أحدث المشاركات
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 13

الموضوع: وردة لن تموت

  1. #1
    الصورة الرمزية مازن دويكات قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Nov 2008
    المشاركات : 132
    المواضيع : 14
    الردود : 132
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي وردة لن تموت

    وردةٌ لنْ تموت
    إلى طفلة غزة: هدى غالية
    ................
    الطفلةُ المتوردة
    تفاحُ شام ٍ خدّها
    وضفائرٌ في الريح ِ تعدو
    نجمةُ خضراءَ تلمعُ سندساً
    فوقَ المنافي، والمنافي للغريبِ
    جهنمٌ متعددة
    الطفلةُ المتفردة
    عبقٌ يدور على الفصولْ
    قمرٌ ترابيُّ يضيء غمامَةً بدمي
    وتبدأُ بالهطولْ
    فتعيد لي
    أسماءها المتشردة
    الوردةُ امراةُ بتولْ
    هي منْ يُرتّلُ في الحدائق،
    اسمَها
    وعلى جدارياتها
    حفرَ القرنفلُ رسمَها
    هي في لغات الطير ِ، أجملُ سيدة
    هي لا تُرى إلا هنا
    وتُرى هناك لنا
    بليلة قدرنا المتجددة
    أنفاسها تسري
    وتقطرُ في الحدائق ِسوسنا
    سبحانَ من أسرى بها في الأوردة
    هذي الحقولُ جناحُها
    هذا الفضاء بياضها العالي
    ترتّبُ في أرائكِه التريكةِ
    ليلَها وصباحَها
    وتعودُ بالخبزِ الفقيرِ
    لطفلها المقتول ِ، تلمسُ جرحَه
    فتمدُّ زنبقةُ الحجارةِ كفَها
    عبقُ يداعبُ روحَه
    فيقومُ من نُصبين، أجمل ما تكون
    قيامة الشهداء، واتكأتْ
    عليها الأعمدة
    وطني يسيرُ على الدماءْ
    ودمي على وطني، يؤرّخُ
    موتَهُ العاري على حجر ٍ مضاءْ
    وأرى غلالةَ عريهُ العربيُّ
    واضحةٌ وفاضحةٌ
    وهل تصلُ
    سماءَ الله فاتحةٌ
    يجوّدُ حرفها بالعبريةِ الفصحى
    على المقتولِ ذبّحا!
    كمْ مرةً ستموت حتّى اسمها
    من خانة الشهداء يُمحى!
    دمها لها ولنا ،و للحقل المقدس ِ
    ماؤه والأسمدة
    وردٌ جديدٌ من هنا
    يصعدْ
    وردٌ قديمٌ قبلَ أنْ يصلَ الغزاةُ لنا
    وبعدَ أن وصلوا تهوّدْ
    وأرى الترابَ يعدّ قهوتَهُ صباحاً
    ثُمّ يحكي ، ثُمّ يشهدْ
    ويصيحُ: آه يا ليلها الأسودْ
    عُدّ لي بكفِ حبيبتي
    كانتْ تدرّبُ غُرتي كيف الثبات
    إذا الهواء هنا تمردْ
    كانتْ أصابعها الحنونة مشطيَ الذهبي
    ثمّ أصيحُ بالورد الذي بينَ الضلوع:
    أنا الترابُ..
    أنا الترابُ..
    أنا الترابُ أنا
    فتشتعل الحقولُ
    ولا خريفَ ولا ذبولَ لهُ
    ولهُ الثباتُ بأرضنا المتمردة
    ولنا النهارُ وإنْ تأخرَ
    في بريد العاطلين عن العملْ
    سيطلُّ منْ خلف الجبل
    ولهم مقابرهم
    سيدرجُ فوقها طيرُ الحجلْ
    أو يحملوها خلسةً حجراً حجرْ
    في متنَّ"أكسوديس*" أو فوقَ الجملْ
    ولنا الجمالُ سفينةٌ
    للعائدين على عجلْ
    وصلَ النهارُ وما تأخرَ لحظةً
    هذي تواقيتُ الله في البلدِ المقدس ِ
    فارفعي يا طفلتي المتوردة
    يدَكِ الصغيرة َعالياَ
    ثمّ اكتبي فوقَ السماءْ
    أنا ما أشاء, ولنْ أكونَ مُهوّدة.


