|
ندم البكاء فهل تراه سيصبر |
أم أن دمعك يستحي فيقصر |
عوجوا فحيوا دار سلوى و انظروا |
هل في الرسوم عن الأحبة مخبر |
هل بين أهداب الأثافي طائر |
يبكي صخور العين حين يصفر |
أم أن في النؤي السقيم نسائماً |
جعلت نخيلك هائماً |
يا من سقى رحم المنازل أدمعاً |
يحيى الربيع به و يحلو المنظر |
تغتال أرصفة القصائد غربة |
فتجن قافية |
و تضيق أنفاس المساء كآبة |
و فؤاد دربي بالكآبة أجدر |
في غزة الحيرى بقايا جثة |
أغصانها من |
كالحلم تجثو في مسامات الآسى |
و الليل محموم الترائب أصفر |
سلوى و ما أدراك ما أمر الردى |
في حكم غزتها وماذا يأمر |
كم يدّعون بأن عطرك صارخ |
وزنادهم بحريق وردك ينذر |
يتآلمون و في التآلم خدعة |
لمراوغ يجد |
كنعان عشقي يستجير بنارها |
شمساً تكاد من الجوى تتفطر |
و يصدني عنها الجدار فأنثني |
تعباً و حيناً بالمنية أزأر |
أمن العدالة أن تشلّ مفاصلي |
و لهم بكل فصيلة مستعمر |
تبقى سنابلنا تصيح من الظما |
و جيوبهم بأذى القنابل تزخر |
يتأبطون |
حصارها |
في بحر سلوى تستغيث شواطئ |
و تنوح أشرعة و يلهث معبر |
هل يلتقي البحران هذا أسود |
يلهو و ذاك من المرارة أحمر |
ودم فدائي الهوى لا ينحني |
شريانه جزعا و لا يتخثر |
ذكر الأحبة فاستفاق مع الندى |
من قبره يجلو القذى و يكبر |
حيناً يبسمل و البنادق حفّل |
آناً يرجع و الزنابق تنثر |
تحت الرماد صواعق مكنونة |
و لظى بغابات المدى يتنمر |
فإلامَ هذا الفجر يشربه الدجا |
ظلماً يقيد معصميه و يأسر |
و إلامَ تزحف خلف ظلك لاهثا |
و لسان دهرك من سباتك يسخر |
حتى متى تبقى النجوم غوافلاَ |
ًيزري بها الغيم الغريب و يزجر |
و تظل أجنحة الغبار نواعساً |
تنأى بها ريح النوى و تبعثر |
و تهيم أدمغة الخيام يضمها |
واد تنادمه المصائب |
في كل زاوية نهار عابس |
يحبو إلى غده صباح أغبر |
من كل مقصلة عواصف موجة |
حمراء يرفع دفتيها |
الحق في غرف السراب معطل |
و الإثم من لجج الفساد مظفر |
رئة الحضارة من سرى السرطان ما |
تنفك تشهق بالدخان و تزفر |
فمتى يجود الحبر يحرق أمة |
ومتى تفرّ من الكتاب الأسطر |
و يلومني نزق القوافي جاهداً |
كيف انتهيت و تحت جلدك حِمْير |
فوق المجرة تستقر أوابدي |
و على جبين الشمس يرفل أبجر |
و لنا القصائد و المحامد و العلا |
و بنا الصوارم المكارم تفخر |
يا أيها المنسي في كهف المنى |
ارفع لهم كفن القصيدة ينصروا |