المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شهيد الفري
شَيءكالكلام .
فتى أرضعتهُ الحكاياتُ ، عند الفطامِ تأبّط شرّا ..
تمرَّدَ منتهبًا صدرها ،
طلتْ ثديها بترابِ السؤالِ ، لعلّه ينسى..
رمتْ بطفولته في كناساتِ درب المدينة كي لا يعود...
وقالتْ له" اشربْ من البحرِ ، كلْ من سعير "
فما زال يسألُ عن بدئهِ : أمِنَ الثديِ أمْ مِن جحيم ِالفطامْ ؟!
وكانَ عليهِ تعلُّمُ فنِّ الكلامْ ...
تهجّأ نصًّ المدينة حرفا فحرفًا ، و نام .
فقير يواعد حسناءَ حظِّه خيرا،
يقول لها" ابتسمي تثمرُ الشمس خبزا "
وعاهرة أمسكت نار غربتها فمضت تتفلسفُ في عهرها ،
و تلحّن أغنية من صدى قهْرِها
تحاكي صويحبةُ غرّةً أنها وزّعت بذرة الذُّل بين عروق الرجال،
..وعذراء قد حلمت ذات ليلٍ ، فأخْجَلها حلمُها! سألت أمَّها "هل أنامْ ؟"
على السّور أفعى
لها كل شكل ، لها كل لون ،
و لا ترتدي أي لون
فكل التراتيل من لحنها
و كل الخرافات من خلقها
تُبشّر من يترصّد سور المدينة في الخارج ،،
تراقب من يحتمون بسور المدينة في الداخل ،
و تهزأ بالقابعين على الأرصفهْ
فتى في ملامحهِ رسم عشق قديم
يُهادن أشواقه بين حينٍ و حين
فيُخرجُ من ثمرة الحلم أُنثى توهّجهِ في اشتهاء
ليشرب منها سحاب مسيرته ،،، في الظلامْ !
فلا الصمتُ ينفعهُ لا الكلامْ ! !
و ما زال يسأل عن ثدي أمه منذ الفطامْ ....