    24-6-2006
    نابلس – فلسطين
    ........
    *اكسوديس: تعني الخروج، وهو اسم السفينة التي كانت تحمل المستوطنين اليهود إلى فلسطين

  2. #2
    في ذمة الله
    تاريخ التسجيل : Jan 2008
    المشاركات : 2,240
    المواضيع : 61
    الردود : 2240
    المعدل اليومي : 0.38

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مازن دويكات مشاهدة المشاركة
    وردةٌ لنْ تموت
    إلى طفلة غزة: هدى غالية
    ................
    الطفلةُ المتوردة
    تفاحُ شام ٍ خدّها
    وضفائرٌ في الريح ِ تعدو
    نجمةُ خضراءَ تلمعُ سندساً
    فوقَ المنافي، والمنافي للغريبِ
    جهنمٌ متعددة
    الطفلةُ المتفردة
    عبقٌ يدور على الفصولْ
    قمرٌ ترابيُّ يضيء غمامَةً بدمي
    وتبدأُ بالهطولْ
    فتعيد لي
    أسماءها المتشردة
    الوردةُ امراةُ بتولْ
    هي منْ يُرتّلُ في الحدائق،
    اسمَها
    وعلى جدارياتها
    حفرَ القرنفلُ رسمَها
    هي في لغات الطير ِ، أجملُ سيدة
    هي لا تُرى إلا هنا
    وتُرى هناك لنا
    بليلة قدرنا المتجددة
    أنفاسها تسري
    وتقطرُ في الحدائق ِسوسنا
    سبحانَ من أسرى بها في الأوردة
    هذي الحقولُ جناحُها
    هذا الفضاء بياضها العالي
    ترتّبُ في أرائكِه التريكةِ
    ليلَها وصباحَها
    وتعودُ بالخبزِ الفقيرِ
    لطفلها المقتول ِ، تلمسُ جرحَه
    فتمدُّ زنبقةُ الحجارةِ كفَها
    عبقُ يداعبُ روحَه
    فيقومُ من نُصبين، أجمل ما تكون
    قيامة الشهداء، واتكأتْ
    عليها الأعمدة
    وطني يسيرُ على الدماءْ
    ودمي على وطني، يؤرّخُ
    موتَهُ العاري على حجر ٍ مضاءْ
    وأرى غلالةَ عريهُ العربيُّ
    واضحةٌ وفاضحةٌ
    وهل تصلُ
    سماءَ الله فاتحةٌ
    يجوّدُ حرفها بالعبريةِ الفصحى
    على المقتولِ ذبّحا!
    كمْ مرةً ستموت حتّى اسمها
    من خانة الشهداء يُمحى!
    دمها لها ولنا ،و للحقل المقدس ِ
    ماؤه والأسمدة
    وردٌ جديدٌ من هنا
    يصعدْ
    وردٌ قديمٌ قبلَ أنْ يصلَ الغزاةُ لنا
    وبعدَ أن وصلوا تهوّدْ
    وأرى الترابَ يعدّ قهوتَهُ صباحاً
    ثُمّ يحكي ، ثُمّ يشهدْ
    ويصيحُ: آه يا ليلها الأسودْ
    عُدّ لي بكفِ حبيبتي
    كانتْ تدرّبُ غُرتي كيف الثبات
    إذا الهواء هنا تمردْ
    كانتْ أصابعها الحنونة مشطيَ الذهبي
    ثمّ أصيحُ بالورد الذي بينَ الضلوع:
    أنا الترابُ..
    أنا الترابُ..
    أنا الترابُ أنا
    فتشتعل الحقولُ
    ولا خريفَ ولا ذبولَ لهُ
    ولهُ الثباتُ بأرضنا المتمردة
    ولنا النهارُ وإنْ تأخرَ
    في بريد العاطلين عن العملْ
    سيطلُّ منْ خلف الجبل
    ولهم مقابرهم
    سيدرجُ فوقها طيرُ الحجلْ
    أو يحملوها خلسةً حجراً حجرْ
    في متنَّ"أكسوديس*" أو فوقَ الجملْ
    ولنا الجمالُ سفينةٌ
    للعائدين على عجلْ
    وصلَ النهارُ وما تأخرَ لحظةً
    هذي تواقيتُ الله في البلدِ المقدس ِ
    فارفعي يا طفلتي المتوردة
    يدَكِ الصغيرة َعالياَ
    ثمّ اكتبي فوقَ السماءْ
    أنا ما أشاء, ولنْ أكونَ مُهوّدة.
    24-6-2006
    نابلس – فلسطين
    ........
    *اكسوديس: تعني الخروج، وهو اسم السفينة التي كانت تحمل المستوطنين اليهود إلى فلسطين
    الاستاذ مازن دويكات
    صاحب الحرف البهي ..المتفرد بلغته الغنية في دلالاتها..
    اسعدني..ان اقرأ حرفك..
    سلمت..وسلم مدادك..
    محبتي
    الفكـرة ُ..العالـية ُ..
    لا تحتاجُ.. لصوتٍٍ..عـال ٍ..

  3. #3
    الصورة الرمزية لطفي الياسيني قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Jun 2008
    الدولة : فلسطين القدس الشريف
    العمر : 87
    المشاركات : 1,919
    المواضيع : 197
    الردود : 1919
    المعدل اليومي : 0.33

    افتراضي

    سيدي الكبير الاستاذ الفاضل مازن دويكات
    تحية الاسلام
    ان كل مفردات ثقافتي لا تفيك حقك
    من الشكر والتقدير
    دمت ذخرا لهذا الصرح الشامخ شموخ ارز لبنان
    اخوك ابو مازن
    لطفي الياسيني

    وسلام خاص للاخوة ابي رامي
    ابي ثائر
    مفيد دويكات

  4. #4
    الصورة الرمزية مازن دويكات قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Nov 2008
    المشاركات : 132
    المواضيع : 14
    الردود : 132
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ثائر الحيالي مشاهدة المشاركة
    الاستاذ مازن دويكات
    صاحب الحرف البهي ..المتفرد بلغته الغنية في دلالاتها..
    اسعدني..ان اقرأ حرفك..
    سلمت..وسلم مدادك..
    محبتي


    المتألق إبداعاً وحضوراً

    ثائر الحيالي

    شهادة ثرية أعتزّ بها, خاصة وأنها من مبدع متميز.

