ركبت على حماري
عائداً من بقايا حقلي
إلى أنقاض داري
متغنياً ببعض أشعاري
ومستذكراً دماء أبنائي وأشلاء جاري
حيث لم اعد املك من حطام الدنيا
إلا ثوبي وأشعاري وحماري
وأحلام عصافيري الذين بالدباب سحقوا
بعد أن كانوا بالأمس يلعبون في فناء الدار
ومن نحس حظي
أن رآني بعض حمران مغتصبي
فصببت على حماري جامَ غضبي
وقلت يا حمار لماذا غيرت طريق الدار?
فمن يخلصنا آلآن: وكلانا طاعنان
فليس لنا أسنان: لنقاتل الحديد
ولا قوةً في سيقان: لنحاور من بعيد
ولكنه بحنكة حمار عجوز شهق ونهق
وأومأ إلي لندافع عن أنفسنا كيفما اتفق
وهناك على الله توكلنا وللشهادة طلبنا
وصرخ في قائد الحمران:
أنت شكلك انتحاري!
قلت: لا وألف لا..‘‘
قال: أبو انتحاري‘
قلت: لا وألف لا..‘‘
قال: أخو انتحاري‘
قلت: لا وألف لا..‘‘
قال: إذاً جار انتحاري‘
قلت: لا وألف لا..‘‘
أنا أبٌ لكل استشهادي‘
وأنت يا لعين اخرج من بلادي
تركة أجدادي وآبائي وإرث أحفادي
فقال: يا مسكين
كل ربعك معنا متفقين
على أنكم إرهابيون وإنتحاريون
فاسأل ربعك في الشمال والجنوب
والشرق والغرب‘ وكل من تُحب
حتى أهل الديرة في الجزيرة
فقلت: آخٍ وآخٍ وآخ
انا وحماري لا نخافكم يا لعين
ولكن كل خوفنا:
من الأهل والربع والعشيرة
وطعنةٌ في الظهر
منهم بسكين غدرٍ
في عز الظهيرة.
ابو المعتصم
11-11-2008