرد؟ العيب فيهم أم في من يستغلون ظروفهم؟

    آسفة لكثرة الأسئلة لكن نصك فرضها.

    تحيتي لك أخي ودمت بود.

  5. #5

المواضيع المتشابهه

  1. الشبكة ....قصة بقلم بوفاتح سبقاق
    بواسطة بوفاتح سبقاق في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 05-07-2022, 11:21 PM
  2. خيانة زوجية ... قصة بقلم بوفاتح سبقاق
    بواسطة بوفاتح سبقاق في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 30-04-2019, 08:27 AM
  3. إعترافات رجل مهم ....قصة بقلم بوفاتح سبقاق
    بواسطة بوفاتح سبقاق في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 04-12-2015, 11:57 PM
  4. الوفد المرافق له...قصة بقلم بوفاتح سبقاق
    بواسطة بوفاتح سبقاق في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 06-09-2014, 02:52 PM
  5. الوفد المرافق له .... قصة بقلم بوفاتح سبقاق
    بواسطة بوفاتح سبقاق في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 05-07-2008, 11:38 PM