    دمت بخير أيها النبيل
    .

  5. #5
    الصورة الرمزية مازن دويكات قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Nov 2008
    المشاركات : 132
    المواضيع : 14
    الردود : 132
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لطفي الياسيني مشاهدة المشاركة
    سيدي الكبير الاستاذ الفاضل مازن دويكات
    تحية الاسلام
    ان كل مفردات ثقافتي لا تفيك حقك
    من الشكر والتقدير
    دمت ذخرا لهذا الصرح الشامخ شموخ ارز لبنان
    اخوك ابو مازن
    لطفي الياسيني

    وسلام خاص للاخوة ابي رامي
    ابي ثائر
    مفيد دويكات

    أخي الفاضل المبدع

    لطفي الياسيني

    سعد ت بمرورك الجميل الرائع

    وبحضورك النبيل الذي أضفى على هذا المتصفح

    كل ما هو عطر وعذب خصب.

    سوف تصل السلامات لأصحابها إن شاء الله.

    دمت بخير وحب وسلام أيها النبيل.

  6. #6
    الصورة الرمزية د. نجلاء طمان أديبة وناقدة
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    الدولة : في عالمٍ آخر... لا أستطيع التعبير عنه
    المشاركات : 4,224
    المواضيع : 71
    الردود : 4224
    المعدل اليومي : 0.68

    افتراضي

    هنا عرفنا كيف الزهور لا تموت !

    أبقاكم ربي أعزة

    دمتَ وتعبيركَ الألق
    الناس أمواتٌ نيامٌ.. إذا ماتوا انتبهوا !!!

  7. #7
    الصورة الرمزية مازن دويكات قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Nov 2008
    المشاركات : 132
    المواضيع : 14
    الردود : 132
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. نجلاء طمان مشاهدة المشاركة
    هنا عرفنا كيف الزهور لا تموت !

    أبقاكم ربي أعزة

    دمتَ وتعبيركَ الألق
    د. نجلاء طمان

    أعزك الله في الدنيا والآخرة

    دمت بخير أيتها النبيلة
    .

  8. #8
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.27

    افتراضي


    هذه قصيدة تعيد رسم ملامحك الشعرية واضحة متألقة في خاطري أخي الشاعر مازن!

    كنت هنا مبهرا مبدعا حد الدهشة في عدة مواضع خصوصا في التراكيب والصور البكر.

    هي قصيدة ظلمها طي الأرشيف وحق لها أن أنتصر لجمالها فأرفعها وأثبتها.

    للتثبيت

    دمت محلقا!


    وأهلا ومرحبا بك في أفياء واحة الخير.



    تحياتي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  9. #9
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.72

    افتراضي

    كيف كان لقصيد يحمل كل هذا الجمال أن يتراجع الى الأرشيف ولم تمر به أقلام الصحب وتعليقاتهم.
    سبحان الله .. ما أكثر ما يظلم ارشيفنا من قصائد يطويها قبل الأوان.

    شكرا لربان يعرف كيف يلتقط الأصداف الغنية باللآليء من قعر الماء.

    وللشاعر الرائع مازن دويكات
    تحية بروعة قصيدك

    دمت متألقا

  10. #10
    الصورة الرمزية حازم محمد البحيصي شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    الدولة : فلسطين / قطاع غزة
    المشاركات : 4,680
    المواضيع : 119
    الردود : 4680
    المعدل اليومي : 0.75

    افتراضي

    نص جميل معبر
    أحسنت الطرح وأجدت الخاتمة
    فأهلا ومرحبا بك في واحة الخير والعطاء

    تحيتي لك

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. لنْ نحـــــــرقَ الإنجيل
    بواسطة رفعت زيتون في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 05-04-2011, 06:57 PM
  2. رسالة من وردة إلى وردة.
    بواسطة د. نجلاء طمان في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 46
    آخر مشاركة: 25-04-2010, 06:53 AM
  3. وردة لن تموت
    بواسطة مازن دويكات في المنتدى نُصْرَةُ فِلِسْطِين وَالقُدْسِ
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 14-12-2009, 07:07 PM
  4. لَنْ أَتوب
    بواسطة الشاعر محمود آدم في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 28
    آخر مشاركة: 26-11-2008, 07:56 PM
  5. لنْ أتَرَحَّمَ عَليكَ يَا (محمود درويش)!!
    بواسطة حسين العفنان في المنتدى الحِوَارُ المَعْرِفِي
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 21-08-2008, 07:24 PM